الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: مشاورات تشكيل الحكومة كشفت حجم أنانية الأحزاب وانتهازيتها

تونس العاصمة-تونس(بانا)- أجمعت الصحف التونسية في أغلب افتتاحياتها ومتابعاتها، هذا الأسبوع، على أنه لم يكن من اليسير الوصول إلى اتفاقات حول طبيعة الحكومة الجديدة في ظل معارضة من جل المكونات الحزبية التي أراد كل منها تشكيلة حكومية على مقاسه يختار فيها الحقائب التي يريد تغليبا لمنطق الغنيمة الحزبية والمناورات السياسية واقتسام المناصب على حساب مصلحة البلاد العليا.

اعتبرت جريدة (الصحافة) أن"المفاوضات والمشاورات حول تشكيل الحكومة التي دامت ثلاثة أشهر ونصف حملت معها كل أشكال العبث السياسي وكشفت حجم الأنانية والإنتهازية واللامبالاة لطبقة سياسية بأكملها لم يكن يعنيها مما يحدث إلا تحقيق المكاسب وتحصيل أكبر عدد ممكن من المقاعد".

وأضافت أن الحكومة الجديدة "ترضي الأحزاب وتستجيب لمطالبها لكنها قد لا تستجيب لمطالب الشعب".

وفي سياق متصل، أوضحت صحيفة (المغرب) في افتتاحية عددها أمس السبت، أن كل ما سبق من تجاذبات وصراعات حزبية "ينبئ بخماسية ذات تقلبات عديدة قد تدفع ثمنها حكومة الفخفاخ أمام أولى الصعوبات الفعلية التي تختبر فيها صلابة التحالفات وقدرة الأحزاب أمام ضغط الشارع والنقابات والإعلام".

وهنا تساءل زياد كريشان بذات الصحيفة: هل ستكون للفخفاخ حكومة موحدة في مواجهة التحديات المالية والإجتماعية ؟ أم أن جل مكوناتها ستفكر دوما وفق جدلية الربح والخسارة الحزبية لا الحكومية ؟

واعتبرت جريدة (الشروق) "أنه لا يكفي إلياس الفخفاخ، الإنتهاء من تشكيل الحكومة ولن يكفيه نيل ثقة البرلمان يوم الأربعاء القادم، لضمان النجاح لحكومته، إذ ستجد هذه الأخيرة أمامها منذ اليوم الأول شعبا يتهدد شقًّا كبيرا منه الفقرُ والجوعُ جراء غلاء المعيشة ووضع اقتصادي خطير نتيجة تراكم سياسات خاطئة ومرتبكة وضعيفة ودولة أنهكتها الديون بنسبة فاقت 80 بالمائة من ناتجها القومي الخام".

وأمام الأزمة التي صاحبت تشكيل الحكومة بعد انتخابات السادس من أكتوبر الماضي سواء بالنسبة للمكلف الأول الحبيب الجملي الذي فشل في نيل ثقة البرلمان، أو المكلف الثاني إلياس الفخفاخ، أكدت جريدة (الصباح) أن هذه الأزمة "تحتم مراجعات عميقة ومن أهمها مراجعة النظام السياسي في تونس ومراجعة الدستور ومراجعة المجلة الإنتخابية لتجنيب البلاد في المستقبل ما عاشته في السنوات الأخيرة"، مبيّنة أن "النظام السياسي الحالي هو برلماني معدل أثبت فشله وأثبت أن نظام الإقتراع المسير أنتج برلمانا هجينا". 

وفي خضم التعثر الذي صاحب المشاورات من أجل تشكيل الحكومة، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن مئات من الصفحات الفيسبوكية التي تديرها أحزاب وشركات عادت إلى الظهور مجددا وبتمويل أجنبي، وكل صفحة تهاجم خصما سياسيا، وقالت إن ما يثير الإنتباه في هذه الصفحات أن جلها يُدار من خارج التراب التونسي".

وتطرقت أكثر من صحيفة إلى وضع قطاع التعليم في تونس وما يعانيه من تردي على كل المستويات، مؤكدة أن "التعليم اليوم أفلس وأن ما تأتيه المدارس والجامعات ليس تعليما بل هو تعميق للجهل وتكريس للتخلف وفيه زج بالشباب والنشء إلى غياهب التخلف والغيب وإلى الإحباط واليأس"، مبينة أن "الكل على علم بما أصاب التعليم من سوء عميق ومن رداءة كبرى ولكن لا أحد يستنكر بل الكل يغض البصر"، حسب تعبيرها.

-0- بانا/ي ي/ع د/23 فبراير 2020