الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

هواجس المفاوضات العسكرية، واتفاق وقف إطلاق النار أبرز عناوين الصحف الليبية

طرابلس-ليبيا(بانا)- خصصت الصحف الليبية حيزا هاما من تغطياتها، في أعدادها الصادرة هذا الأسبوع، للمحادثات المنعقدة ضمن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في جنيف بسويسرا، مع التركيز خاصة على الهواجس التي انتابت الليبيين خلال تلك اللقاءات، قبل أن تكشف عن بنود اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقع يوم الجمعة، والذي يفتح آفاقا واسعة أمام السلام في البلاد.

وتناولت الصحافة الليبية كذلك استئناف الخط الجوي المباشر بين طرابلس وبنغازي، عبر افتتاح أول رحلة تجارية بين المدينتين، بعد تعليق دام سنتين.

وذكرت صحيفة "الوسط"، في مقال بعنوان "تفاؤل بمسار «5+5» مع بدء العد التنازلي لملتقى تونس" أن التأثيرات الخارجية تطغى على المسار العسكري في حوار لجنة "5+5" المتواصل في جنيف، والذي يعد أهم مسار في ثلاثية المفاوضات قبل ملتقى تونس الشامل، في ظل غموض بشأن وضع المقاتلين الأجانب والخلاف حول حدود المنطقة منزوعة السلاح باستبعاد الجفرة (وسط البلاد)، بينما يعمل الجانبان تحت رعاية أممية على اتفاق لتشكيل مجلس عسكري ليبي مشترك.

وأشارت الصحيفة إلى أن  البعثة الأممية تخوض ما يمكن تسميته بمعركة "الرمق الأخير"، بضغط أمريكي، في ظل حديث متداول عن خارطة طريق تشمل مسارات سياسية واقتصادية وعسكرية، تعد خلالها اجتماعات المسار الأمني بجنيف بين وفدي الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني الأصعب، مما يعكس تصريح المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني وليامز للجانبين بالقول إن نجاحهما في هذه المحادثات سيكون له تأثير إيجابي على المسارين السياسي والاقتصادي للمحادثات الجارية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة والهادفة إلى إنهاء الصراع الليبي.

ولاحظت "الوسط" أنه على الرغم من ترحيب البعثة الأممية بنتائج لقاءات الغردقة المصرية الموضوعة على طاولة محادثات جنيف، إلا أن مسائل أمنية أخرى عالقة تبقى محور تجاذبات بين الطرفين، ولعل أبرز امتثال لتفاهمات الجانبين، هو إعادة فتح المجال الجوي أمام حركة الطيران المدني بين شرق البلاد وغربها، واتخاذ التدابير لتبادل المحتجزين بسبب العمليات العسكرية قبل نهاية شهر أكتوبر، عبر تشكيل لجان مختصة من الأطراف المعنية حول هذه المسألة.

وتابعت الصحيفة، في تحليلها، أنه على ضوء استئناف إنتاج النفط الليبي، تناقش اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف موضوع مهام ومسؤوليات حرس المنشآت النفطية وإعادة تشكيلها لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان انتظام عملية الإنتاج والتصدير.

لكن أبرز التحديات في شقها الأمني يتمثل، بحسب الصحيفة، في البند المتعلق بتشكيل مجلس عسكري ليبي مشترك أمام مقترح ممثلي القيادة العامة بفصل الصلاحيات العسكرية عن الجسم السياسي الجديد، في مقابل مطالب حكومة الوفاق بإبعاد المشير خليفة حفتر والدائرة المحيطة به عن الجسم العسكري، علما بأن من مهام المجلس تفكيك وإدماج الميليشيات.

ولاحظت الصحيفة أنه في وقت يركز الطرفان على رسم حدود منطقتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح والمواقع المقرر انسحاب قوات الطرفين منها، يتعلق الخلاف الآخر أيضا بتحفظ القيادة العامة على إخلاء منطقة الجفرة من قواتها، كون حكومة الوفاق لا تملك نقاط تمركز بها، في حين يتواجد بالمنطقة عناصر من مقاتلي "فاغنر" الروسيين و"الجنجويد" وآخرون.

