الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

أثيوبيا تتهم "طرفا ثالثا" بالسعي لتأجيج التوتر مع السودان

أديس أبابا-أثيوبيا(بانا)- قالت أثيوبيا إن "طرفا ثالثا" يقف وراء توتير علاقاتها مع السودان في مسعى لعرقلة المفاوضات حول سد النهضة.

ونقلت وكالة الأنباء الأثيوبية عن الجنرال برهانو جولا، رئيس أركان قوات الدفاع الوطني، قوله إن الجيش السوداني ينتهك سيادة أثيوبيا وطلب من الجارة "رفض الضغط عليها لشن حرب بالوكالة".

واعتبر أن السودان يجب عليه، بدلاً من ذلك، أن يسعى لتسوية النزاع الحدودي مع أثيوبيا من خلال الحوار.

ويختلف البلدان حول بناء سد النهضة على النيل الأزرق.

وبخصوص هذه القضية، بدأ التوتر بين أثيوبيا والسودان ومصر في التصاعد بعد أن أعلنت أثيوبيا، العام الماضي، البدء في ملء خزان السد.

وخلال المفاوضات الأخيرة، الأحد الماضي، أعلن السودان أنه احتج بشدة لدى أثيوبيا والاتحاد الإفريقي على قرار أثيوبيا بمواصلة ملء السد للسنة الثانية على التوالي، بـ13,5 مليار متر مكعب من المياه، باتفاق أو بدونه.

ووفقًا للجنرال برهانو ، فإن هذا الطرف الثالث الذي لم يذكر اسمه، يستغل انشغال أثيوبيا في الجزء الشمالي منها ضد متمردي جبهة تحرير تيغراي الشعبية، والمرحلة الانتقالية السياسية في السودان.

وقال رئيس أركان الجيش الأثيوبي "مشكلتنا الداخلية شيء والضعف الداخلي للسودان شيء آخر. بيد أن هذه العوامل سمحت لطرف ثالث بالمضي في أجندته. إنها خطة مدروسة جيداً، وقد حسب هذا الطرف الثالث أن السودان لن يدعم أثيوبيا في مفاوضات سد النهضة".

وأشار الجنرال برهانو إلى أن الخلافات الحدودية بين البلدين ليست جديدة وجرت تسويتها سلميا. لكن "المشكلة الحالية فاقمها طرف ثالث"،مؤكدا أن أثيوبيا لا تريد الدخول في حرب مع "صديقتها التاريخية، السودان"، بل تريد تسوية المشكلة سلمياً.

ودعا الجنرال برهانو السودان إلى تسوية خلافاته من خلال التفاوض وتجنب "فخ الصراع الذي ينصبه طرف ثالث".

وذكّر الجنرال برهانو  بأن أثيوبيا لعبت، قبل عام، دورًا مهمًا في حل الأزمة في السودان سلمياً ودون الإضرار بالشعب السوداني.

وأعلن عن عقد اجتماع قريبًا بين جيشي البلدين.

"وفي الماضي كان هناك حالات عبور عرضي للحدود، أحيانًا نكون نحن، وأحيانا هم. لكن تجري تسويتها من خلال الحوار. تدهور الوضع هذه المرة مع تدخل طرف ثالث. والهدف هو دفعنا إلى الصراع مع جيراننا وتحقيق هدف ذلك الطرف. لذلك لا ينبغي أن ننجر إلى ما يريدون. يجب أن يجري الآن الحوار على جميع المستويات، بما في ذلك المحادثات بين جيشي البلدين".

من جانبه، قال رئيس المجلس الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، هذا الأسبوع، إن بلاده لا تريد الدخول في صراع مع أثيوبيا، بينما يتصاعد التوتر بين الجارتين إثر حوادث على حدودهما المشتركة.

وقد أعلنت سلطة الطيران المدني السودانية حظر تحليق الطائرات فوق منطقة الفشقة، شرق مدينة القضارف على الحدود مع أثيوبيا.

وأوضحت أن هذا الإجراء يسري اعتبارا من الخميس 14 يناير وحتى 11 أبريل القادم.

وكان السودان اتهم طائرة عسكرية أثيوبية بخرق مجاله الجوي وحدوده. ووصفت وزارة الخارجية السودانية الأمر بأنه "تصعيد خطير ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة ويتسبب في المزيد من التوتر في المنطقة الحدودية".

وطالبت الوزارة، في بيانها، بأن "لا تتكرر مثل هذه الأعمال العدائية مستقبلاً، نظرا لانعكاساتها الخطيرة على مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي".

وتبادل السودان وأثيوبيا الاتهامات بالتسبب في مزيد من الحوادث على حدودهما المشتركة، واتهمت أديس أبابا الخرطوم بتأزيم الوضع.

وبحسب وكالة الأنباء السودانية، أدانت وزارة الخارجية السودانية "بأقوى العبارات العدوان المسلح" من قبل عصابات أثيوبية على القريشة بشرق السودان، والذي أسفر عن مقتل 5 نسوة وطفل.

وذكرت وزارة الخارجية، في بيان صادر الثلاثاء، أن امرأتين سودانيتين فُقدتا إثر "هذا العدوان".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأثيوبية، من دون الإشارة للشكوى السودانية بالتحديد، إن القوات المسلحة السودانية "تؤزم" الوضع على الحدود رغم "الموقف اللين والمتسامح من أثيوبيا لتسوية الخلافات بطريقة سلمية".

-0- بانا/م أ/س ج/21 يناير 2021