الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

منظمات ليبية تستنكر التحريض ضد تجمّع تاناروت للإبداع الفني الليبي

طرابلس-ليبيا (بانا)- استنكرت منظمات حقوقية ليبية ما أسمته بـ " الخطاب التحريضي" الذي تقوم به الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في الحكومة الليبية المؤقتة في شرق ليبيا من تشويه وتحريض على "تجمّع تاناروت للإبداع الليبي وأعضائه"  في مدينة بنغازي .

وقالت هذه المنظمات، في بيان تلقت وكالة بانابريس نسخة منه، مساء أمس في طرابلس،  إن الهيئة العامة للأوقاف في شرق ليبيا عمدت إلى "التحريض المباشر" على التجمّع وأعضائه بإرسال تقارير وشكاوى كيديّة إلى مختلف الأجهزة الأمنية في شرق ليبيا تتهم فيها التجمع بنشر الماسونية والمسيحية والإلحاد مستشهدة  بالكتب والأفلام التي يختارها التجمّع في أنشطته الثقافية المختلفة.

يذكر أن تجمع تاناروت للإبداع الفني الليبي تأسس قبل خمس سنوات في بنغازي، في زمن الحرب التي لا تزال تعصف بليبيا،  وهو، بحسب مؤسسيه،  خيار مجموعة من المثقفين الليبيين لديها إصرار على إبعاد الصورة النمطية للمثقف في ليبيا، وعلى استخدام الأساليب العلمية العميقة من خلال رؤية نظرية وعملية قادرة على النهوض بالثقافة في المجتمع الليبي.

وأضاف البيان أن الهيئة لم تكتف بتلك الاتهامات بل ذهبت إلى اتهام أعضاء التجمّع بالانحلال الأخلاقي بحجة أن مقر التجمع مختلط، متسائلا "هل الإختلاط جريمة يعاقب عليها القانون الليبي".

وقالت هذه المنظمات إن الهيئة العامة للأوقاف في شرق ليبيا وصفت بعض أعضاء تجمع تاناروت للإبداع بـ "عبدة الشياطين وملحدين"، مشيرة إلى أن مثل هذا الخطاب قد يعرض سلامة أعضاء التجمع إلى أخطار عديدة بدءا من التهديد، إلى الاعتداء بل حتى الاغتيال في دولة، تضيف هذه المنظمات، يسري فيها الإفلات من العقاب في معظم الجرائم التي ارتكبت ضد النشطاء والصحفيين.

ولاحظ البيان أن أعمال الهيئة العامة للأوقاف في شرق ليبيا وبياناتها تكشف على أنها (الهيئة) "تدار من قبل شخوص لديهم تأويلات دينية شخصيّة متطرفة وكأنها الحارس لأخلاقيات المجتمع وقيمه حسب فهمها الذي تكشّف واضحًا عن سعي ممنهج إلى تضييق كل منافذ الحياة وخنق المجتمع وتفصيل قيمه على مقاس فئة محدّدة مستورة أفكارها من خارج ليبيا".

وحملت المنظمات الموقعة على البيان، وهي المنظمة الليبية للإعلام المستقل، والمؤسسة الليبية للصحافة الاستقصائية، والمؤسسة الليبية الدولية لحقوق الإنسان، والمركز الليبي لحرية الصحافة، الهيئة العامة للأوقاف المسؤولية الكاملة لسلامة أعضاء التجمع من "أيّ أذى أو ضرر ناجم عن التحريض والتشويش المتعمّد الصادر من طرفها".

ودعت هذه المنظمات، في هذا الخصوص، وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة (الحكومة الموازية في شرق ليبيا)، إلى ضمان سلامة اعضاء التجمع وكبح جماح الجهات المحرضة ضد الصحافة والثقافة والفن والمجتمع المدني .

كما دعت مثقفي ليبيا وكافة المنظمات الثقافية والحقوقيّة في ليبيا وخارجها إلى العمل على توضيح دور الفعل الثقافي الذي يُـحصّن المجتمع من التطرف والتعصب الجهوي والمغالاة وضيق الأفق، وضرورة إنقاذه دون تهاون، وتحريره من الوصاية والتشويش.

وشدد البيان على أهمية التضامن الحقيقي الجاد والمباشر دون مواربة مع "تجمّع تاناروت" والنظر إلى قضيته على أنها قضية مجتمع لا قضية مؤسّسة واحدة تواجه التعصّب وسوء الفهم منفردة.

-0- بانا /ع د/ 26 نوفمبر 2020