الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: حصيلة كارثية بعد عشر سنوات من "الثورة"

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، على   عدة مواضيع تخص الشأن المحلي، من أبرزها الذكرى العاشرة لأحداث ما سمي "الربيع العربي" وتردي أوضاع التونسيين على امتداد السنوات العشر الأخيرة، وتسليط الضوء على إضراب القضاة والوضع الوبائي نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وفي رصدها المشهد العام بالبلاد، أكدت جريدة (الصباح) أن النخبة السياسية أو المنظومة الحاكمة قد خذلت الشعب الذي وضع آماله فيها وانتظر منها عملا كبيرا ومثمرا ينعكس إيجابا على حياته وعلى وضعه، إلا أن الجريدة حمّلت، في المقابل، المسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع للمواطن "الذي صدق باعة الأوهام وانساق وراء الحملات الإنتخابية الشعبوية وانتخب شخصيات ليست حاملة لأي مشروع ووقع في فخ أصحاب المال السياسي، وهناك من فضل الإيديولوجيا على منطق الدولة".

بدورها، قالت جريدة (المغرب) إن البلاد تعيش أزمة في جوهرها مشابهة لأزمة 2013 حيث انسداد الأفق وارتفاع وتيرة الإحتقان الإجتماعي وتعدد الإحتجاجات.

ولاحظت أن الأزمة تتفاقم بتصادم تصورين على ماهية الحكم وإدارة الشأن العام: تصور يرى عدم المس بالشرعية الإنتخابية أو فرض خيارات عليها، وتصور آخر ينطلق من أن الحل يستوجب أن تدرك مؤسسات الدولة الدستورية، وأساسا البرلمان، أنها فقدت مشروعيتها ولم تعد في تناغم مع الشارع، وعليه فإنها لا تمتلك مشروعية لتسيير الشأن العام.

وتطرقت جريدة (الصحافة) إلى دخول إضراب القضاة أسبوعه الخامس على التوالي، وقالت إن إضراب السلطة القضائية موجع ومربك لرمزية هذه السلطة ولقوتها وهيبتها، وهو سابقة أولى فريدة من نوعها، واعتبرته ضربا من ضروب "العبث الثوري" غير العقلاني والمفتقد للحد الأدنى من المعقولية التي تميز أي سلطة"، حسب تقييمها.

وتحدثت جريدة (الشروق) عن الذكرى العاشرة لانطلاق شرارة الأحداث التي شهدتها تونس في 17 ديسمبر 2010، والتي انتهت بمغادرة الرئيس الراحل، زين العابدين بن علي، في ظروف قالت إنها "لا تزال محاطة بكثير من الغموض والروايات"، وقالت: لا يزال جدل كبير بين التونسيين حول ما حدث في تونس هل هو ثورة أو مؤامرة أو انقلاب، لكن هناك في المقابل شبه إجماع -تضيف الجريدة- على الحصيلة الكارثية لهذه العشرية، في حين ما زالت قلة قليلة تتغنى بشعارات "الثورة" خاصة من الذين استفادوا منها وأصبحت لهم مواقع وامتيازات.

وفي ذات السياق، لاحظت جريدة (الصحافة) أن "تونس الثورية" تأخرت عميقا في كل قطاعاتها الحيوية بحيث انهارت، وعلى امتداد عقد، منظومتها الصحية والتربوية والزراعية والإقتصادية، إلى جانب سقوط قيمي وأخلاقي وتوسع "دولة الفساد" وخروجها إلى العلن ضمن تقارير فضائحية مع ترسيخ "عقلية الإفلات من العقاب" الذي تحول إلى تقليد تونسي بفعل الإشتباك الصارخ بين السياسي الفاسد والمال الفاسد والإعلام الفاسد".

بدورها تحدثت جريدة (الصباح) عن "انتكاسة الحلم الذي بات أقرب الى الكابوس "في نظر شريحة واسعة من التونسين، وقالت إن النخب السياسية والحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد 2011 تتحمل وزر المشهد الراهن وهي التي غرقت في مستنقع عقلية الغنيمة وجعلت من تونس عنوانا لصراعات ومعارك سياسية وإيديولوجية مدمرة.

جريدة (الشروق) من جهتها، قالت في السياق نفسه: من مفاخر دولة الإستقلال أنها أرست بلدا موحدا وشعبا متجانسا إلى غاية ظهور الطبقة "الثورجية" بعد سنة 2011 التي أحيت النعرات الجهوية بخطابات التقسيم التي كان أحد تمظهراتها إطلال الفتنة القبلية برأسها من جديد، 

وأكدت أن مثل هذه الأحداث تقتات أساسا من ضعف الدولة وغياب قدرتها على فرض إنفاذ القانون الذي يتغذى من الخطاب التحريضي الذي تمارسه بعض الأحزاب. 

ومن نتائج ذلك، تقول جريدة (الصباح) إن البلاد اليوم في حالة غير عادية حيث تحولت المناطق إلى بؤر توتر وكثير من المواطنين صاروا لا يأبهون للنتائج ولا إلى ما يمكن أن تكلفه الإعتصامات العشوائية والإضرابات المفتوحة من خسائر للإقتصاد، ملاحظة أن ضعف الدولة وهوانها قد عمق هذا الإحساس لدى المواطن.

وفي متابعتها الوضع الوبائي في البلاد نتيجة تواصل التفشي الواسع لفيروس كورونا، اعتبرت جريدة (الشروق) أن تجاوز رقم 4000 وفاة، يجب أن يكون ناقوس خطر حقيقي للدولة وللمواطن لمزيد اتخاذ الإجراءات اللازمة حتى لا يتفشى الفيروس أكثر فأكثر وحتى لا تصبح المستشفيات غير قادرة على استيعاب المصابين ولا تصبح الإطارات الطبية وشبه الطبية عاجزة عن تقديم الخدمات الضرورية.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 20 ديسمبر 2020