الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: الكل في حالة هلع في انتظار الحقنة المنقذة

تونس العاصمة-تونس(بانا)- احتجب صدور الصحف الورقية التونسية منذ أواسط الأسبوع الحالي، على خلفية معلومة "مشكوك فيها" توحي بإمكانية نقل ورق الصحف لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مما ألقى بظلال الخوف على الصحف الورقية في البلاد، والحال أنها واصلت الصدور في بلدان أخرى أكثر تضررا من انتشار فيروس كورونا ومنها فرنسا.

"لم يكن القرار سهلا، بل إنه القرار الأصعب والأمرّ الذي يمكن ان تتخذه صحيفة ورقية يومية، ألا وهو التوقف عن الصدور، حتى وإن كان التوقف اضطراريا ومؤقتا".. هكذا تحدثت جريدة (الشروق) في يوم تعليق صدورها، أمس الأول الجمعة.

ويبدو أن بعض الصحف الورقية ستكتفي بنسخ إلكترونية إيمانا منها "بضرورة تقديم المعلومة الصحيحة والمتابعة الملتزمة لأحوال البلاد" في ظل عدم الوثوق في ما يكتب ويروج عبر مواقع التواصل الإجتماعي، في هذا الظرف الصحي المليء بالتحديات والإشاعات.

وتجندت كل الصحف الورقية قبل توقفها، ثم عبر مواقعها الإلكترونية، لمتابعة الأوضاع الصحية بالبلاد والإجراءات الوقائية في ظل انتشار فيروس "كورونا"، حيث يحصد الوباء القاتل يوميا مئات الأرواح في العالم، في مشاهد مزلزلة لجنائز صامتة، وآلاف يلقون، يوميا، النظرة الأخيرة على ذويهم وآحبائهم من شرفات منازلهم، لذلك تحذر صحيفة (الصباح نيوز) التونسييين وتدعو إلى ضرورة التقيد بالحجر الصحي الشامل، قائلة: "لا تستهينوا بهذا المارد القاتل... ولا تحفروا قبوركم وقبور أحبائكم بأيديكم".

من جهتها، تحدثت جريدة (الصباح) عما ينتاب البشرية من ألم وحزن عميقين وهي تتابع وتشاهد كيف أن دول العالم تحصي مصابيها بوباء كورونا، والكل في حالة هلع وجزع وترقب على أمل وقوع المعجزة .. إلا أن الشيء الواضح في زمن الغموض الوبائي -تقول كاتبة الإفتتاحية آسيا العتروس- هو أن المجتمع الدولي والضمير الدولي كشف عن عجز وفشل غير مسبوق، والأمر لا يتعلق هنا بما تواجهه إيطاليا من تجاهل من دول الإتحاد الأوروبي وكذلك إسبانيا، ولكن الأمر يتعلق أيضا بالوجه الآخر للمعاناة مع كورونا في مناطق الصراعات الدموية حيث يتساوى الموت قصفا بالقنابل أو رميا بالرصاص أو حصارا مقيتا أو غرقا في البحر أو جوعا بين الأهل..

وكتب زياد كريشان بجريدة (المغرب): برغم أن كورونا يتحدى قدرتنا النفسية والتنظيمية والجماعية على المقاومة والتوقي، إلا أن الأساسي لم يعد تعداد ضحايا الفيروس ومقارنته بالأمراض الوبائية الأخرى، بل في قدرتنا الفردية والجماعية على الخروج من هذه "الحرب" ونحن أفضل أخلاقيا من ذي قبل..

 وفي صحيفة (الصريح) اعتبر الأمين الشابي، أنّ الدول التي تتفوق بقوّة السلاح والغطرسة لم يُعفها الغول الفيروسي من تذوق طعم الضعف والخوف.. كشف لنا مدى جهلنا أمامه، وكأن لسان حاله يقول كفاكم بحوثا في مجالات التسلح القاتلة واهتموا بما ينفع البشرية.. وكأنّ هذا الفيروس يوجه دعوة لنا جميعا، مهما كان موقعنا من الكون ومهما كانت درجة فقرنا أو ثرائنا، بالرجوع إلى القيم الإنسانية النبيلة من تسامح وتعاون وأخوّة وعدالة والإبتعاد بالتالي عن الحروب و الإستغلال والظلم.

وفي جريدة (حقائق) أكد مالك الزغدودي: أن بيولوجيا ماهرا، وطبيبا وممرضا متمرّسين، هم الآن أهم من عنصر قوات خاصة مفتول العضلات.. فالحقنة المنتظرة للعلاج تهزم أطنان الذهب وأحلام الثروة..

وخلص إلى القول: الحدود المغلقة والإرهاب والتكبر الإمبريالي وغطرسة الإنسان أمام نظام الطبيعة وتخطيطه المنظم الذي يزعم قدرته على الهيمنة المفرطة والكاملة على الطبيعة... أين تبخرت كل هذه النظريات؟

لذلك، حين يكون العلم هو السبيل الوحيد للبقاء يجب أن يكون العالم بشاكلة أخرى، ويكون البحث العلمي في كل المجالات أولى أولويات البشرية بعد مرور الجائحة..

وهنا تساءلت آمال قرامي في جريدة (المغرب): في ظل إعادة ترتيب الأولويات واختيار لأنماط عيش مبتكرة هل سنكون على الموعد لنفكّر معا في عالم جديد: عالم ما بعد الكورونا؟

-0- بانا/ي ي/ع د/29 مارس 2020