الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: المسؤولون الذين أفرزتهم"الثورة" أبدعوا في ابتكار سياسات انتهت بالفشل

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية، هذا الأسبوع، على عدة مواضيع، من أبرزها ما رُصد من عدم اكتراث السياسيين والحكومات المتعاقبة بالأزمة التي تمر بها البلاد، والمعادلات الصعبة التي تواجهها الحكومة الخالية، خاصة في ظل موجة الإحتجاجات والإعتصامات، وانخراط السياسيين في صراع النفوذ وتنازع السلطات، إلى جانب تسليط الضوء على رحلة الخروج من الإنسداد السياسي في ليبيا.  

ورسمت الصحف صورة قاتمة عن الأوضاع العامة بالبلادسياسيا حيث الصراعات الحزبية وعدم التناغم بين السلطات الثلاث، واقتصاديا في ظل أزمة متواصلة وغلاء في المعيشة، واجتماعيا مع انتشار واسع لحركة الإحتجاجات والإضرابات التي مست قطاعات حيوية على غرار حقول النفط والغاز ومناجم الفسفاط.

ولاحظت أغلب مقالات الصحف عجز النخب عن استنباط مشروع إنقاذ، مذكّرة بـ" سلسلة المسارات الفاشلة التي عرت المستور وصدمت الرأي العام، إلى جانب تفشي الخطابات الشعبوية والإستقطابية والنعرات الجهوية"، وأكدت أن الحركات الإحتجاجية والإعتصامات لا تواجه بالوعود الوهمية والتسويف وربح الوقت وسياسة تصدير الأزمة من خلال رمي الكرة إلى الحكومات اللاحقة.

وهنا، تقول جريدة (الصحافة) إن الخشية كل الخشية أن تواصل الحكومة الحالية الأسلوب ذاته في التعامل مع كل هذه الإعتصامات والإحتجاجات المنفجرة من خلال التوقيع على اتفاقات جديدة غير قادرة على تنفيذها أملا في ربح الوقت وامتصاص غضب الشباب وتصدير الأزمة للحكومات اللاحقة.

من جانبها، قالت جريدة (الصباحإن المسؤولين الجدد الذين أفرزتهم أحداث 14 يناير 2011 أبدعوا حقيقة في ابتكار "سياسات انتهت جميعها بالفشل وأدت إلى الوضعية البائسة الحالية، إلى درجة أن تونس أصبحت اليوم، نتيجة تلك السياسات وبسبب الجشع والأنانية المفرطة والإنقضاض على الدولة ونهشها دون شفقة، عبارة عن حقل ألغام حيث يوجد الخطر أينما حللت: فقر وبطالة وتهميش وعنف، تولّد عنه إحباط وغضب، ما فتئ يتمدد ويتوسع ويهدد بأن يعم البلاد قاطبة".

وقالت جريدة (الشروق)، في هذا السياق، إنه برغم نواقيس الخطر في كل شبر من تراب الجمهورية إلا أنها لم تلق غير "الصمت" داخل قصور السلطة، حيث بَدَا حكام المرحلة غير قادرين على تحمل المسؤولية، دون أن يعرف التونسيون أهو العجز فعلا عن التحرك والإستجابة للانتظارات أم هي اللامبالاة والإنشغال بخدمة المصالح السياسية والشخصية الضيقة؟

وعلقت جريدة (الصباحعلى موجة الإحتجاجات والإعتصامات في عديد مناطق البلاد، ولاحظت أن كل موارد الإنتاج تقريبا معطلة اليوم، وما لم يتعطل بعدُ فإنه سيجد غاضبين لتعطيله، في حركة مساومة ومقايضة مع الحاكم الذي سبق ورضخ في أزمة سابقة لمطالب المعتصمين الذين تحدوا الدولة في منطقة "الكامورالنفطية بالجنوب التونسي، وقبِل بمنطق المقايضة، وهو ما جعل وبنفس منطق المقايضة كل جهات الجمهورية تتحول إلى "كاموريات" لتعطيل الإنتاج والمساومة على مطالب اجتماعية.

وأمام هذه الأوضاع السائدة، اعتبرت صحيفة (المغربأنه لا أحد يتمنى اليوم أن يكون في موقع رئيس الحكومة، هشام المشيشي لأن هامش تحركه محدود للغاية إذ أن الثقة في الدولة وفي وعودها تكاد تكون معدومة وأفق انتظار المحتجين لا يتجاوز اللحظة الراهنة في أحسن الأحوال.

وفي الشأن الإقليمي وتحديدا مسارات الحوار السياسي الليبي للخروج بالبلاد من الأزمة المتواصلة منذ عشر سنوات، قالت جريدة (الشروقإن فشل الحوار السياسي الليبي في تونس في الإتفاق على رئيس مجلس رئاسي جديد وجه ضربة قوية لآمال التوصل إلى خارطة طريق سياسية واضحة ومتفق عليها، واعتبرت الجريدة أن "معركة الإتفاق على حكومة سياسية جديدة هي أم المعارك الآن، فمن خلالها ستدخل ليبيا مرحلة جديدة مبنية على الإستقرار السياسي عبر إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حددها المتحاورون في تونس بيوم 24 ديسمبر2021

-0- بانا/ي ي/ع د/29 نوفمبر2020