الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: برلمان عبء على الديمقراطية ورئيس حكومة مشغول بمعركة عبثية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- لا يزال المشهد السياسي في تونس على حاله من التوتر والتأزم والتنافر بين رئيس الجمهورية من ناحية وبين رئيسي مجلس النواب والحكومة من جهة أخرى، وهو الوضع الذي استأثر باهتمام الصحف التونسية واصفة إياه بـ"الغريب" والذي يتخذ شكل الصراع من أجل البقاء دون ضوابط أو قيود لتكون النتيجة تعطيلا كليا لكل دواليب الدولة لتصبح البلاد أمام خيارين لا ثالث لهما: الفوضى العارمة أو العصا الغليظة والإستبداد.

وفي هذا المقام، أوضحت جريدة (الشروق) أن الأزمة في تونس ازدادت تعقيدا في الوقت الذي يواصل الوباء (كوفيد-19) زحفه ويحصد كل يوم عشرات من التونسيين. وقالت: لن يقبل التونسيون بأن تستمر الأزمة على حساب حياتهم وخبزهم، ولن يقبلوا بأن تتواصل اللعبة القذرة للسياسيين وهم يتصارعون ويتناحرون في كل مناسبة في حين الوطن مهدد بالضياع.

 

وعلقت جريدة (الصحافة) على السقوط  الأخلاقي "للنخبة" الحاكمة "والتطاحن" بين السياسيين مقابل "طحن" لأبسط حقوق المواطنين وأحلامهم. 

وفي تفاصيل هذا اللوحة، تحدثت الكاتبة الصحفية منيرة رزقي، عن "مجرمين وفاسدين ولصوص متمترسين خلف الحصانة يرتعون داخل برلمان أصبح عبءً على الديمقراطية، ورئيس حكومة لا يفعل شيئا سوى تصريف الأعمال وهو مكبل بحزام سياسي متحكّم فيه، وفيروس كورونا يزداد توحشا وضراوة في موجته الثالثة واستغاثة الأطباء لا تجد رجع صدى".

من جهتها، أكدت صحيفة (الحرية) أن تونس لا تزال تعاني منذ عشر سنوات من أزمة شاملة وإسقاطات فوضوية: سياسية واقتصادية وإيديولوجية، الوضع الذي ولد شعورا بالخيبة والإستياء لدى العامة.

ولاحظت الصحيفة نشأة دكتاتورية اقتصادية تنامى معها عدد المهربين والمحتكرين والمضاربين والإنتهازيين الذين يعيشون مع الفوضى الخلاقة فأرهقوا الشعب التونسي.

بدورها، قالت صحيفة (الشارع المغاربي) إن المتأمل لحصاد عشرية من حكم حركة "النهضة" يرصد قائمة من الأخطاء الكبرى التي لم تعترف بها الحركة إلى اليوم وكانت سببا مباشرا في خيباتها وفي انحسار شعبيتها، بل كانت سببا رئيسيا في تعثر الإنتقال الديمقراطي برمته ودخول تونس في نفق مظلم لم تعرف له مثيلا في تاريخها المعاصر تميّز بإفلاس اقتصادي ومالي مفزع وبتراجع مهول في كل مؤّشرات التنمية مع انتشار للفقر والخصاصة والجوع والبطالة.. هي حصيلة سياسية واقتصادية واجتماعية كارثية تتحمل حركة النهضة وزرها.

وفي الشأن الإقليمي، استهجنت جريدة(الشروق) غياب تونس المتواصل عن الملف الليبي في الشقيقة ليبيا، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة يبدو وكأنه غير معني بهذا الملف في الوقت الذي كان يفترض أن يكون أول من يزور طرابلس بل غاب حتى عن مؤتمر رجال الأعمال التونسيين والليبيين، وظل مشغولا بتنفيذ تعليمات حزامه السياسي في معركته العبثية مع رئيس الجمهورية. 

وفي ما يتعلق بالوضع الصحي، دقت الصحف التونسية ناقوس الخطر إزاء تواصل الإنتشار السريع لموجة كورونا، وهنا تحدثت جريدة (الصحافة) عن تسجيل أعلى نسبة وفيات خلال الموجة الثالثة، وتعالت الأصوات المنادية بمزيد اتخاذ اجراءات أكثر حزما لتطويق الوباء في ظل بلوغ مختلف المستشفيات طاقة استيعابها.

وانتقدت جريدة (المغرب) غياب سياسة اتصالية واضحة داخل وزارة الصحة، والضبابية في بعض المعطيات والمعلومات حول الوضع الوبائي الدقيق والحرج نتيجة الإنتشار المتسارع لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

-0- بانا/ي ي/ع د/ 25 أبريل 2021