الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: حصاد مرّ لسنوات البؤس السياسي

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، على الأوضاع الداخلية وفي مقدمتها الازمة السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد.  

وأجمعت افتتاحيات الصحف على أن التونسيين اليوم يقفون شهودا على أعقد وأخطر مشهد سياسي منذ اغتيال المناضل شكري بلعيد عام 2013، وهو مشهد تجاوز كل حدود العبث حتى بات السؤال المتكرر اليوم، ما الذي لم تشهده تونس بعد عقد من الثورة؟

وأكدت أن هذا الوضع يدفع إلى الإستنفار تحسبا لقادم المفاجآت في خضم الحرب الباردة المستمرة بين رموز السلطة بعد أن "غابت الحكمة وساد الإفلاس والشعبوية الهدامة".

وهنا، لاحظت جريدة (الصباح) أن تعنت أطراف النزاع السياسي وصم آذانها عن كل الأصوات المنادية بالتعقل والتحلي بالحكمة برغم الوضعية البائسة للبلاد، يؤكد شيئا واحدا وهو أن الجماعة الماسكة بزمام الحكم اليوم قررت اعتماد سياسة "الأرض المحروقة".

من جانبها، قالت جريدة (الشروق) إن ما يزيد الأزمة تعقدا، هو غياب الأصوات الرصينة من حكماء وقامات فكرية في أتعس وأخطر مرحلة في تاريخ البلاد المعاصر "بسبب حماقات السياسيين الذين يتكالبون على الحكم لنكتشف كل يوم أنهم فاشلون وعاجزون ومصابون بكل أمراض الإنفصام".

وعبرت جريدة (المغرب) عن خشيتها من استمرار حالة الإحتقان السياسي، وعدم ظهور أفق قريب "لبداية الخروج من هذه الأزمة السياسية العبثية"، وأكدت أن الحاجة ملحة إلى "توافق بين القائمين على مؤسسات الحكم يجنبنا ويجنبهم الدخول في منطقة مجهولة قد نعلم متى وكيف نلجها ولكن لا أحد يعلم كيف سنغادرها وبأي ثمن".

وفي صحيفة (الحرية) كتب كمال العقيلي: يصعب كثيراً على المحلل فك شفرات المشهد السياسي بأدوات المناهج التي تدرس في العلوم السياسية، وقال نحن أمام رجل على رأس الحكومة لم يعرف عنه انتماءً أو نشاطا سياسيا سوى أنه "ذلك المستعد لأداء أدوار كان أشخاص آخرون يودون القيام بها وإنما يستحون خجلاً من أنفسهم عند النظر في المرآة".

وأشارت إلى أن رئيس الحكومة (هشام المشيشي) "يتنكر لرئيس الدولة قيس سعيد لمجرد أن رأى أضواء السلطة لبعض الوقت فانقلب عليه وبحث عن أولياء أمور آخرين ليجد ضالته في حركة النهضة".

وفي واقع الأزمات الإقتصادية والمالية التي تعيشها البلاد، تطرقت جريدة (الصباح) إلى وضعية شركة الخطوط الجوية، مؤكدة أنها وضعية تنسحب  على جميع مؤسسات "دولة تمضي سريعا إلى الإفلاس وتفقد سيادتها على قطاعات حيوية وتطحن يوميا بفضائح تضر بسمعتها إقليميا ودوليا"، مشيرة إلى أن  80 مؤسسة عمومية من جملة 110 باتت على وشك الإفلاس،

وخلصت إلى التأكيد أن هذا الحصاد المر هو نتيجة "سنوات البؤس السياسي وسوء التصرف وتهافت النخبة السياسية الإنتهازي على مواقع الحكم والسلطة".

وأمام هذا الوضع السياسي والإقتصادي المخيف، اعتبرت جريدة (الصباح) أن تصنيفا دوليا جديدا لتونس بأفق سلبية سيكون ضربة قاصمة تقترب فيه البلاد نحو السيناريو اليوناني، حيث ستواجه تونس قريبا تحديات في المحافظة على احتياطي العملة الصعبة الذي يتيح لها سداد أقساط القروض المستحقة التي يحل أجلها هذا العام.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 21 فبراير 2021