الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: تطور مخاوف التونسيين من تداعيات "كورونا"

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تصدّر تطور مخاوف التونسيين من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وتداعياتها الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية خاصة على الفئات الهشة في المجتمع، اهتمامات الصحف التونسية التي آثرت استمرار الصدور عبر مواقعها الإلكترونية.

وأكدت أن الوضع الصحي العام "يتسم ببعض الأمل الواهن غير المستقر الممزوج بالضبابية"، مشيرة إلى أنه بعد حوالي 25 يوما من الحجر الصحي "بات الكل حكومة وشعبا منهكا ومرتبكا".

ولاحظت صحيفة (المغرب) "أننا مازلنا لا نملك الصورة الدقيقة حول الإنتشار الفعلي للعدوى، كي نكون قادرين على السيطرة على كل استتباعات مرحلة الذروة، وحتى نحسن الإستعداد خاصة للفترة أو الفترات التي ستليها".

في ذات السياق، قالت صحيفة (الصباح) إن جائحة كورونا "أثبتت أن بلادنا بعيدة كل البعد عن التقدم التكنولوجي والرقمنة التي طالما تبجحنا بها والتي وضعنا لها عديد الخطط والبرامج التي خصصت لها رسميا مبالغ طائلة، وفي أول اختبار تطبيقي بعد سنوات التنظير، نكتشف هذه الأكذوبة الكبرى ونكتشف هشاشة المنظومة الرقمية في تونس والفشل الذريع في كل المجالات سواء منها الصحية أو التعليمية أو الإجتماعية.

من جهتها، تحدثت صحيفة (الوسط نيوز) عن أن أزمة كورونا بقدر ما جسدت روح التضامن التي تسكن معظم التونسيين فإنها كشفت عن نوعية من "رجال الأعمال" الذين وصفتهم بعديمي الوطنية، والذين جمعوا ثروات من خلال القروض والإمتيازات التي مكنهم منها الرئيس الراحل بن علي، وبخاصة أصحاب الفنادق والمصحات الخاصة، وفي المقابل نجدهم اليوم يرفضون مد يد المساعدة أو إيواء المصابين بمرض كورونا. 

وخلصت الصحيفة إلى القول: أمام هذا التعنت وفي وضع كالذي نعيشه ليس أمام رئيس الحكومة إلا الضرب بيد من حديد على هؤلاء بتسخير الفنادق والمصحات الخاصة، معتبرة أنه أمام أرواح التونسيين وحياتهم تسقط كل القوانين الأخرى.

وفي صحيفة (الشروق) كتب عبد الجليل المسعودي: إن تونس الإفريقية وبوابة التلاقي بين ضفتي المتوسط، يجب أن نراها تتحرك وتطلب الدعم لإفريقيا، بل يجب أن نراها تساعد، قدر استطاعتها، بلدان قارتنا في التوقي من هذا الخطر، إلا أنه  عبّر في ذات الوقت، عن استغرابه من كل هذا "الخجل" السياسي، بينما "لا ننفك في الأوقات العادية نلقي الخطابات ونصدر البيانات حول ضرورة وأهمية التموقع في إفريقيا".

ولكن الأغرب -يضيف كاتب المقال- المعاملة السيئة التي يتعرّض لها المواطنون الأفارقة في بلادنا وبخاصة الشباب الذي وفد للدراسة والتعلم، واصفا إياها بأنها "ممارسات مشينة لا تمت بأي صلة إلى أخلاقنا وقيمنا، علاوة على أنها تحمل عنا صورة سلبية في أعماق القارة التي هي قارتنا".

وفي تعليقه على تصاعد أسلوب الجشع والغطرسة في واقع أزمة كورونا حيث وصل الأمر بدوائر الحكم الأمريكية إلى افتكاك مواد طبية لأقرب حلفائها، كتب بدر الدين السيّاري بصحيفة (الشروق): كما هو الحال مع منظمة العدل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة وكل الهياكل الدولية التي وضعها السيد ترامب تحت قدميه، فإن الدور جاء على منظمة الصحة العالمية التي شن عليها هجوما حادا وهدد بقطع التمويل عليها في ذروة هذا الوباء..

وهنا تساءل كاتب المقال: أهذا هو العالم المثالي حقا الذي تقوده أمريكا والقائم كذبا ورياءً على المبادئ والقيم والعدل؟ أليس هذا الوباء امتحانا للبشرية جمعاء حيث لا مجال للصراع بل للتضامن والتآزر؟

من جانبها، قالت صحيفة (الحرية) إن أزمة كورونا عرّت بوضوح الأنظمة الصحية العالمية التى جعلت الرعاية الصحية الفائقة في العديد من الدول الرأسمالية قاصرة فقط على الأغنياء والقطاع الخاص..

وفي استشرافها لعالم ما بعد هذه الجائحة، لم تستبعد تغييرا راديكاليا قد يشهده  العالم من الممكن أن يمحو الكثير من العلاقات الظالمة محليا ودوليا، ومن الممكن أن نرى من جديد عودة النظام الإشتراكي قريبا وبقوة، حسب تعبيرها.

في السياق ذاته، أجمعت آراء عديدة في أكثر من صحيفة على أن الأزمة الحالية ستقوي وضع الدولة وستعزز الإنتماء والسيادة الوطنية، مقابل تقهقر النظام النيوليبيرالي، وصعود بعض الأنظمة الشمولية.

وأضافت أن فيروس كورونا سيسرع كذلك من وتيرة انتقال النفوذ والتأثير من الغرب إلى الشرق، ومن المتوقع أن يحدث تراجعا في مستوى العولمة والتجارة العالمية.. هذا الفيروس اللعين سيجعل العالم أقل انفتاحا ويفرض أن يلتف المواطنون حول حكومات بلدانهم لحمايتهم.

-0- بانا/ي ي/ع د/12 أبريل 2020