الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

جنوب السودان "على طريق السلام الدائم"، حسب مبعوث الأمم المتحدة

نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- أبرز مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان، ديفيد شيرير، أمس الأربعاء أمام مجلس الأمن، "التطورات الإيجابية" التي أعادت هذا البلد إلى "طريق السلام الدائم".

لكن الممثل الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بيّن، في حديث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أن هناك تحديات جمة "تواجه وحدة الحكومة الجديدة".

وأكد أن الأولوية الآن في هذا البلد هي لتشكيل حكومة انتقالية "حتى يتسنى للبلاد ولاتفاق السلام المضي قدما". ويتفاوض الطرفان حاليا على توزيع الحقائب الوزارية.

وبينما يجب تجديد ولاية البعثة الأممية، اعتبر شيرير أنه من السابق لأوانه توقع تغييرات.

وأشار إلى أن قوات حفظ السلام يجب أن تواصل تحركها وتركز على الدعم الجوي والملاحة النهرية. 

وبحسب بيان أممي، ستوسع شرطة الأمم المتحدة أنشطتها "لمحاربة الإفلات من العقاب والفساد، ومرافقة نقل المسؤوليات إلى شرطة مدنية".

وفي مواجهة الحذر وحتى الشك، الذي تسببت فيه هذه البداية الجديدة، ذكّر ديفيد شيرر الشركاء الدوليين بأنه يجب عليهم الالتزام بمساعدة جنوب السودان من أجل تحقيق سلام دائم.. فغيابنا قد يؤدي إلى الفشل".

وخلص المبعوث الأممي إلى أن "الوضع الإنساني في عدة ولايات من جنوب السودان ما زال هشا".

وأوضح أن "مستويات المحاصيل في الشهور الـ12 الأخيرة فشلت بسبب فيضانات العام الماضي" التي أدت إلى إتلاف الحقول ونفوق كثير من الماشية وتلويث المياه "مما ساهم في تدهور الظروف الصحية وتفاقم العنف العرقي".

وفي المقابل، يضيف شيرير، لم يحدث تهديد الجراد المهاجر أثرا كبيرا بعد، لكن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "تتهيأ للتحرك من أجل حماية المحاصيل".

ويواجه أحدث بلد في العالم عدم استقرار وصراعا مستمرا منذ ثماني سنوات بعد حصوله على الاستقلال من السودان.

وفي 15 فبراير، كان رئيس جنوب السودان سيلفا كير، قد وافق -برغم معارضة العديد من مؤيديه- على العودة إلى التقسيم الإداري للبلد وفق 10 ولايات، الذي كان سائدا قبل عام 2015، بحسب ما ذكر ديفيد شيرر، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان، أمام المجلس.

وذكر أن خصمه رياك ماشار قبل التحدي المتمثل في الانضمام إلى حكومة انتقالية في العاصمة، جوبا، كنائب أول للرئيس، "على الرغم من أن الترتيبات الأمنية الانتقالية لم يتم وضعها بعد".

وفي حين أن أوغندا والسودان وجنوب أفريقيا ومنظمات إقليمية مثل إيغاد، دعمت جهود الوساطة في جنوب السودان، يمكن أن يُنسب التقدم في هذا السياق إلى الإرادة السياسية التي أظهرها كل من سيلفا كير ورياك مشار، كما قال شيرر مؤكدا أن الرجلين "وضعا مصلحة بلدهما فوق مصلحتهما" الشخصية، حيث قدم الأول تنازلا كبيرا فيما وافق الثاني على العودة إلى العاصمة.

ونقل شيرير عن المنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 800.000 شخص عادوا منذ توقيع اتفاق السلام، مؤكدا أمام مجلس الأمن أن "الحكومة الجديدة تستطيع إحداث تغييرات إيجابية".

وعلى صعيد آخر، عززت البعثة الأممية في جنوب السودان إجراءات الحماية لتعزيز الثقة في مناطق العودة.

وكذلك، رفعت شرطة الأمم المتحدة عونها الفني وتعمل بالتنسيق مع مصالح الشرطة الوطنية.

وقال المبعوث الأممي "إن وقف إطلاق النار وحرية حركة قيادات المعارضة في جنوب السودان ساهما في خفض العنف"، وقد نشرت البعثة، بدرجة أولى، القبعات الزرق في "مناطق الخطر ومناطق العودة".

بيد أنه حذر من أن غياب خدمات الصحة والتعليم في المناطق الريفية لا يشجع على عودة النازحين.

ويتطلب هذا الوضع تدخل الفاعلين في التنمية والفاعلين الإنسانيين "بمن فيهم المانحون".

-0- بانا/م أ/س ج/05 مارس 2020