الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: حصاد مر لسنوات عشر من عمر الثورة

تونس العاصمة-تونس(بانا)- استأثر تقييم حصاد عشر سنوات من عمر "الثورة" التونسية، إلى جانب الوضع الوبائي الخطير نتيجة موجة جائحة كورونا الحادة، باهتمامات الصحف التونسية الصادرة  هذا الأسبوع.

وبحلول الذكرى العاشرة لثورة 14 يناير 2011، تساءلت صحيفة (الصحافة): هل حقق الشعب التونسي ما كان يرنو إليه حين انتفض ذات شتاء قبل عشر سنوات؟ وهل أن الشعارات التي رُفعت ساعتها وجدت طريقها الى التنفيذ والتفعيل على أرض الواقع اليوم؟

وفي معرض تحليلها، اعتبرت أن الخلل فينا نحن كشعب وكنخبة وكطبقة سياسية بالخصوص.. والنتيجة أننا قد نكون حققنا خطوة إلى الأمام لكننا تراجعنا مع الأسف خطوات إلى الوراء.

وكتب مراد علالة، في ذات الصحيفة: أحيا التونسيون الذكرى العاشرة للثورة كما يسميها البعض أو المؤامرة كما صار يردّد البعض الآخر، ومرة أخرى توافق الجميع حول اعتبار حصاد السنوات العشر الماضية حصادا مرّا على جميع الأصعدة.

وعلى غرار ما ذهب إليه الصحفي علالة، تحدثت جل الإفتتاحيات التي جاء في إحداها أن "الكمامة الطبية التي تختفي خلفها وجوه التونسيين لم تُخفِ المرارة التي أثقلت أصواتهم وباحت عيونهم المكتظة باليأس بكل شيء وهم يعبّرون لكاميرا بعض التلفزات العمومية والخاصة عن تقييمهم عشر سنوات من عمر ثورة بدأت بحلم شاهق وانتهت إلى كابوس مريع".

ولاحظت الصحف أن أحدا لم يحتفل بـها أولا لضرورة الحجر الصحي وثانيا لأن موجبات الإحتفال غير متوفرة. وكان يمكن أن يكون يوم 14 يناير يوما أغر للتونسيين لو لم يتم التحيل على "الثورة" والركوب عليها وتحويل وجهتها لتحقيق المآرب الدنيئة لسياسيين لا علاقة لهم بها من بعيد أو قريب.

من جهته، كتب المؤرخ عبد اللطيف الفراتي في صحيفة "الوسط نيوز": جاءت الثورة بحريات للقول والتعبير، لكنها جاءت بنظام انتحابي ليس هناك ما هو أسوأ منه، ولم تحقق مطلب الكرامة المادية التي طالب بها  من ثاروا على مدى عقود، وبات التكالب على الحكم والمناصب هو القاسم الأعظم المشترك بين الحاكمين.

وبخصوص التحوير الذي أدخله رئيس الحكومة على تركيبة فريقه، اعتبر حسان العيادي، بصحيفة (المغرب) أننا أمام احتمال أن ينتقل الصراع المكتوم بين رئاسة الجمهورية والحكومة إلى الواجهة فيما الصراعات السياسوية على افتكاك مساحات وصلاحيات تحتدم يوما بعد يوم.

وهنا لاحظت صحيفة (الصباح) أنه في الوقت الذي يواجه الشعب جائحة كورونا في ظل المرافق العمومية المتهالكة والظروف الإقتصادية والإجتماعية الكارثية، ينشغل "السياسيون" بخصومات الإستحواذ على مساحات الحكم والسلطة في صراع أجهض كل أحلام الشعب في التغيير وأشعره باليتم المُذل، وبغياب القائد أو الزعيم الذي قد ينجح في صنع الأمل وسط هذا الخراب المطبق.

من جانبها، قالت صحيفة (الشروق) إنه وفق منطق صراع الصلاحيات والمحاصصات ظلت هذه الحكومة حبيسة الأفق الضيق للعبة السياسية ولعبة البقاء بأي ثمن، بينما كان الوباء يزحف بلا حسيب أو رقيب.

إلا أن صحيفة (المغرب) اعتبرت أن الأمر لا يحتاج إلى مقدمة للقول بأن رئيس الحكومة هشام المشيشي، في مآزق، فالرجل أمام ملفات ثقيلة مترابطة بعضها ببعض إذا ظن أنه حقق تقدما في حل أحدها وجد أنه لم يغادر نقطة البداية.

كما استحوذ الوضع الصحي الناجم عن ارتفاع نسق الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، على مساحات واسعة من تعليقات ومتابعات الصحف. وطالبت  صحيفة (الصحافة) بالتعجيل بإجراءات من شأنها إنقاذ الأرواح وتخفيف العبء عن الطواقم الطبية المنهكة في ذروة كارثة صحية أظهرت الحكومة فشلا ذريعا طوال الأشهر الماضية في إدارة الأزمة.

من جهتها، دقت صحيفة (الشروق) ناقوس الخطر من جديد إزاء الوضع الصحي الحرج، مشيرة إلى حدوث وفاة كل 25 دقيقة بالإضافة إلى ارتفاع حالات العدوى إلى نحو ثلاثة آلاف حالة يوميا، مشيرة إلى أن كل هذا المستوى من الخطر تقابله ضبابية وارتجالية لدى أصحاب القرار.

وفي موضوع ذي صلة بجائحة كورونا، قالت صحيفة (الصباح): عندما يتعلق الأمر بمواجهة فيروس كورونا يسقط قَسَم أبوقراط وتغيب الإنسانية والأخلاق وتحل محلها الحسابات والإبتزازات، مشيرة إلى ما حصل مع أول موجة لفيروس كورونا عندما عاش العالم على وقع حرب الكمامات وعمليات السطو المعلنة على الشحنات المصدرة في المطارات.

ولاحظت أن تحذيرات الصحة العالمية والأمم المتحدة بضرورة اعتماد المساواة في توزيع اللقاحات بين الأمم والشعوب واحترام قدرات وامكانيات الدول الضعيفة، لم تكن من فراغ.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 17 يناير 2021