الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: هل ينجح رئيس الحكومة المكلف في إخراج البلاد من أزماتها المتراكمة ؟

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، على عدة مواضيع من أبرزها تكليف رئيس حكومة جديد، وردود أفعال الأحزاب السياسية إزاء ذلك، والجدل حول لائحة سحب الثقة من رئيس مجلس النواب، إضافة إلى تسليط الضوء على محاولات الهجرة غير النظامية التي شهدت تصاعدا غير مسبوق خلال شهر يوليو المنصرم.

وأجمعت مقالات الصحف في أكثر من عدد على أن المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي، كسر عرفا سياسيا طبقه جل رؤساء الحكومات السابقين تقريبا، بتركه الأحزاب في مقام ثان مفضلا تبجيل الإستماع أولا لممثلي المنظمات الوطنية والخبراء المتخصصين في المجالين الإقتصادي والإجتماعي، وبذلك قد تكون المفاجأة بحكومة كفاءات غير متحزبة. 

واعتبرت جريدة (الصحافة) أن تكليف المشيشي رئيسا للحكومة جاء ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الرئيس قيس سعيّد ماض في ما يعتقده بخصوص تركيز أسس الجمهورية الثالثة اعتمادا على المشروعية السياسية مع مراجعة ما يمكن مراجعته من الدستور والتحرك حتى اللحظة وفق ما منح له من صلاحيات.

جريدة (المغرب)، من جهتها، قالت إن المكلف بتشكيل الحكومة سيكشف عن الطريق الذي سيسلكه وسط مشهد سياسي محكوم بإكراهات عدة بين رئاسة الجمهورية ومجلس النواب، الأمر الذي يوفر له هامشا للتحرك ويمنحه قدرة على أن يفتكّ لنفسه مكانا تحت الشمس.

وفي السياق ذاته، أكدت جريدة (الشروق) أن رئيس الجمهورية، باختياره شخصية بعيدة عن دائرة الترشيحات الحزبية، "ظل متماهيا مع منطقه السياسي القائم على تحميل المنظومة التقليدية مسؤولية الفوضى السياسية واستشراء حكم المافيات وهو ما ينعكس على رؤيته لتشكيل الحكومة المقبلة التي قد تقطع مع منهج ترضية الأحزاب".

أما جريدة (الصباح)، فقد رأت في تكليف هشام المشيشي، رسالة واضحة على أن المشهد الحالي إزاء تحولات عميقة لم يعد فيها للأحزاب دور كبير خاصة بعد أن أحالها سعيّد على هامش الأحداث في أكثر من مناسبة وأقر فعلا بأنه "الرئيس الوحيد في البلاد دون الحاجة إلى بقية الرؤساء"، حسب تعبيرها.

وهنا تساءلت صحيفة (الحرية): هل يكون الخيار على قدر الإختيار؟ وهل ينجح المشيشي مع فريقه الحكومي في إنقاذ تونس من أزماتها المتراكمة، ويقطع مع منطق الشك الذي اتسمت به مختلف الحكومات المتعاقبة؟.

وأشارت إلى أن المرحلة دقيقة، والوضع صعب، والرهان أصعب، ولذلك راهن رئيس الجمهورية على شخصية ذات خصال ومعرفة ودراية.

 وبخصوص الأزمة داخل البرلمان التي تصاعدت حدتها بتقديم لائحة من قبل عدد من الأحزاب لسحب الثقة من رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، كتبت جريدة (الصباح) تحت عنوان: "لا خير في مجالس الشقاق والنفاق: لم يكن الغنوشي ليصل إلى هذا المنصب لولا تزكية حزب قلب تونس الذي تحول بقدرة قادر من حزب جرثومي فاسد منبوذ إلى حليف لا غنى عنه في الإئتلاف الحاكم "، مشيرة إلى "اهتزاز موقع رئيس البرلمان وتراجع صورته ومصداقيته أمام كم الإتهامات التي تلاحقه في أدائه، فضلا عن تجاوز صلاحياته في أكثر من ملف لا يخلو من الحساسية في علاقات تونس الإقليمية والدولية، واختار أن يضع نفسه في مثل هذا الموضع وأن يكون محل مساءلة بعد مساءلة.

وفي خضم هذا المشهد البرلماني المتسم بانحدار  غير مسبوق في السلوكيات، علقت منيرة رزقي، بجريدة (الصحافة اليوم) قائلة: "نحن انتخبنا نوابا ليكونوا صوتنا تحت قبة البرلمان وقطعا لم ننتخب مرتزقة تباع أصواتهم في سوق النخاسة، فنحن اليوم أمام مزاد مفتوح لبيع ولشراء ذمم وأصوات وضمائر النواب وهو الوجه الحقيقي لهذا البرلمان الذي جمع كل مقومات الرداءة والسوء، وإن كنا ننزّه بعض الشرفاء وهم قلة".

وتطرقت الصحف التونسية إلى الحديث عن موجة الهجرة السرية غير المسبوقة، خلال شهر يوليو انطلاقا من الشواطئ التونسية، ونقلت جريدة (الصباح) عن المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية، قوله إن أسباب هذه الموجة التي لم تشهدها تونس حتى في الأسابيع التي تلت الثورة عام 2011، متعددة ومتنوعة، ويُعتبر الوضع الإقتصادي المتردي ومستوى الإحتقان الإجتماعي وتفشي البطالة أبرز أسباب هذه الموجة.

-0- بانا/ي ي/ع د/02 أغسطس 2020