الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: صراع النخبة الحاكمة أصبح عبئا على الوطن

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، على الأوضاع الداخلية وفي مقدمتها الأزمة السياسية المتصاعدة بين الأطراف الحاكمة.  

وأجمعت افتتاحيات الصحف على قتامة المشهد السياسي، ملاحظة أن كل أسبوع يمضي ينافس سابقه في القتامة والإصرار على السير الى الوراء وتجاهل كل التحديات القائمة.

وأوضحت أن "تونس اليوم بكل مكوناتها رهينة كلمة تصدر عن سادة القصور الذين أوصلهم هذا الشعب البائس إلى سدة الحكم على أمل أن يخدموا هذا البلد قليلا فإذا بهم تحولوا بصراعاتهم وشعبويتهم إلى مشكل وعبء على الوطن".

وعلقت جريدة (الشروق) على المسيرة التي نظمتها، أمس السبت، حركة "النهضة" في صراعها مع رئيس الدولة والأحزاب المناوئة لها، بالقول "إن خطورة منطق اللجوء الى الشارع وخاصة من قبل الفريق المتربع في الحكم، يهدد بإيصال الأمور إلى نقطة اللاعودةويفتح الطريق أمام عمليات تجييش الأنصار واستعراض القوة وهو ما من شأنه أن يزيد في تعميق الأزمة بدل حلحلتها".

من جهتها، أكدت صحيفة (المغرب) أن الإخفاق السياسي لهذه الحكومة لا جدال فيه ولكن إخفاقها الإقتصادي والمالي أشد خطرا وأعمق أثرا على حاضر البلاد ومستقبلها، وقالت إن السؤال المحير هو لِمَ هذا الحرص على البقاء في السلطة دون مشروع إصلاحي ولو جزئي للبلاد؟

وأمام انسداد آفاق الحلول، تحدثت جريدة (الصحافة) عن "انخفاض أصوات العقل وتراجع دعوات الحوار واتساع الهوة بين الفرقاء، وكأن العقل السياسي التونسي بات عاجزا عن اجتراح الحلول للمشكلات السياسية".

أما صحيفة ( الصباح) فقالت إن "كرسي القيادة قد هزل في تونس حتى جلس عليه كل مفلس وغاب المسؤول صاحب النفوذ والرؤى والبرامج والمخططات وغابت كل مقومات الإصلاح في كل الادارات التونسية، والنتيجة هي التي نراها اليوم من انهيار في كل المجالات وتدحرج كل المؤشرات مع انعدام المحاسبة".

من جهتها، أكدت جريدة (المغرب) أن المحظور قد حصل بفعل السياسات الخاطئة على امتداد عشريتين على الأقل تضاف إليها صراعات شيوخ قبائل تونس في العشرية المنصرمة والعجز المتفاقم لمؤسسات الدولة مع عناد خيالي وتوهم القدرة على حسم المعارك التافهة لأجنحة السلطة، الوضع الذي أفقد البلاد العناصر الفعلية للحفاظ على الحد الأدنى من استقلال القرار الإقتصادي والسياسي.

وفي خضم هذه الغيوم السياسية، أكدت صحيفة (الشروق) أن من المفروض اليوم أن تكون تحذيرات المركزية النقابية واتحاد الصناعة والتجارة وصيحات الفزع المتواصلة من خبراء الإقتصاد والمالية والغضب الشعبي المتنامي، "دافعا لمختلف الأطراف الفاعلة لتستيقظ من غفوتها وتضع المصلحة الوطنية العليا نصب أعينها وتتخلى عن صراعاتها وتصرفاتها العبثية". .

وتطرقت جريدة (الصباح) إلى تصنيف وكالة الإئتمان الدولية "مودز" السلبي للغاية  للوضع الإقتصادي والمالي بتونس، وقالت: إن البلاد اليوم "على شفا حفرة من تصنيف خطير يخرجها بصفة نهائية من خارطة الأسواق المالية الدولية ويحرمها من الحصول على قروض وتمويلات جديدة، حيث يبدو المشهد، مع تفاقم أزمة الحكومة، يتجه أكثر فأكثر نحو سيناريو الدولة الفاشلة، في حين لا نجد للرؤساء الثلاثة (الجمهورية والحكومة والبرلمان) اليوم من قدرة على التخفيف من أزمات البلاد الخانقة".

-0- بانا/ي ي/ع د/ 28 فبراير2021