الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: أزمة سياسية تهدد بإرباك الشأن العام

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تطرقت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، إلى المشاحنات التي شهدها البرلمان التونسي حول العديد من القضايا والمسائل الخلافية محليا وإقليميا، معتبرة أنّ "ديمقراطيتنا الوليدة عليلة ومهدّدة وأنّ أكثر ما يمثّل سببا لتقويضها مستقبلا هو أنْ لا أحد يقبل بالآخر وأنّ القاعدة في التعامل بين الأطراف هي الريبة والتوجّس من الآخر".

وفي ظل هذه الأوضاع، نشرت جريدة (المغرب) نتائج الباروميتر السياسي لمؤسسة  "سيغما كونساي"، مشيرة الى "عودة قوية لنسبة التشاؤم عند التونسيين حيث ارتفعت بـ15 نقطة خلال شهر واحد"، على خلفية الأزمة الإقتصادية والإجتماعية التي أثرت على معيشة التونسيين ومعنوياتهم.

وفي هذا السياق، اعتبرت جريدة (الشروق) أنه ما أن انتهى كابوس تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وعادت الحياة إلى مجراها الطبيعي حتى "أطل على التونسيين مجددا كابوس آخر لا يقل خطورة وهو كابوس أزمة سياسية كبرى تهدد بإرباك الشأن العام وإعادة البلاد إلى النقطة صفر".

وأشارت إلى أن "ما حصل في الأيام الأخيرة من حراك سياسي خطير تحت قبة البرلمان وخارجه أثار لدى التونسيين مخاوف من المستقبل ومن عدم قدرة الحكومة والسلطة بشكل عام على درء مخاطر عديدة قد تحصل بين الحين والآخر".

من جانبها تطرقت جريدة (الصباح) إلى "تواصل السجال والمناكفات بين مكونات الإئتلاف الحاكم داخل البرلمان، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة، في ظل هذا الوضع، يبدو في دوامة حزام سياسي هش يحمل في داخله الكثير من صراعات الماضي إيديولوجيا مما هتك الجبهة الداخلية للإئتلاف".

وفي سياق متصل، قالت جريدة (الصحافة)، إن المتأمل في سير أشغال مجلس نواب الشّعب "تترسّخ لديه قناعة بأنّ تونس تعيش مرحلة دقيقة وخطيرة ومفتوحة على كلّ الإحتمالات"،

وعبرت الجريدة عن خشيتها من "أن تنفتح مرّة أخرى أبواب الإحتجاجات والإنفلاتات بشكل يصعب على أيّ طرف التحكّم فيه".

وفي تفسيرها لهذا المشهد السياسي المعقد، أجمعت الصحف التونسية على أن البلاد "تعاني بشكل فعلي من عوائق النظام البرلماني، مؤكدة أن التونسيين في معظمهم أصبحوا على يقين بأن النظام البرلماني الذي ابتلوا به كلفهم الكثير من الخسائر".

وأثارت صحيفة (الصباح) استفهاما جوهريا حول "سبب صمت رئيس الجمهورية قيس سعيد، إلى حد الآن وعدم الإدلاء بدلوه فيما يراه من تجاذبات صلب البرلمان وخارجه وهل يمكن اعتباره تكتيكا جيدا يصب في صالح مواقفه المعلنة".

وأضافت أن "الكثير من المتابعين يجمعون على أن الوقوف على الربوة والفرجة على صراع الديكة صلب البرلمان يدفع أكثر فأكثر الى مزيد تغذية الإستقطاب الثنائي الذي لا يخدم إلا قلة قليلة في المشهد السياسي الراهن".

وفي  الشأن الصحي، اعتبرت الصحف التونسية أن النجاح النسبي الذي حققته البلاد في إطار حربها على فيروس كورونا موجبٌ للتعامل بحذر وبوعي مع هذه الجائحة التي قد تعيد شن هجومها في كل لحظة بشراسة أشدّ وفتك أكبر، خاصة أن بقية دول العالم لا تزال في حرب يومية مع جائحة كورونا.

وتطرقت جريدة (المغرب) إلى سيناريوهات الحرب في ليبيا والتي تثير مخاوف دول الجوار، وبينها تونس، من تداعيات ما يحصل. وقالت كاتبة المقال الإفتتاحي روعة قاسم: إن تونس تعيش على وقع ضغوطات كبيرة من أجل الإصطفاف مع أحد المحاور المتقاتلة في ليبيا سواء الداخلية او الخارجية.

وأكدت أن السؤال الأكثر إلحاحا هو كيف تحافظ تونس على ثوابتها  الدبلوماسية القائمة بالأساس على مبدإ الحياد الايجابي وعدم الإصطفاف والإنسياق وراء سياسة المحاور.

وفي السياق ذاته، دعت جريدة (الصباح) الحكومةَ ورئاسة الجمهورية إلى "توخي سياسة الوضوح والتعبير عن الموقف بصوت عال بعيدا عن كل أشكال التورط في المستنقع الليبي"، حسب تعبيرها. 

وتعليقا على مقتل المواطن الأمريكي، فلويد، بصورة أشعلت الغضب الشعبي في أغلب الولايات الأمريكية، كتب عبد الحميد الرياحي، في افتتاحية صحيفة (الشروق): حين يتطرّق الحديث إلى احترام الحريات وحقوق الإنسان تقدم أمريكا نفسها على أنها واحة الحريات وحقوق الإنسان في كونيتها، إلى أن جاءت حادثة قتل المواطن الأمريكي جورج فلويد لسبب لا يمكن إيجاد تفسير له إلا في رواسب عنصرية مقيتة ضد المواطنين ذوي الأصول الإفريقية الذين كادوا يصدقون بأنهم تحرّروا فعلا من العبودية واستعادوا كامل إنسانيتهم في بلد الحرية والمساواة.

-0- بانا/ي ي/ع د/07 يونيو 2020