الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: الحكومة الجديدة تستلم مهامها وسط مناخ سياسي مضطرب

تونس العاصمة-تونس(بانا)- اهتمت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، بعدة مواضيع تهم الشأن المحلي، أبرزها تسلم حكومة هشام المشيشي مهامها وسط مناخ سياسي واقتصادي واجتماعي مضطرب، والجدل السياسي الواسع الذي أثارته كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة أداء اليمين الدستورية للوزراء الجدد، إلى جانب التطرق إلى ملف الحصانة البرلمانية.

وأجمعت افتتاحيات الصحف على أن البلاد تعيش ظروفا صعبة، ومع ذلك ما من وعي جدي داخل الطبقة السياسية بهذا الوضع، مشيرة إلى ما هو سائد هذه الأيام من هستيريا كلامية وخطابية بين السياسيين والماسكين بشأن البلاد بدءً من رئيس الجمهورية وصولا إلى القيادات الحزبية والنواب وكذلك المغادرين لساحة الحكم.

ووصفت الواقع السياسي بأنه "مريض" بسبب مَن غزوه من "متطفلين على العمل السياسي ومن هواة وانتهازيين آخر همهم مصلحة البلاد ليأخذهم الجري وراء المصالح الحزبية والشخصية الضيقة أيما مأخذ".

وفي ما يتعلق بنيل الحكومة الجديدة ثقة البرلمان، لاحظت جريدة (المغرب) أن هذه الحكومة تتسلم مقاليد الحكم في ظل أزمة سياسية غير مسبوقة، إذ ستجد نفسها وسط معركة بين رئيس الجمهورية الذي أعلن حربه على أحزاب الحكم واتهمها بالخيانة والعمالة وبين مجلس النواب وخاصة الأحزاب المتنفذة.

هذا المشهد، دفع البعض -حسب جريدة (الصباح)- إلى حد الشعور بالشفقة على رئيس الحكومة الجديد وفريقه، وإلى التساؤل عن مناخ العمل المتاح ومقومات النجاح وسط الضغوط المفروضة بسبب صعوبة الوضع الإقتصادي والإجتماعي والصحي والأمني.

وهنا، دعت جريدة (الشروق) الحكومة الجديدة إلى التحلي بالجرأة والشجاعة والإرادة السياسية في فرض الإصلاحات وتطبيق القانون والقطع مع كل مظاهر الفوضى، مشيرة إلى أن تجربة السنوات الماضية أثبتت أن مختلف الحكومات المتعاقبة مارست صلاحياتها بأيادٍ مرتعشة وارتباك شديد.

وأثارت كلمة رئيس الجمهورية قيس سعيّد، خلال أداء الحكومة القسم، جدلا سياسيا حادا خاصة عندما تحدث عن "كم البذاءة السياسية" التي انتهجها بعض النواب خلال جلسة تصويت البرلمان على الحكومة.

 وفي هذا المقام، لاحظت جريدة ( المغرب)أن كلمة الرئيس سعيّد فاجأت الجميع،إذ "اختار أن يشن هجوما عنيفا على خصومه وأن يعلن الحرب بوضوح على النهضة وحلفائها متهما إياهم بالكذب والإفتراء وتزييف إرادة الناخبين والغدر والخيانة والإرتماء في أحضان الاستعمار والصهيونية مع ما تيسر من مناورات ومؤامرات في الغرف المظلمة وفي جنح الليل"، حسب تعبيرها.

أما جريدة (الصحافة) فأكدت أن النبرة الحادة الغاضبة في خطاب رئيس الدولة، ووصف خصومه بـ"الحمقى والكذابين" وبأنهم "باعوا ضمائرهم ووطنهم" تؤشر إلى مدى التنافر وأزمة الثقة بين الرئيس وبعض مكونات المشهد الحزبي في البلاد.

وفي خضم هذا التوتر، لم تستبعد جريدة (المغرب) حصول "صراع وجود بين أهم مؤسسات الدولة أي رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان"، معتبرة أن ذلك "لن يؤدي إلا إلى مزيد من تفكك الدولة وانفلات الوضع العام أمنيا واجتماعيا"، حسب تقديرها.

وتساءلت: هل يوجد في مؤسسات الدولة ما يكفي من عقل وحكمة لإيقاف نزيف الصراع على السلطة؟

وقالت إن ما يعني التونسيين اليوم ليس كل هذا الصراع مع الأسف.. هم فقط معنيون بإيجاد حلول سريعة لمعاناتهم التي طالت.

وتطرقت جريدة (الصباح) إلى تصاعد وتيرة الشبهات التي لاحقت سياسيين وأحزابا، مؤكدة ضرورة طرح ملف الحصانة البرلمانية بجدية ومسؤولية وجرأة داخل مجلس النواب، وأشارت إلى أن "هناك عددا من النواب والشخصيات السياسية تعلقت بهم قضايا هي اليوم من أنظار القضاء ومعطلة بسبب الحصانة".

-0- بانا/ي ي/ع د/06 سبتمبر 2020