واعتبرت "الوسط" أنه إذا تمت حلحلة هذه المسائل، فإن الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار بشكل نهائي سيكون ممكنا، ويمهد لوضع برنامج يخص المجموعات المسلحة، ومع ذلك، فإن مصير المقاتلين الأجانب من الجانبين يبقى أهم عثرة في المسار العسكري سعت وليامز لخفض تأثيره، خصوصا الوجود الروسي والتركي، وبدعم من الضغط الأوروبي على شركة "فاغنر" التي تتدخل موسكو عبرها في ليبيا.

ووفقا لنفس الصحيفة، فإن السؤال المطروح هو : هل يمكن إقناع روسيا بالتخلي عن مواقعها في الجفرة والانسحاب من الحقول والموانئ النفطية بالمقابل، من دون أن تغير تركيا التي تشغل قواتها قاعدة الوطية مواقعها؟

وفي تعليقها على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت "بوابة إفريقيا الإخبارية"، من جانبها، أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كشفت أن وفدي حكومة الوفاق الوطني والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي في محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في جنيف وقعا، يوم الجمعة، على اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في كل ربوع ليبيا.

ونقلت الصحيفة عن البعثة الأممية القول إن محادثات اللحنة توجت  بـ"إنجاز تاريخي، عندما توصل الطرفان الليبيان إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في كل أنحاء ليبيا"، مضيفة أن "هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول نحو السلام والاستقرار في ليبيا".

وفي معرض إبراز تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقع يوم الجمعة، والذي أعلنت عنه مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، أوضحت "بوابة إفريقيا الإخبارية" أن الوثيقة تتضمن 12 بندا تنص على إخلاء خطوط التماس في الجبهات من التشكيلات العسكرية، ومغادرة المرتزقة خلال مدة ثلاثة أشهر، وتشكيل قوة عسكرية مشتركة، ووضع حد لـ"خطاب الكراهية"، وفتح كل الطرق في كافة مناطق البلاد.

وينص الاتفاق، وفقا لنفس الصحيفة، على وقف كامل ودائم لإطلاق النار في ليبيا، بالاستناد إلى وساطة بعثة الأمم المتحدة المدعومة من قبل البلدان المشاركة في مؤتمر برلين المنعقد يوم 19 يناير 2020 ، وجهودها الدؤوبة لإنهاء العنف والأزمة الإنسانية الناجمة عن استمرار النزاع المسلح في ليبيا، وبالإستناد إلى قرار 2310 (2020) الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي دعا، في فقرتيه الرابعة والسادسة، اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الدائم واحترامه.

من جهتها، لفتت صحيفة "الوسط"، في تطرقها لاستئناف النقل الجوي بين المدن الليبية، إلى أن مطار بنينا الدولي في بنغازي (شرق البلاج) استقبل أول رحلة تجارية قادمة من مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، بعد توقف نشاط الملاحة الجوية بينهما لمدة سنتين.

ولاحظت الصحيفة، نقلا عن بيان أصدرته إدارة مطار معيتيقة، أن طائرة شركة الخطوط الجوية الإفريقية أقلعت إلى مطار بنينا عند الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة.

وأوضح البيان أن شركة "الخطوط الإفريقية" ستسير يومي الجمعة والإثنين، رحلة تنطلق في التاسعة صباحا من مطار معيتيقة، على أن تصل في العاشرة صباحا إلى مطار بنينا، ثم رحلة من الأخير في الحادية عشرة، على أن تصل معيتيقة في الثانية عشرة ظهرا.

وكان مطار بنينا قد استقبل، يوم 16 أكتوبر الجاري، رحلة قادمة من مطار معيتيقة، على متنها وفد من شركة الخطوط الإفريقية ومصلحتي المطارات والطيران المدني التابعتين لوزارة المواصلات بحكومة الوفاق الوطني، للوقوف على تجهيزات المطار، والمساهمة في توفير ما يحتاجه من أجل إعادة تشغيله.

-0- بانا/ي ب/ع ه/ 24 أكتوبر 2020