الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: نخبة حاكمة تكرس منظومة جهنميّة للفساد واللّصوصيّة

تونس العاصمة-تونس(بانا)- حالة التعفن السياسي والكارثة الصحية التي تعصف بتونس تصدرتا اهتمام الصحف التونسية هذا الأسبوع.

وأجمعت افتتاحيات الصحف ومقالاتها على أنه "على امتداد عشر سنوات كانت أحلام التونسيين الشاهقة تذوي تباعا وكانت انتظاراتهم تتحول إلى توترات نفسية واحتقان اجتماعي". 

وأكدت أن "كل مسؤولينا يعانون من مرض الكرسي الذي يزيّن للواحد فيهم كل أخطائه وفظاعاته وقصوره وتقصيره ويظهرها له في شكل عبقريات ودهاء سياسي بدونه يختل توازن الكون فيلتصق بالكرسي التصاقا مرضيا وينصرف إلى دنيا الدسائس والمناورات والمؤامرات لتأمين الموقع. وبالمحصلة نجد أنفسنا اليوم في هذا المربع الخطير".

وأكدت جريدة (الشعب) أن هؤلاء المسؤولين "عملوا على تكريس منظومة جهنميّة للفساد والإرهاب واللّصوصيّة والإفلات من العقاب"، مشيرة إلى أن "صبر الشعب التونسي وتسامحه بلغ منتهاه وشارف على النفاد ورصيد الثقة الذي منحه للسياسيين تحوّل إلى نقمة عارمة وإحساس بالخديعة أمام حجم الخراب الذي كانت النهضة أكبر من تسبّب فيه".

من جهتها، قالت الأستاذة الجامعية ألفة يوسف بجريدة   (الشروق): إن أغلب من خرجوا يوم 14 يناير 2011 كانوا يحلمون بتونس أفضل.. بعد عشر سنوات ونيف نحن في وضعية هي من أتعس ما يكون، بل هي كابوس فظيع، حيث إن الإخوان وأذيالهم من الإنتهازيين قد دمروا تونس ومازالوا".

واعتبرت جريدة (الصحافة) أن تونس "تمر بأسوإ مراحلها التاريخية وتعيش آخر لحظات التوتر قبل انهيار الدولة كما تحدد بالمعيار الخلدوني، ومهما كانت المقاربات فإن اللحظة حرجة جدا".

وفي الشأن الصحي الخطير الناجم عن تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي تمر به البلاد، تطرقت مقالات عديدة في أكثر من صحيفة عن اهتراء االمنظومة الصحية وسوء إدارة الحكومة للأزمة الصحية وعدم اكتراث ثلة هامة من السياسيين بحجم الكارثة. 

وأوضحت أن كبرى المستشفيات أعلنت قصورها عن إنجاد المصابين بالفيروس التاجي في حين صارت المصحات الخاصة لا تتورع عن طلب أموال خيالية غير متاحة للجميع، ليرى التونسيون بوضوح توحش الليبرالية كما لم يروها من قبل، حيث صارت الليبرالية تقتلهم حتى اختلط عندهم اسم الوباء المتحور إن كان الكورونا أو الليبرالية نفسها.

وخلصت إلى القول: عندما تمر هذه الأزمة سيكتشف التونسيون كالكثير من الشعوب المسحوقة أمام أنظمتها أن حقهم في الحياة كان مكلفا جداً.

واستنكرت جريدة (المغرب) حالة "الضبابية المطلقة التي عمت ملف التلقيح وملف الرعاية الصحية"، ملاحظة أنه "لا صورة واضحة ولا خطة دقيقة مفصلة تشرح لنا كيف ومتى وبأية وسائل سنجابه الخطر".

وهنا تحديدا، قالت جريدة (الشروقإن وباء كورونا كشف كل الحقيقة في تونس "حقيقة الصحة العمومية وحقيقة المستشفيات وحقيقة الشعارات والوعود التي قدمها لنا السياسيون والأحزاب طيلة أكثر من عشر سنوات".

وتطرقت جريدة (لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية  إلى "الأخطاء التي تتضاعف والقرارات الإرتجالية والخيارات السيئة وغياب استراتيجية متسقة ورشيدة في مواجهة فيروس كورونا".

ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الشارع المغاربي) أن الإنتشار الفظيع لفيروس كورونا شكل اختبارا خطيرا لقدرة البلاد على الصمود، في وقت "أدى التطاحن السياسي والإفلاس الأخلاقي للقوى السياسيّة والحزبيّة الكبرى إلى تعميق حالة الخراب الشامل، إلى درجة أن البلاد أمست مثارا للشفقة في العالم".

-0- بانا/ي ي/ع د/ 25 يوليو 2021