الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: برلمان متصارع وحكومة مرتبكة ومشاكل متفاقمة

تونس العاصمة-تونس(بانا)- ركزت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، اهتماماتها على عدة مواضيع وأحداث تتعلق بالشأن الداخلي، أبرزها حال البرلمان ومهاترات نوابه، إلى جانب تقييم سنة من حكم رئيس الجمهورية قيس سعيد، وتسليط الضوء على وضعية قطاع الصحة العمومية. 

وأجمعت افتتاحيات ومقالات عديدة على أن البلاد تعيش أزمة حادة من شأنها أن تزيد في تعقيد الأوضاع، ووضعت علامة تعجب أمام "ممارسات بعض الأحزاب التي نجحت إلى وقت قصير في إخفاء حقيقتها وطبيعتها الإنتهازية قبل أن تكشف عن معدنها الحقيقي هذه الأيام".

وأوضحت أن التجربة السياسية الحالية هجينة، جمعت أحزاب "النهضة" و"قلب تونس" و"ائتلاف الكرامة" في ترويكا جديدة، حيث "يتواصل عبث هذا التحالف الثلاثي من خلال استخفافه بالأزمات المتربصة بالبلاد منشغلا بمؤامرات الحكم ودسائس السلطة في إطار منطق استبدادي خلنا أننا تجاوزناه منذ عقد من الزمن".

من جهتها، لاحظت جريدة (الشروق) انهماك نواب البرلمان في السبّ والشتم والقذف وانتهاك الأعراض، في الوقت الذي ينشغل فيه الشعب بأخبار عدد المرضى والموتى يوميا، وقالت: عندما طُلب من ملايين التونسيين التوجه إلى مراكز الإقتراع لم يكن يدور في ذهن أي كان أننا سننتخب نوابا يتقاضون الملايين من أموال دافعي الضرائب فقط ليشتموا بعضهم البعض ويقضوا الساعات الطويلة في الخلافات والصراعات!.

وفي ظل هذا الوضع، أكدت الجريدة أن تونس لا تحتاج إلى برلمانها ونوابه الذين كذبوا على الشعب وغدروا به وتركوه وحده مع مصيره الصعب، بل تحتاج اليوم إلى حكومة قادرة فعلا على وضع برامج لإنقاذ الموقف.

 وفي هذا المقام أيضا، أوضحتجريدة (الصباح) أن البلاد تعيش اليوم في ظل قادة وسياسيين ونواب شعب لا يفقهون في تسيير دواليب الدولة ولا يحسون بالمواطن الذي انتخبهم من أجل أن يحكموه، قتناسوه وتجاهلوه ليركزوا على خصوماتهم ومصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة واستغلال النفوذ للإثراء.

وخلصت إلى التساؤل: هل أن ساستنا ونوابنا على علم ودراية بما تردت فيه البلاد وما آل اليه المجتمع أم أنهم باتوا من خارجه بعد أن ضمنوا الكراسي والسلطة والجاه والمال؟

وعلقت الصحف التونسية على مرور سنة على تولي الرئيس قيس سعيّد منصبه، ولاحظت أن "المواقف والقرارات المتذبذبة تركت ظلالها وتداعياتها على صورة مؤسسة رئاسة الجمهورية"، إلا أن جريدة (الصحافة) أكدت، في هذا المقام، أنه "لا يمكن تحميل الرئيس لوحده خيبات هذه السنة على كل مستوياتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية بالنظر إلى صلاحياته المحدودة دستوريا في واقع تقلب الحكومات وصراعات الأحزاب.

وفي ما يتعلق بالوضع الصحي في البلاد، انتقدت جريدة (الشروق) تراخي الدولة في العناية بقطاع الصّحة العمومية والتسريع بإطلاق مشاريع تُسابق الزمن بعيدا عن البيروقراطية لإصلاح المستشفيات وتجهيزها، لتجد الدولة نفسها اليوم في وضعية شبه عجز عن مجاراة نسق تطور الوباء.

واعتبرت الجريدة أن قرار رئيس الحكومة بإعلان حظر التجول يهدف ظاهريا الى محاصرة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلا أنه" لا يخفي نزعة نحو استباق التحركات الإحتجاجية التي بدأت نذرها في عدد من مناطق البلاد نتيجة توسع حالة الإحتقان المتنامي بسبب فشل السياسات التنموية وتدهور المستوى المعيشي وارتفاع معدلات البطالة وانتشار مظاهر الفقر والبؤس".

وتطرقت جريدة (الصحافة اليوم) إلى موضوع ديون تونس التي شهدت ارتفاعا حادا، مشيرة إلى أن القروض أصبحت تستخدم لتمويل عجز الميزانية وزيادة الأجور وتمويل الشركات العمومية، وليس للإستثمار، ما أدى إلى مزيد ارتهان تونس لمؤسسات الإقراض الدولية وخاصة صندوق النقد الدولي ما يعطي إشارات سلبية للمستثمرين الأجانب بأن البلاد عاجزة عن تمويل ميزانيتها بنفسها.

-0- بانا/ي ي/ع د/25 أكتوبر 2020