الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: فيروس "كورونا" ضرب في العمق نموذج العولمة

تونس العاصمة-تونس(بانا)- توقفت الصحف الورقية التونسية عن الصدور منذ نهاية الأسبوع الماضي على خلفية إمكانية انتقال فيروسكورونا المستجد "كوفيد 19" عبر الورق، واستعاض عدد منها بإصدار نشرة إلكترونية.

وواصلت هذه الصحف تركيزها ومتابعاتها على الأوضاع الصحية في البلاد وتداعيات انتشار الفيروس على الحياة اليومية للمواطنين والإجراءات التي ما فتئت الحكومة تتخذها لمواجهته على الصعيد الصحي والتوقي منه في ظل الحجر الصحي العام.

وأجمعت الصحف على تفهمها لقرار الحجر الصحي، إلا أنها أوضحت أن هذا القرار ستكون له تكلفة اجتماعية مرتفعة جدا بالنظر ألى أن آلاف العائلات فقدت أي مورد رزق ولن يكون بإمكانها اقتتاء حاجياتها، داعية الحكومة إلى إيجاد حلول عملية عاجلة وآلية ناجعة لتوفير الحد الأدنى لها للعيش وإلا "ستكون البلاد على كف عفريت ولن تكون في مواجهة الفيروس فقط بل ستكون في مواجهة الفوضى التي قد تقودنا إلى أسوإ السيناريوهات".

واعتبرت الصحف في أكثر من مقال أن "التثاقل" في جهاز الدولة يستغله اليوم المحتكرون والخارجون عن القانون والمخالفون، حتى أن معركة الدولة مع المحتكرين "بدت كمعركة مع الأشباح ولهث وراء خيالات ظل".

ولاحظ عدد من الصحف استياء التونسيين من أصحاب المصانع والمؤسسات الكبرى الخاصة بسبب تقاعسهم عن المساهمة الجدية والفاعلة في إسناد جهود الدولة في مواجهة "كورونا" وتداعياتها الإقتصادية والصحية والإجتماعية،

وقالت إن مثل هذه المساهمات يتطلب ثقافة اجتماعية ووعيا يرتقي فوق دائرة الحسابات الضيقة للربح والخسارة الظرفية، موضحة أن من نتائج هذه الثقافة أن بيل غيتس تبرع بكامل ثروته للمجتمع العلمي وترك مبالغ قليلة لفائدة أفراد عائلته.. الثقافة ذاتها دفعت أرماني إلى وضع كل ثروته على ذمة الحكومة الإيطالية لمواجهة أزمة كورونا ولم يطلب لقاء ذلك أي امتياز.

صحيفة (المغرب)، من جانبها، أكدت أن فيروس كورونا ضرب في العمق نموذج العولمة الذي كانت دول الإتحاد الأوروبي تحمل بزخم كل شعاره، ونسف الفيروس بعنفٍ منطق التضامن الأوروبي كما فرض على أوروبا مراجعات إيديولوجية صعبة ستطال الإستراتيجية الصناعية لهذه الدول.

وفي صحيفة (الشروق) كتب عبد الجليل المسعودي: من كان يعتقد أن كائنا متناهي الصغر، لا يُرى، قادر على أن يزعزع العالم بمثل هذه القوّة، ويسقط قناعات كثيرة كنا نظنها ثوابت، وثبّت أخرى كنا نعتقد أنها مرّت وتجاوزها الزمن؟

وأوضح أن من القناعات التي أوقعتها الكورونا تلك التي تسلّم بالأولوية القصوى للإقتصاد على أيّ اعتبار آخر، بما يجعل من الإنسان مجرد آلة لتحقيق هذا الهدف، حتى إذا حلّت الكارثة وظهر الوباء لم تقدر دول تُعتبر قوى اقتصادية كبرى على تلبية أبسط حاجيات شعبها لتوقّي من الوباء.

وعبرت صحيفة (الصباح) عن تفاجئها وصدمتها بتعمد طبيبين فرنسيين طرح مسالة إخضاع إفريقيا لتجربة لقاح جديد ضد الفيروس، حيث قدما قائمة من التبريرات لتحويل شعوب القارة السمراء إلى مختبر أشبه بمختبر للفئران، ولاحظت الصحيفة أن هذه التصريحات أججت الغضب والإنتقادات على مختلف المواقع الإجتماعية من فنانيين ورياضيين أفارقة اتهموا الطبيبين بالعنصرية والإستفزاز

وتساءل نوفل سلامة في  صحيفة (الصريح): كيف السبيل إلى التخلص من هذه الجائحة؟ وهل من فرج قريب حتى تنتهي البشرية من أزمتها؟

وقال: لا أحد اليوم بمقدوره أن يقدم إجابة شافية عن كل هذه الأسئلة كما لا أحد يملك الجواب الذي يطمئن الإنسان الحالي ويقلل من مخاوفه إلا جوابا واحدا هو أن كل العالم في سباق مع الزمن للوصول إلى لقاح أو دواء.

وفي متابعتها المأساةَ التي تعصف بالبشرية حيث أرواح تمضي وتُمحي وتُطرح من قائمة الأحياء، قالت صحيفة (الحرية): العالم اليوم يخسر الإنسان والأموال، والإنسان أغلى من المال.. فلماذا افتعال الحروب لبيع الأسلحة وتدمير الحياة في أكثر من مكان على الكوكب؟ لماذا لا نفسح المجال للمحبة، للسلام، للدفاع عن قضايا الإنسان بعيدا عن العداء والعدوانية والأنانية؟ لماذا لا تصرف الأموال من أجل إسعاد الفقراء والمحزونين  والمرضى؟

وخلصت إلى القول: الدواء خير من السلاح، والإستثمار في الحياة أفضل من الإستثمار في الموت.

-0- بانا/ي ي/ع د/05 أبريل 2020