الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: صراعات عبثية في ظل خطاب سياسي مقرف

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، على الأوضاع الداخلية المتردية خاصة على المستويين السياسي والإقتصادي.

ولاحظت أغلب افتتاحيات الصحف أن "كل الأضواء الحمراء التي تدق ناقوس خطر محدق بالبلاد لم تجابهها الدولة التونسية ومسؤولوها بأي اجراءات أو مبادرات تذكر لمعالجة الوضع الإقتصادي ولمكافحة الفساد، بل انصرف القائمون على السلطة لخوض معارك سياسية لأغراض ذاتية ضيقة".

وهنا، أكدت جريدة (الصباح) أنه "مع كل أسبوع نجد أنفسنا، وبدل الإنصراف للبحث عن حلول لإنقاذ البلاد وإخراجها من محنتها، نغرق يوما بعد يوم في صراعات عبثية في ظل خطاب سياسي مقرف يكشف عن عجز أصحاب السلطة عن كبح جماح أهوائهم والإنتباه لغباء المحيطين بهم".

من جهتها، قالت جريدة (الصحافة): في الوقت الذي يعول فيه البعض على عودة الرشد إلى الطبقة الحاكمة وتفكيرها في حل سياسي للأزمة، تؤكد التصريحات الأخيرة لرؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان أن الأزمة في تصعيد مستمر وفي تشنج متواصل.

وفي واقع استمرارية هذا المشهد السياسي، لاحظت جريدة (المغرب) أن هذا الصراع لم يعد مقنّعا، بل نحن فيه بشكل مكشوف، والثلاثي هنا مشارك فيه وإن قدّم كل طرف حججا يريد من خلالها أن يسوغ الأمر على أنه تنزيل لما في الدستور، وهذا المربع من الصراع يبدو أن من غامروا وأقحمونا فيه يغفلون عن كونه يفاقم الأزمة أكثر ويدفع بها الى أقصاها.

لذلك وصف عديد كتاب الإفتتاحبات والأعمدة، تونس اليوم، بأنها "أشبه بمريض يحتاج الدخول فورا إلى الإستعجالي لإنقاذه ويحتاج أطباء ذوي قدرات علمية وعلى قدر من النزاهة أيضا لإخراجه من مرحلة الخطر"، مقرّين بـ"أننا في قلب العاصفة، في حين يكابر حزب حركة النهضة ويواصل زهوه الزائف ويتحدى رئيس الجمهورية".

وفي المحصلة، قالت صحيفة ( الصباح) إن الجميع نزع برقع الحياء وأخرج أسوأ ما فيه ودفع المجتمع قسرا إلى حالة من التوحش والعدوانية منذرة بكل الشرور والمخاطر، وواهم من يعتقد أن ما نعيشه هو مجرد أزمة عابرة شبيهة بأزمات سابقة سنتجاوزها ولو ببعض الآلام.

وفي خضم تسجيل المواقف، تطرق عديد الصحف إلى قرار حركة "النهضة" بالنزول إلى الشارع في مسيرة "استعراض للعضلات"، وقالت جريدة (الشروق): بدا رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، ساعيا إلى "لملمة جراحه من خلال المسيرة التي نظمتها حركته نتيجة اهتراء صورته وتراجع شعبيته الذي يعد إفرازا طبيعيا بفشله في إدارة البرلمان ولدوره في اهتزاز الإستقرار الداخلي لحزبه".

بدورها، بيّنت جريدة (الصحافة) أن الغنوشي "أرادها مسيرة قبل كل شئ من أجله هو، لا من أجل الحكومة.. أراد أن يتفقد قوته ويختبر ولاء أنصاره، كما أراد أن يكذب ما يروج حول فقدانه السيطرة داخل حركته".

وفي الشأن الصحي، تحدثت صحيفة (المغرب) عما أسمته "التراخي والإهمال الحكوميفي التعاطي مع ملف جائحة كورونا، وأكدت أنه "بات جليا أننا ندفع ثمن خيارات خاطئة في التعامل مع الجائحة منذ انطلاقها".

وفي هذا المقام، قالت صحيفة (الصباح): من المؤسف أن الحرب على الوباء بلغت منذ شهر أكتوبر الماضي مرحلة اللامبالاة المستفزة، علاوة على الإرتباك والإرتجال في إدارة الأزمة من خلال الإعلان عن وجود سلالة محلية من فيروس كورونا ثم التراجع عن ذلك.

وفي ذكرى تصدى الجيش والأمن والشعب للهجوم الإرهابي في مثل هذا اليوم السابع من شهر مارس عام 2016 حين احتلت جماعات بتنظيم "داعش" مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا "لإقامة إمارة إسلامية"، أشادت، اليوم الأحد، جريدة (الصحافة) بالدور المحوري الذي لعبته تلك الملحمة "في ردم أحلام الدواعش ومخططات من يقف وراءهم، في رمال صحراء الجنوب التونسي قبل أن يمتد لهيبها الى أجزاء أخرى من المنطقة، كما كان يخطط الواقفون وراءها".

-0- بانا/ي ي/ع د/ 07 مارس 2021