الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

اليونيسيف يحذر من الوضع المزري لعشرات آلاف الأطفال جراء النزاع الليبي

نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- ناشدت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) هنرييتا فور، من خلال بيان أصدرته يوم الجمعة، العالم أجمع ألا يقبل "بوضع الأطفال المزري الذي لا يحتمل" في ليبيا التي يمزقها الصراع.

ونقل عنها البيان قولها "لا يزال الأطفال في ليبيا، بمن فيهم الأطفال اللاجؤون والمهاجرون، يتعرضون للمعاناة الشديدة وسط العنف والفوضى التي ظهرت جراء الحرب الأهلية التي طال أمدها في البلاد".

وذكرت منظمة "اليونيسيف" أن "أوضاع آلاف الأطفال والمدنيين تدهورت منذ اندلاع أعمال العنف في طرابلس وغرب ليبيا في أبريل من العام الماضي"، موضحة أن "الهجمات العشوائية في المناطق المأهولة بالسكان أدت إلى مقتل المئات".

وأكدت "اليونيسيف" أنها "تلقت تقارير عن تعرض أطفال للإصابة بجروح أو للقتل، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال في القتال".

وتشهد ليبيا، منذ سقوط نظام معمر القذافي سنة 2011 ، حالة من عدم الاستقرار والانهيار الاقتصادي، على الرغم من احتياطاتها النفطية الوفيرة.

ولقي آلاف الأشخاص مصرعهم جراء القتال بين الجيش الوطني الليبي المتمركز في شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها.

وسيشارك الأمين العام للأمم المتحدة في قمة دولية هامة ستستضيفها العاصمة الألمانية برلين غدا الأحد، بمشاركة رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج والمشير حفتر، على أمل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، اضطر أكثر من 150 ألف شخص، بينهم 90 ألف طفل، لهجر منازلهم، ليصبحوا الآن في عداد النازحين.

وأبرزت هنرييتا فور كذلك أن "البنية التحتية التي يعتمد عليها الأطفال للرفاه والبقاء تعرضت لهجمات".

ولاحظت أن "حوالي 30 مرفقا صحيا تعرض للضرر جراء النزاع، مما أجبر 13 منها على الإغلاق. كما أن الهجمات على المدارس وتعرضها للتهديد بالعنف أدى إلى حالات إغلاق، ما ترك حوالي 200 ألف طفل خارج مقاعد الدراسة".

من جهة أخرى، أشار البيان إلى أن "شبكات المياه تعرضت لهجمات، وقاربت أجهزة إدارة النفايات على الانهيار، مما يزيد بشكل كبير من خطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه، ومن ضمنها الكوليرا".

وكشفت "اليونيسف" أن "60 ألفا من الأطفال اللاجئين والمهاجرين الموجودين حاليا بالمناطق الحضرية هم أيضا في غاية الهشاشة، خاصة الأطفال غير المصحوبين أو المحتجزين، والبالغ عددهم 15 ألف طفل".

وأشارت فور إلى أن "هؤلاء الأطفال كان لهم وصول محدود أصلا إلى خدمات الحماية والخدمات الأساسية، ما يعني أن النزاع المتصاعد قد زاد من المخاطر التي يواجهونها".

وتعمل "اليونيسف" وشركاؤها على الأرض لتزويد الأطفال والعائلات المتضررة بالدعم، كي يحصلوا على الرعاية الصحية والتغذية والحماية والتعلّيم والمياه وخدمات الصرف الصحي.

وقالت فور "كما نغطي الأطفال اللاجئين والمهاجرين، ومن ضمنهم الأطفال المحتجزين في مراكز الإيواء".

وأضافت "من المحزن أن الهجمات ضد السكان والبنية التحتية المدنية، وضد العاملين في المجال الإنساني والرعاية الصحية، تؤدي إلى تقويض الجهود الإنسانية".

ودعت فور "جميع أطراف النزاع وأولئك الذين لديهم نفوذ عليهم إلى حماية الأطفال، ووضع حد لتجنيدهم واستخدامهم في النزاع، ووقف الهجمات على البنية التحتية المدنية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق إلى الأطفال وكافة المحتاجين".

وتابعت المديرة التنفيذية "لليونيسيف" قائلة "كما ندعو السلطات الليبية لإنهاء احتجاز الأطفال من المهاجرين واللاجئين، والسعي الحثيث لإيجاد بدائل عن الاحتجاز توفر للأطفال الأمان والكرامة".

وخلصت إلى القول "قُبيل قمة السلام المزمع عقدها يوم الأحد في برلين، ندعو أطراف النزاع وأولئك الذين لديهم نفوذ عليها للتوصل، على وجه السرعة، إلى اتفاق سلام شامل ودائم من أجل كل طفل في ليبيا".

-0- بانا/م أ/ع ه/ 18 يناير 2020