الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الفتيات يتخلفن عن الفتيان في مادة الرياضات بسبب القوالب النمطية، حسب وكالة أممية

نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن المستويات المنخفضة من الإلمام بأساسيات العمليات الحسابية، خاصة بين الفتيات، تقوض قدرة الأطفال على التعلم والتطور والتقدم.

وتتخلف الفتيات في جميع أنحاء العالم عن الأولاد في الرياضيات. ويعزى ذلك إلى عدة عوامل من ضمنها التمييز الجنسي، والقوالب النمطية الجنسانية.

وجاء ذلك في تقرير جديد أصدره "اليونيسف"، يوم الأربعاء، في آفاق قمة الأمم المتحدة المعنية بتطوير التعليم، المقرر عقدها الأسبوع المقبل.

واشتمل التقرير، الذي يحمل عنوان "حل المعادلة: مساعدة الفتيات والفتيان على تعلم الرياضيات"، على تحليلات بيانات جديدة تغطي أكثر من 100 دولة وإقليم. وخلص إلى أن احتمالات اكتساب الفتيان لمهارات الرياضيات تتجاوز اكتسابها لدى الفتيات بمقدار 3ر1 ضعف.

ووفقا للتقرير، غالبا ما يتبنى المعلمون وأولياء الأمور والأقران المعايير والقوالب النمطية السلبية المتعلقة بنوع الجنس فيما يتعلق بعدم القدرة الفطرية للفتيات على فهم الرياضيات والتي تساهم في هذا التفاوت.

ويشير التقرير إلى أن ذلك يقوض ثقة الفتيات بأنفسهن ويضعهن على طريق الفشل.

وفي هذا الصدد، قالت المديرة التنفيذية "لليونيسف" كاثرين راسل، "تتمتع الفتيات بقدرة متساوية على تعلم الرياضيات مثل الفتيان. ما ينقصهن هو تكافؤ الفرص لاكتساب هذه المهارات الأساسية. نحن بحاجة إلى كسر القوالب النمطية والمعايير الجنسانية التي تعيق الفتيات، وفعل المزيد لمساعدة كل طفل على تعلم المهارات الأساسية التي يحتاجها للنجاح في المدرسة وفي الحياة."

ويؤكد التقرير أن تعلم مهارات الرياضيات يقوي الذاكرة والفهم والتحليل، ما يؤدي بدوره إلى تحسين قدرة الأطفال على الإبداع.

وفي آفاق قمة الأمم المتحدة حول تطوير التعليم، حذر "اليونيسف" من أن الأطفال الذين لا يجيدون الرياضيات الأساسية وغيرها من أساليب التعلم الأساسي قد يواجهون صعوبة في أداء المهام الحاسمة مثل حل المشكلات والتفكير المنطقي.

ويظهر تحليل بيانات من 34 دولة ذات دخل منخفض ومتوسط أنه بينما تتخلف الفتيات عن الأولاد، فإن ثلاثة أرباع أطفال المدارس في الصف الرابع لا يكتسبون مهارات الحساب الأساسية.

وتبرز البيانات المرصودة في 79 دولة ذات دخل متوسط ​​ومرتفع أن أكثر من ثلث أطفال المدارس في سن 15 عاما لم يحققوا الحد الأدنى بعد من الكفاءة في الرياضيات.

وتمثل ثروة الأسرة أيضا عاملا حاسما، إذ يشير التقرير إلى أن احتمالات اكتساب مهارات الحساب لأطفال المدارس من الأسر الأكثر ثراء تبلغ 8ر1 ضعفا بحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى الصف الرابع بالمقارنة مع الأطفال من أفقر الأسر.

أما الأطفال الذين يحضرون برامج التعليم والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة، فلديهم احتمالات تصل إلى 8ر2 ضعف لتحقيق الحد الأدنى من الكفاءة في الرياضيات في سن 15 عاما مقارنة بمن لم يحضروها.

ويشير التقرير كذلك إلى أن تأثير جائحة كورونا (كوفيد-19) أدى، على الأرجح، إلى تفاقم ضعف قدرات الأطفال على تعلم الرياضيات.

ومن المرجح أن تكون التفاوتات العامة في إتقان الرياضيات أوسع في البلدان التي يُرجح فيها أن تكون الفتيات خارج المدرسة بنسبة أكثر من الأولاد.

ودعا "اليونيسف" الحكومات إلى الالتزام بتأمين تعليم جيد لجميع الأطفال، حاثا على بذل جهود والقيام باستثمارات جديدة لإعادة تسجيل جميع الأطفال في المدرسة وإبقائهم في مقاعد الدراسة، لزيادة الاستفادة من التعليم التعويضي، ودعم المعلمين ومنحهم الأدوات التي يحتاجون إليها، والتأكد من أن المدارس تتوفر على بيئة آمنة وداعمة، كي يتسنى لجميع الأطفال أن يكونوا جاهزين للتعلم.

وأكدت الوكالة الأممية على ضرورة توفر التزام بتقييم التعليم بانتظام، ومنح الأولوية لتعليم الأساسيات، والحرص على الصحة العقلية.

وخلصت راسل إلى القول "ليس هذا زمن الوعود الفارغة، في ظل تعرض جيل كامل من الأطفال للخطر. ومن أجل تطوير التعليم لكل طفل، نحتاج إلى العمل، ونحتاج إليه الآن".

-0- بانا/ي ب/ع ه/ 15 سبتمبر 2022