الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصومال تواجه انعداما حادا للأمن الغذائي، حسب "الفاو"

روما-إيطاليا(بانا)- كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن تصاعد انعدام الأمن الغذائي في الصومال أجبر أكثر من 900 ألف شخص على هجر ديارهم بحثا عن مساعدة إنسانية منذ يناير الماضي.

وحذر مدير مكتب "الفاو" للطوارئ والتأقلم، راين بولسن، عقب زيارته مؤخرا إلى الصومال، من أن سكان ثمانية أقاليم في البلاد قد يواجهون مجاعة بحلول سبتمبر القادم نتيجة الجفاف ونقص دعم وسائل العيش.

وقال بولسن "لا يجب انتظار إعلان المجاعة. علينا التحرك الآن لحماية وسائل العيش والأرواح".

وأفاد بيان للأمم المتحدة أن أكثر من ثلاثة ملايين رأس من الماشية التي تعد أساسية بالنسبة للمجتمعات الرعوية في الصومال نفقت حتى الآن، وتراجع إنتاج المحاصيل بشكل كبير بسبب التساقطات المطرية الضعيفة بشكل غير مسبوق وظروف الجفاف القاسية.

وذكر البيان أن استمرار نفوق الماشية، وارتفاع أسعار الماشية، ونقص وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان الأكثر هشاشة كلها عوامل دفعت الكثير من السكان الذين يعيش معظمهم في مناطق ريفية للتوجه إلى مخيمات النازحين.

وأوضح "الفاو" أن مكتبه في الصومال يحتاج، بشكل عاجل، إلى مبلغ 4ر131 مليون دولار أمريكي لمساعدة 882 ألف  شخص في 55 مقاطعة، من خلال ضمان دعم فوري منقذ للأرواح وسبل العيش، مشيرا إلى أن جهود الوقاية من المجاعة في الصومال ممولة بنسبة 46 في المائة فقط، حتى 04 أغسطس 2022 .

ولاحظ بولسن أن هذه الجهود جزء من خطة "الفاو" الأوسع لمواجهة الجفاف في منطقة القرن الإفريقي، والتي تغطي أيضا كينيا وأثيوبيا وجيبوتي، قائلا "لدينا مشاكل تمويل عاجلة".

وتابع أن "الفاو ما انفك يدق جرس الإنذار منذ أبريل الماضي مع فشل موسم الأمطار، غير أن الاستجابة "لم تأت بالمستويات المطلوبة"، ما جعل المزارعين الذين يعيشون أوضاعا هشة "مضطرين للنزوح، في ظل نفوق الماشية وفشل المحاصيل الزراعية. والآن يجب تعبئة الجميع بسرعة".

وقال بولسن "نشعر بقلق عميق إزاء حالة الجفاف وكيفية تضرر الأسر الضعيفة"، واصفا كيف سافرت أسرة من سبعة أفراد لمسافة 100 كيلومتر حتى تصل إلى مخيم النازحين قبل سبعة أشهر.

وأوضح أنهم "أتوا إلى هنا لأن ماشيتهم نفقت، ولم تكن لديهم وسيلة للبقاء على قيد الحياة في المناطق الريفية".

وتمثل الزراعة قرابة 60 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للصومال، و80 في المائة من العمالة، و90 في المائة من الصادرات.

وأكد بولسن أنه من الأهمية بمكان، على ضوء ذلك، فهم الزراعة بشكل صحيح على أنها استجابة إنسانية في الخطوط الأمامية، موضحا أنها "لا تستجيب للاحتياجات فحسب، وإنما تقلل أيضا بشكل فعال من دوافع تلك الاحتياجات. إن الزراعة بحاجة للمزيد من الاهتمام والتمويل لتمكين التحرك في الوقت المناسب لمواكبة المواسم الزراعية".

وشدد على ضرورة تعزيز الاستجابة في المناطق الريفية لمساعدة السكان الضعفاء "حيثما كانوا"، معتبرا ذلك "أكثر فعالية، وأكثر إنسانية".

ودعا إلى "استجابات متعددة القطاعات" لدعم وسائل العيش، لافتا إلى أن "المزيد من التمويل يبقى مطلوبا من الجهات المانحة".

وأضاف بولسن أن التركيز منصب على دعم وسائل العيش، بما يشمل مساعدات نقدية لشراء الغذاء وضمان بقاء الماشية على قيد الحياة بفضل أعلاف طارئة ورعاية بيطرية وإمداد بالمياه، مشيرا كذلك إلى ضرورة تمكين المزارعين من الزرع، خاصة في مناطق الأنهار حيث يكون ري المحاصيل ممكنا.

-0- بانا/م أ/ع ه/ 06 أغسطس 2022