الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

هاجس جائحة "كورونا" وتداعياتها يستأثر باهتمام كل الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- للأسبوع الثالث على التوالي، طغى موضوع واحد على افتتاحيات الصحف التونسية ومتابعاتها، المتمثل في انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وتداعياته على الحياة اليومية في كل مجالاتها.

وأشارت الصحف في أكثر من عدد ومقال، إلى أن تفشي الفيروس "كشف الكثير من الحقائق المغيبة والنقائص في المنظومة الصحية الهشة في البلاد"، مذكّرة بـ"السياسة الفاشلة التي تم اعتمادها في إدارة القطاع الصحي وغيره من القطاعات".

وأكدت جريدة (الصحافة) أن "الدولة وبرغم كل ما تبذله مازالت تنقصها الجدية الكافية في التعامل مع مثل هذه الأزمات، متسائلة: "إذا كان الإتصال الحكومي أعرج زمن السلم فكيف يكون فعالا زمن الأزمة؟".

وأضافت أنه "إلى جانب ذلك يضاف استهتار جل المواطنين من هذا الوضع الإستثنائي الذي يضعنا اليوم في مواجهة مباشرة مع فيروس فتاك قد تكون نتائج انتشاره وخيمة خلال الأيام القادمة".

وهنا تحديدا، كتب عبد الله العربي، في صحيفة (الصريح): "أنا معجب بالرئيس الروسي بوتين وكثيرا ما أتمنى أن يمنّ الله على تونس بقائد مثله، وقد ازداد إعجابي به عندما توجه للشعب الروسي ببيان مقتضب وبلا فلسفة أو لغة محنطة قال فيه: إما أن تختاروا الحجر الصحي لمدة 15 يوما أو السجن 5 سنوات".

وأبرزت صجيفة (المغرب) أن "تونس كلها اليوم أمام امتحان فارق فإما النجاة الصحية والإقتصادية، وهذا مقدور عليه، أو الإنهيار، لذلك نحن مسؤولون عن مستقبلنا الجماعي".

ولاحظت جريدة (الصباح)، في سياق متصل، أن "العديد من المهن اضطرت إما إلى التقليص من توقيت عملها أو إيقاف نشاطها لتفادي التجمعات والحدّ قدر ما يمكن من إمكانية انتشار الفيروس" الأمر الذي "ستكون له تداعيات اجتماعية واقتصادية قد تمس شريحة عريضة من التونسيين". 

وتطرقت مقالات عديدة في أكثر من صحيفة إلى رداءة بعض الخدمات وأساسا خدمات الإنترنت مما زاد الوضع تعقيدا، مشيرة إلى أنه ليس من المبالغة إذا قلنا إن الحكم على الناس بالعزلة والإنكفاء على أنفسهم في ظل تقديم خدمة رديئة يصبح نوعا من النفي الحقيقي الذي لا يمكن أن نتوقع نوعية ردة الفعل تجاهه.

وعبرت عدبد الصحف عن الإستياء من "الغياب اللافت لأثرياء ما بعد الثورة خصوصا من المليارديرات الجدد وتحديدا من جماعة الإسلام السياسي الذين أثروا ويعرف التونسيون أنهم يتحوزن على مئات بل آلاف المليارات، وغيرهم من الأثرياء الذين لم ينخرطوا في المبادرات التضامنية من أجل معاضدة جهود الدولة لمكافحة "كورونا"، مقرّة بأن هناك طبقة فعلا لا تستحي حتى من الموت القادم ولا تعرف شيئا اسمه الإنسانية ولا الوطنية.

واعتبر عديد كتاب الأعمدة أن وباء كورونا "جعلنا ندرك هشاشة الرّوابط الإنسانية الكونية، حيث عادت المجتمعات إلى تشظيها وتباعدها وكأن ثورة التنقل لم تكن يومًا، فغلّقت الحدود وتقطّعت سبل التواصل وعاد الإنسان مكرهًا إلى تشرنقه القديم".

-0- بانا/ي ي/ع د/22 مارس 2020