وكالة أنباء عموم أفريقيا

رئيس الحكومة الليبية يعتبر المشاركة الواسعة في مؤتمر "استقرار ليبيا" علامة على بدء البناء في البلاد

طرابلس-ليبيا(بانا)- اعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، في كلمة افتتح بها اليوم في طرابلس مؤتمر "دعم استقرار ليبيا"، أن الحضور القوي في هذا اللقاء هو رسالة قوية بأن مرحلة الاستقرار والبناء قد انطلقت في البلاد، مبينا أن عقد هذا الاجتماع الذي يعد الأول منذ 10 سنوات، يعكس حقيقة الشعب الليبي وتعلقه بخيار السلام والاستقرار.

وقال الدبيبة إن لقاء اليوم يؤكد كذلك على إرادة الليبيين وقدرتهم على الوصول إلى حل ليبي خالص، حسب ما ورد في خطابه الذي نشره المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.

وأوضح رئيس حكومة الوحدة الوطنية أنه، ومنذ تسلمه لمهامه، قد التزم بدعم المفوضية العليا للانتخابات لكي تنظم الانتخابات في موعدها، وللتأكيد بأن حكومة الوحدة الوطنية جاءت من أجل استقرار وسلام ليبيا بعد سنوات من الانقسام السياسي.

وقال "لقد شكلنا لجنة حكومية لدعم تنظيم الانتخابات وتوفير كل الدعم لجميع المؤسسات المعنية"، مضيفا "أتابع عملها بشكل مباشر وكيف توفر الدعم اللوجستي وترعى جهود التحسيس بأهمية الانتخابات ودعوة المواطنين للمشاركة بنشاط فيها واحترام نتائجها".

بموازاة ذلك، أكد الدبيبة أنه عمل لاستكمال توحيد مؤسسات الدولة وعمل بفعالية لإنهاء الأزمات المعيشية ممثلة في نقص السيولة وانقطاع الكهرباء وإمدادات الوقود وتردي خدمات القطاع الصحي ونقص اللقاحات لمواجهة جائحة فيروس كورونا.

وأشاد بعمال الصحة والجهود المبذولة التي مكنت من توفير اللقاحات المناسبة، مضيفا أنه يعمل لاستكمال تطعيم جميع الليبيين.

واشار رئيس الحكومة الليبية إلى أن الاستقرار في ليبيا في الأشهر الاخيرة تجلى بإيجابية في عدد من الإجراءات وأهمها زيادة الأجور الشهرية لعمال بعض القطاعات.

وأضاف "لقد التزمنا كذلك بتخفيض كلفة الكهرباء ونجحنا في كثير من ذلك. وقبل الصيف القادم، سوف نتغلب على أزمة الكهرباء الناجمة عن الحروب وإهمال الشبكة طوال العقود الأخيرة، وهو ما كانت لها تبعات سلبية على شعبنا".

وقال رئيس الحكومة الليبية إنه أدرك أن الاستجابة لحاجات المواطن تتطلب تفويض بعض السلطات لتعزيز قدرة السلطات المحلية الممثلة في البلديات على المشاركة مع الحكومة في البناء بدلا من الصراعات السياسية والأزمات المحلية كما وقع في السنوات الماضية.

وأضاف "حرصنا أيضا على إشراك جميع مناطق ليبيا في مسار الحل السياسي الشامل والسلمي عبر زيارة مختلف المدن والمناطق".

وقال إن الحكومة متفقة على أن "التنمية وتوفير الخدمات الأساسية وتحقيق المواطنة والعدالة هي مدخل لاستقرار ليبيا ووحدة شعبها خلف قيادة سياسية مدنية ومنتخبة. وهذا ما سنحققه مع الانتخابات القادمة".

وأضاف المسؤول الليبي أن ما يريده اليوم هو استعادة الاستقرار، داعيا جميع الأطراف المعنية بليبيا للتفاهم حول آلية دائمة للتواصل والتنسيق وحسم الملفات العالقة مثل ملف الوجود الأجنبي الذي أصبح يزعج كل أبناء الشعب الليبي دون اختلاف.

وأكد الدبيبة أن مؤتمر دعم استقرار ليبيا ليس تنصلًا من أي تعهدات التزمت بها حكومة الوحدة الوطنية ولكنه تأكيد على استمرار دعمها لتنفيذ الانتخابات والمساهمة في توفير الظروف المناسبة لعقدها وتشجيع الأطراف الليبية على احترام نتائجها.

وقال "أود أن أشكر اللجنة العسكرية 5+5 على جهودها لتنظيم الملف العسكري الذي يحتاج جهودا إضافية ودعما دوليا لأهميته".

وختاما، اعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، أن انعقاد هذا المؤتمر اليوم في العاصمة طرابلس، هو رسالة للعالم أجمع بأن القرار الليبي نابع من إرادة وطنية ليبية بدعم من جميع ذوي النيات الطيبة في العالم، مرحبا بالجميع في مدينة طرابلس الجميلة، مع التطلع إلى شراكة إستراتيجية بعيدة المدى من أجل استقرار حقيقي وفعال في ليبيا ولصالح شعبها.

وتشارك في المؤتمر 28 دولة و4 منظمات دولية في مقدمتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، إضافة إلى دول الجزائر وتونس والمغرب ومصر والسودان ومالطا وتشاد والنيجر والسعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وتركيا، والولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا واليونان وسويسرا وروسيا والصين والكونغو برازفيل والكونغو الديمقراطية.

-0- بانا/ي ب/س ج/21 أكتوبر 2021