الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: دعوة إلى حوار وطني لخروج آمن بالديمقراطية إلى بر الأمان

تونس العاصمة-تونس(بانا)- في متابعتها المشهد العام في تونس، تناولت الصحف التونسية في تعليقاتها وتحليلاتها المشاحنات السياسية في البلاد، مشيرة إلى أنها لا تؤشر إلى نهاية الأزمة الإقتصادية والإجتماعية الراهنة، ولا إلى وضع الحرب الكلامية أوزارها قريبا بين رموز مؤسسات الدولة. 

وفي هذا الصدد، كتب الصحفي الهاشمي نويرة، في جريدة (الصحافة): لا يبدو أنّ الوضع الإقتصادي والإجتماعي والسياسي المأسوي في تونس سالِكٌ أو هو يتّجه إلى انفراج محتمل برغم تعاظم واشتداد الأزمة.

وأضاف أنّ الخوفَ من خسارة الموقع في الحُكْمِ والسّلطة دفع الكثير من النخبة السياسية إلى القطع حتّى مع الأخلاق وإلى نَزْعِ قناع المدنية الزائف حيث أصبح الطاغي على كلّ هؤلاء هو اللهفة المرضية على التشبّث بالسّلطة والغنائم والمنافع، ما جعل الدولة تفقد بالتدريج هيبتها.

جريدة (الشروق) من جانبها، لاحظت انطلاق الإحتجاجات ومظاهر الغضب في كل الجهات لتجد الحكومة نفسها مباشرة أمام تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وأمام كمّ هائل من منسوب الغضب، حيث تضررت قطاعات كثيرة، وأغلقت مصانع ومؤسسات أبوابها وفقد آلاف العمال أرزاقهم في حين اكتفت الحكومة بإطلاق الوعود بدون أن يتحقق شيء.

وأكدت أن إعلان الحكومة غلق باب الإنتداب في الوظيفة العمومية يعني فقدان الأمل في الشغل لآلاف الخريجين والعاطلين منذ سنوات وهو ما يعني أيضا ارتفاع منسوب الإحتقان والغضب والشعور باليأس والإحباط خاصة لدى الشباب.

في ذات الموضوع تحديدا، قالت نجاة الحبّاشي، في جريدة (الصحافة اليوم): مع تخفيف الحجر الصحي بدأت أصوات الإحتجاجات تتعالى في البلاد، وهذا الوضع يمكن أن يقود -وفق عديد المتابعين- إلى انفجار اجتماعي وشيك بدأت تظهر بوادره ويمكن أن يتحول عن سلميته، في ظل وجود مَن يتربص لتوظيف الإحتجاجات سياسيا.

ولاحظت جريدة (الصباح) أن البلاد تمر اليوم بأصعب مراحلها المهدِّدة للإستقرار في مختلف المجالات في ظل انزلاق سياسي خطير مخالف لمقتضيات المصلحة الوطنية ويمكن أن يؤدي إلى اضطراب البوصلة ويعصف بكل المنجز خاصة مع توسع رقعة الإنقسام والصراع السياسي الذي تجاوز المنطق وانفلت نحو العنف والإقصاء وحتى الدعوات بالتصفية.

وأثارت جريدة (المغرب)، في افتتاحية لها، استفهاما جوهريا حول ما يمكن أن يحدث عندما يغيب الإستقرار السياسيّ وتحلّ أزمات تعصف بـالتوافق المنشود؟ وما الّذي يحدث عندما تشعر القوى المهيمنة أنّ مصالحها باتت مهدّدة، وأنّ إرهاصات الغضب الشعبي صارت جليّة؟

وقالت: ليس أمام الفاعلين السياسيين في مثل هذه الحالة إلاّ الإستماتة في سبيل الدفاع عن استحقاقاتهم والتفكير في أشكال التصدّي لجبهات المقاومة ومواجهة السيناريوهات الممكنة، وعلى رأسها سقوط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرّة، وفق تقييمها.

وفي واقع هذا المشهد السياسي المضطرب، قالت صحيفة (الرأي الجديد) إن الخبراء اليوم يتحدِثون عن انكماش اقتصادي متوقع ونسبة نمو سالبة لأول مرة منذ الإستقلال وخروج إلى السوق المالية العالمية للتداين بفوائض عالية، ونسبة بطالة قد تبلغ 25 بالمائة وإفلاس مئات المؤسسات، وهو ما يعني مزيدا من الصعوبات والمشاكل العويصة التي ستواجهها هذه الحكومة.

وللخروج من الضبابية السياسية، واستباقا لكل الإحتمالات، أجمعت الصحف التونسية على أن البلاد تحتاج إلى إطلاق حوار وطني للتوافق على خروج آمن بالديمقراطية إلى بر الأمان، من خلال تعديلات دستورية تنقل البلاد إلى نظام سياسي مسؤول ينتج قيادة قوية واضحة ذات تفويض شعبي للإصلاح والتغيير.

وفي الشأن الإقليمي، وتحديدا في ما يتعلق بالأزمة الليبية، تحدث عدد من الكتاب في أكثر من صحيفة، عن الإرتباك التام الذي ظل سمة ملازمة لجل التحركات الرسمية التونسية إزاء الفاعلين الليبيين، وسط تأثير الإصطفاف الإقليمي والخلاف الإيديولوجي على مواقف الأحزاب التونسية من الأزمة.

أما صحبفة (نواة) فتطرقت إلى الضرر الذي لحق بالمهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء في تونس، جراء إجراءات الحجر الصحي الشامل، مثلهم مثل عديد الفئات الأخرى في تونس سواء من المواطنين أو المقيمين أو غير النظاميين، حيث فَقَدَ العديد منهم موارد رزقهم، مشيرة إلى أنه برغم مبادرات الحكومة والمجتمع المدني لفائدة هؤلاء المهاجرين إلا أن وضعيتهم لا تزال صعبة خاصة بالنسبة للفئة الأكثر هشاشة.

-0- بانا/ي ي/ع د/31 مايو 2020