الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع حول عدة مواضيع وأحداث راهنة، أبرزها الدعوات إلى عقد حوار وطني لحل الأزمة السياسية، وتطور الوضع الوبائي في تونس مع اقتراب موعد العودة المدرسية، إضافة إلى التطرق إلى  العملية الإرهابية الأخيرة بمنطقة سوسة، وتسليط الضوء على هشاشة البنية التحتية في ظل الأمطار الطوفانية الأخيرة.

وتوقفت جل الصحف أمام مخاطر تطور الوضع الوبائي في تونس الذي انتقل إلى مرحلة "التفشي المجتمعي" خاصة مع بدء العودة المدرسية، يوم غد الإثنين، لمليونين و215 ألف تلميذ بين التحضيري والإبتدائي والإعدادي والثانوي. وهنا لاحظت جريدة (المغرب) تزايد المخاوف من انتقال العدوى إلى المدارس والمعاهد بعد أن تجاوزت الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الأيام الأخيرة كل الأرقام السابقة منذ ظهور الوباء. 

ونبهت إلى أن البلاد قد تصل إلى مرحلة يتجاوز فيها عدد الحالات التي تتطلب إيواءها بالمستشفيات طاقة الإستيعاب في صورة تواصل التراخي.

وقالت (جريدة الصحافة)، من جهتها، إن الأرقام المعلنة كل يوم من قبل وزارة الصحة أصبحت تثير وبشكل جدي مخاوف الشارع التونسي خاصة بعد أن تم الإعلان عن تسجيل 465 حالة إصابة في يوم واحد، وهو ما يعكس حقيقة الوضع الصحي الذي بات ينبئ بالخطورة، خاصة مع دخول فصل الخريف الذي يتميز بتقلبات حالة الطقس وبداية ظهور النزلة الوافدة.

وعلقت صحيفة (الحرية) على سلبية وأنانية أصحاب المال ورجال الأعمال في تونس إزاء المساهمة في مواجهة عودة تفشي فيروس كورونا بشكل ينذر بخطر كبير، وقالت: في الوقت الذي أبانت جائحة كورونا أن أباطرة المال في العالم الغربي هم الأكثر قدرة على التزهد فيه، نجد في المقابل تعلقاً إلى حد الجنون يربط العرب الأغنياء بالمال.

وأشار كاتب المقال كمال العقيلي، إلى أن رجال الأعمال في أنحاء الدنيا تجدهم مساهمين في مقاومة الأوبئة والكوارث الإنسانية وفي البحث العلمي وفي المشاريع الإجتماعية للقضاء على الفقر والحاجة، في حين لا يرى رجال الأعمال في تونس من السياسة إلا وجهها الإنتهازي النفعي.

وبخصوص المشهد السياسي العام في البلاد، أجمعت افتتاحيات الصحف على أنه ليس أمام الحكومة الجديدة الكثير من المعادلات أو المقاربات، بل سيكون أمامها حل وحيد هو معالجة تلك الملفات وفي مقدمتها ملف الإحتجاجات بمناطق إنتاج النفط والفسفاط، إلى جانب ملف البطالة والفقر. واعتبر كتاب هذه المقالات أنه ليس أمام رئيس الحكومة سوى التحالف مع الشريك الإجتماعي القوي وهو المركزية النقابية الأقوى والأكثر حضورا في كل القطاعات الحساسة.

وعلق عدد من الصحف على دلالات اللقاءات شبه اليومية التي يجريها رئيس الحكومة بالأحزاب السياسية، ومحاولات بعض القوى في المقابل لاحتوائه والهيمنة على حكومته. وفي هذا الصدد، لاحظت جريد (الصباح) أن هذه اللقاءات لا يمكن قراءتها بمعزل عن الحراك السياسي المتأزم أو عن المشهد البرلماني المتحول، وتساءلت: هل يسعى هشام المشيشي (رئيس الحكومة الجديدة) إلى احتواء طموح بعض الأحزاب والكتل حتى يتجنب سقوط حكومته أم أنه يخفي رغبة دفينة في الخروج من جُبّة رئيس الجمهورية؟

وفي هذا السياق، تحدثت (جريدة الصحافةعن سباق محموم بين مختلف القوى على مَن يصل أولا الى احتواء المشيشي والهيمنة على حكومته والتحكم في خياراتها وسياساتها وتوجهاتها.

وتساءلت الجريدة: هل يدفع المشيشي وحكومته ثمن وجوده على رأس حكومة لا امتدادات حزبية وبرلمانية تحميها أم يدفع ثمن الخلاف بين الغنوشي (رئيس البرلمان) وسعيّد (رئيس الجمهورية) لا ناقة له فيه ولا جمل؟

ولاحظت جريدة (الشروق) أن عديد القراءات تشير إلى أن التحالفات التي تُطبخ داخل الأحزاب ليست سوى مقدمة لإسناد "حركة النهضة" سياسيا وبرلمانيا في معاركها المفتوحة أساسا ضد رئيس الجمهورية والإتحاد العام التونسي للشغل والقوى اليسارية، وهو ما من شأنه أن يعمق الإستقطاب ويدفع بالأزمة السياسية إلى أقصاها؟

لذلك، شددت الصحف، في أكثر من عدد، على أهمية الدعوات إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني من أجل معالجة الأزمة الراهنة وتقديم حلول واضحة حيث مثل الحوار الوطني في السابق طوق النجاة للبلاد من شبح الحرب الأهلية وأنقذ المسار الإنتقالي الديمقراطي.

وتعليقا على العملية الإرهابية التي استهدفت دورية أمنية بمدينة سوسة وقتل فيها أحد أفراد الحرس الوطني وجرح آخر، قالت صحيفة (الصباح) إن هذه العملية الجبانة كشفت مرة أخرى أن للإرهاب مَن يرعاه ويموله ومن يحميه ويمجده.

بدورها، دعت جريدة (الصحاقة اليوم) إلى كشت الحقائق وفضح من شجع ودبر  وخطط ومَن مول وقدم الدعم اللوجستي والسند السياسي ومن قلل من هول الإرهاب وبرر سلوك الإرهابيين وتستر على جرائمهم وعلى استخدامهم الدين للتضليل والتعبئة.

كما تطرقت الصحف التونسية، هذا الأسبوع، إلى هشاشة البنية التحتية حيث تحولت الأمطار في ظرف ساعات إلى سيول جارفة عرت حقيقة الطرقات والجسور التي لم تستطع أن تصمد سويعات أمام الأمطار التي جرفت مشاريع كلف تنفيذها المليارات من الدينارات.  

ولاحظت أن الكوارث الطبيعية ليست مستجدة ولا طارئة غير أن حكامنا لم يتعاملوا معها كمهدد حقيقي للأفراد والمنشآت بل نراهم يعتمدون سياسة النعام في التعامل معها أو في أحسن الأحوال يبحثون عن حلول ترقيعية وتلفيقية.

وفي الشأن المتعلق بأمن المواطن وكرامته، لاحظت صحيفة (نواة) أنه "بعد 10 سنين من هروب الرئيس الأسبق بن علي، لا تزال العلاقة بين الأمن والمواطن قائمة على الترهيب لا على التأمين".

وأضافت "مع كل انتهاك وكل هرسلة من قبل البوليس التونسي تتزايد الحيرة والتساؤلات على مصير الوضع الأمني والعلاقة يين الأمني والمواطن خاصة وأن رجال الأمن بالرغم من كل الإنتهاكات مازالوا متشبثين بحقهم في قانون يحميهم ويقمع الشعب".

-0- بانا/ي ي/ع د/13 سبتمبر 2020