الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: الفاعلون السياسيون تحولوا إلى جزء من المشكل

تونس العاصمة-تونس(بانا)- استأثرت الأزمة السياسية التي انعكست على مجمل الأوضاع بالبلاد، باهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع.

وأجمعت جل التعليقات والمتابعات على دخول الأزمة منعرجا خطيرا بعد أن أضحت بدون أفق واضح لسبل إنهائها وحسمها وانتقالها إلى عملية منطق ليّ الأذرع حيث يتمترس كل طرف بمربعه رافضا التنازل "وهو السياق الذي يقودنا إلى نموذج الدولة الفاشلة".

وهنا، لاحظت صحيفة (الشروقأن السياسيين لم يعد يهمهم الفقر والبطالة وغلاء المعيشة، ولا انهيار التعليم والصحة والنقل والبنية التحتية، ولا انتشار الفساد والفوضى في مفاصل الدولة والجريمة داخل المجتمع، ولا الوضع الوبائي، وفي المقابل يكتفون بالجري وراء مصالحهم الضيقة وبتصفية الحسابات تجاه الخصوم ويبذلون لتحقيق ذلك جهودا فكرية وجسدية وأموالا بلا حساب.

لذلك، وفي ظل خطابات سياسية متوترة ومتشنجة وعنيفة، تؤكد جريدة (الصباحأنه لا يمكن أن نعول على طرف من الأطراف السياسية الفاعلة اليوم في أن يقوم بالتهدئة، حيث تحول الفاعلون السياسيون، كل على طريقته، إلى جزء من المشكل.

واعتبرت جريدة (الصحافةأن خروج الصراع الحزبي من البرلمان إلى الشارع مؤشر ومعطى خطير يشرع إلى العنف والفوضى وضرب مؤسسات الدولة على خلفية حرب ايديولوجية وحرب تموقع من المرجح أن تؤدي إلى سيناريوهات مخيفة.

ووصفت صحيفة (المغربما يجري من صراعات حزبية بـأنه "عبث طفوليوكأن البلاد فقدت كل ثوابتها واختفت فيها أصوات العقل الفاعلة، مشيرة إلى أن كل أطراف النزاع الحالي تتوهم أنها قد تكون هي المستفيدة في النهاية ولكن التاريخ لم يحفظ لنا مثالا واحدا لمنتصر في حروب الدمار المتبادل.

من جهتها، لخصت صحيفة (الحرية) أسباب التردي الذي تعيشه البلاد بالقول: إن تونس دخلت منذ بداية القرن الواحد والعشرين مرحلة الترهل حين بدأت لوبيات الفساد بالتغول شيئا فشيئا في مفاصل الإقتصاد والمواقع التنفيذية، إلا أن الغريب في الأمر -تضبف الصحيفة- أن القوى الحية والحداثية فتحت صراعات مجانية حول الهوية والدين وتم حرف المسار الثوري الإصلاحي بخبث استطاعت  فيه حركة "النهضة" وضع يدها على الحكم بالركوب على الثورة والتحالف مع قوى الشد إلى الوراء من لوبيات الفساد.

وفي هذا السياق، تساءلت جريدة (الشروق): هل يجب أن تقع الكارثة حتى يدرك حكامنا أن الوضع خطير وأن معاركهم هامشية وعبيثة، وأن تمسكهم المرضي بالسلطة يصبح نوعا من الجرم الموصوف في حق الشعب الذي انتخبهم ليتولوا السهر على مصالحه وليس للتصارع دفاعا عن مصالحهم؟

وفي المحصلة، خلصت جريدة (الصحافةإلى نتيجة مفادها أن كل الخشية -والوضع على ما هو عليه- أن يستفيق التونسيون يوما ليس بالبعيد على فاتورة ثقيلة يتوجب عليهم دفعها.. فاتورة لا تعرف بدايتها من نهايتها، مثقلة بمصاريف الأزمات السياسية المتواترة وسوء الحوكمة والفساد!.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 14 مارس 2021