الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية:مسلسل تعثر تشكيل الحكومة والإحتمالات الغامضة

تونس العاصمة-تونس(بانا)- استأثرت الخلافات والصراعات الحزبية بشأن الحقائب المقترحة في تشكيل الحكومة التونسية الجديدة بالإهتمام الأوسع لكل الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع.

وأكدت الصحف أن مسلسل تشكيل الحكومة أضحت حلقاته مفتوحة على الكثير من الإحتمالات بعد قرار حركة "النهضة" الإنسحاب من التشكيلة التي اقترحها إلياس الفخفاخ، بما في ذلك "الجنوح إلى استمرار حكومة تصريف الأعمال أو الذهاب إلى انتخابات تشريعية جديدة"، موضحة أن " الحل لن تحققه انتخابات مبكرة بنفس هيئة الإنتخابات المريضة وبنفس أدوات اللعبة التي جربناها في 2019 و2014 و2011، مع تفاقم غير مسبوق للعاهات والأخطاء".

ولاحظت صحيفة (المغرب) أن "الإعتراضات على تشكيل الحكومة لا تزال هامة بل وجوهرية بالنسبة للمكونات الأساسية للإئتلاف الحكومي القادم، لكن الإشكال الأكبر يكمن مع حركة النهضة التي تريد توسيع الحزام السياسي للحكومة المقترحة لضمان سيطرتها".

واعتبرت جريدة (الصحافة) أن "السقوط المدوي نحو الترضيات والعدول عن توقيع الوثيقة التعاقدية للحكومة، يؤشر إلى أنه حتى وإن تم تمرير الحكومة، فإن مصيرها لن يكون مخالفا لبقية الوثائق التعاقدية للحكومات، ولا يمكن وفق هذه الخلطة العجيبة والهجينة ضمان نجاح عمل الحكومة في عهدتها القادمة، ولنا في ذلك تسع سنوات نموذجية توثق مسار فشل كافة الحكومات المتعاقبة".

ولاحظت صحيفة (الشارع المغاربي) أنه بدل العمل على التّجميع للبرهنة على اقتداره على تشكيل حكومة في الآجال المحدّدة، انطلق إلياس الفخفاخ بتصريح عبّر عن عكس ذلك بإقصاء الحزب الثاني الفائز في الإنتخابات التشريعية من مشاورات تشكيل الحكومة ما تسبّب في اضطراب سياسيّ.

وفي واقع التعثر الحالي في الوصول إلى توافق على حكومة ترضي "الجميع"، أجمعت الصحف التونسية على أن "الحكومة القادمة ستواجه، في صورة حصولها على ثقة البرلمان، عديد الملفات الشائكة أهمها تحقيق السلم الإجتماعي وخصوصا وضع حد لتدهور المقدرة الشرائية.

وفي هذا الصدد، تطرقت صحيفة (نواة) إلى الأزمة الإقتصادية والتوترات الإجتماعية، مشيرة إلى أن شروط الدولة القوية العادلة التي وعد بها الفخفاخ وفي مقدّمتها الحرب على الفساد وإرساء دولة القانون "ستصطدم بأغلبيةٍ جزء منها متورّط في الفساد وجزء آخر يخشى من سلطة القضاء. وكلاهما لا يرى في البرلمان غير الحصانة والقدرة على الإفلات من العقاب".

وأمام تردي الأوضاع المعيشية وحالة الإرباك التي تعيشها البلاد منذ أكثر من أربعة أشهر عقب انتخابات السادس من أكتوبر الماضي التشريعية، أكد عديد كتاب المقالات الإفتتاحية أن "تونس تحتاج اليوم إلى أن تتحول إلى ورشة إصلاح كبيرة وتحتاج إلى حاكم شجاع له قدرة على المبادرة ومواجهة الحقيقة ولا تحتاج إلى الشعارات والوعود الإنتخابية الكاذبة وبيع الوهم للشعب". 

كما تحدثت الصحف عن حالة الإرتباك الذي باتت تتخبط فيها الدبلوماسية التونسية ما جعل "عزلة تونس تزيد شيئا فشيئا عن محيطها الخارجي ويزداد ارتباك مواقفها الدبلوماسية من عديد القضايا"، معربة عن أملها في أن "يتدراك الرئيس قيس سعيد مع الأيام كل هذه السقطات وأن يعي أن البون شاسع بين شعارات رنانة مدوية تطلق في أثناء حملة إنتخابية وبين واقعِ حكمٍ له إكراهاته وحساباته".

وفي ذات المنحى، لفتت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها، "إلى أن ما تعانيه تونس من عزلة دولية هو السبب الرئيسي لهذا الغياب عن المواعيد الدولية والملفات الإقليمية، وما يحدث في ليبيا وغياب تونس عن هذا الملف ترجمة للعجز الذي تعاني منه الدبلوماسية التونسية"، حسب تعبيرها.

ذات الصحيفة، سلطت الضوء على ظاهرة مغادرة الأطفال المدارس والمعاهد خلال السنوات الخمس الأخيرة حيث بلغ عدد المغادرين والمطرودين أكثر من 500 ألف تلميذ، معتبرة أنه "رقم مفزع تم الإعلان عنه مؤخرا دون أن يثير أي رد فعل من كل أجهزة الدولة بشأن مصير كل هؤلاء الضحايا لنظام تربوي فاشل ومتخلف عجز الجميع عن إصلاحه"، مشيرة الى أن "الحديث عن الثورة كان ملهما للسياسيين والحكام الجدد لتونس في السنوات الأخيرة، لكن الثورة والثوار عجزوا عن إيجاد حلول لكل المشاكل التي تعيشها تونس وبعد حوالي عشر سنوات لم يتقدم أي حزب سياسي ببرنامج واضح لإصلاح التعليم".

-0- بانا/ي ي/ع د/16 فبراير 2020