الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

اضطراب في حركة النقل الجوي الليبية بعد فرض قوات حفتر نزول الطائرات في بنغازي

طرابلس-ليبيا(بانا)- تواجه الملاحة الجوية في ليبيا، صعوبات بسبب انعدام الأمن في البلاد، بما في ذلك إغلاق مطار معيتيقة في طرابلس بسبب الغارات الجوية التي استهدفت أيضا مطاري مصراتة وزوارة.

غير أن الملاحة الجوية في ليبيا مرشحة لمزيد من الاضطرابات بعد قرار السلطات الموازية القائمة في شرق البلاد، فرض توقف الرحلات التي تعبر المجال الليبي في مطار بنغازي.

وذكرت صحيفة "الوسط" الليبية، اليوم الأحد، أن خطوط الطيران الليبية دخلت في دائرة الانقسام الذي تشهده البلاد، عقب قرار هيئة المواصلات والنقل بالحكومة المؤقتة (الحكومة الموازية)، يوم الاربعاء الماضي، إلزام شركات الطيران العاملة في ليبيا بهبوط رحلاتها القادمة من مطاري مصراتة (220 كلم شرق طرابلس) ومعيتيقة (الضاحية الشرقية للعاصمة الليبية)، والمتجهة إلى الأردن ومصر والسودان والسعودية، بمطار بنينا قرب مدينة بنغازي.

وأرجعت الهيئة التابعة للحكومة المؤقتة إصدار هذا القرار إلى "إتمام الإجراءات الأمنية والجمركية"، لكن محللين لم يستبعدوا أن يكون هذا القرار أحد تداعيات الحرب الدائرة على تخوم العاصمة طرابلس منذ الرابع من أبريل الماضي.

وتقول القوات التابعة للمشير حفتر أن أماكن في مطار معيتيقة وغرب ليبيا تخصص لتجهيز وتخزين الطائرات المسيرة وصواريخها، وهو ما يقابل بالنفي من حكومة الوفاق الوطني المتمركزة في طرابلس التي أكدت الشهر الماضي -على لسان وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا- أنه جرى التأكد من استخدامهما لأغراض مدنية تحت إشراف الأمم المتحدة.

وفي تطور لاحق، لم يمض يوم واحد على صدور قرار الحكومة الموقتة، حتى أجبرت مصلحة الطيران المدني التابعة للحكومة المؤقتة ببنغازي، يوم الخميس، طائرة تابعة للخطوط الجوية الليبية رحلة رقم (LN282) كانت متجهة إلى الأردن انطلاقا من مطار مصراتة على الهبوط بمطار بنينا، وإنزال ركابها الـ105، حسب بيان صادر عن وزارة المواصلات بحكومة الوفاق.

وبحسب صحيفة "الوسط"، فقد وصفت وزارة المواصلات التابعة لحكومة الوفاق الوطني "هذا التصرف بغير المهني، ويتنافى مع شروط وقوانين الطيران المدني الدولي وشروط الأمن والسلامة"، مشيرة إلى أن هذا "التأخير في الرحلة والزيادة من معاناة المواطن الليبي، خاصة وأن معظم الركاب من كبار السن والمرضى والمسافرين لغرض العلاج، مما قد يؤثر على حالتهم الصحية في مثل هذه الظروف، وكذلك الزيادة في التكاليف الإضافية للشركة الناقلة".

وأدى القرار إلى اضطراب كبير في حركة الطيران، إذ أعلنت سلطات مطار مصراتة الدولي إلغاء رحلتي "مصراتة - الإسكندرية - مصراتة"، اللتين كانتا مقررتين الأربعاء، احتجاجا على القرار الصادر عن هيئة النقل والمواصلات بالحكومة المؤقتة في شرق ليبيا.

وأعلنت شركة الخطوط الجوية الأفريقية، إلغاء رحلتها التي كانت متجهة إلى الإسكندرية؛ احتجاجا على القرار نفسه، قبل أن تعلن استئناف الرحلة في موعد لاحق من اليوم نفسه.

في المقابل، وجه رئيس مصلحة الطيران المدني التابعة لوزارة المواصلات بحكومة الوفاق نصر الدين شائب العين، كتابا إلى شركات الطيران العاملة في ليبيا، طالبهم فيه بعدم ركوب أي شخص غير ليبي متجه إلى أي مطار في ليبيا من المطارات التونسية "إلا بعد التأكد من حصوله على تأشيرة صادرة عن مصلحة الجوازات والجنسية وشؤون الأجانب بطرابلس".

وشدد على ضرورة "التأكد من أن السفارات الليبية الصادرة منها تأشيرة الدخول إلى ليبيا معتمدة من المفوض بوزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني".

وتضيف صحيفة "الوسط" أنه أمام هذا التطور، يحذر متابعون من استمرار العمل بهذا القرار، معتبرين أن "امتثال شركات الخطوط للقرار، يكرس التقسيم، ليجد المسافر الليبي نفسه وكأنه يسافر من دولة إلى دولة، وليس في رحلة داخلية من مطار ليبي إلى مطار ليبي آخر".

-0- بانا/ع ط/ 17 نوفمبر 2019