الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: تونس تحارب وباءين في آن معا.. كورونا والفساد

تونس العاصمة-تونس(بانا)-  تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد المستجد "كوفيد-19" الإقتصادية والإجتماعية، واستقبال اليوم العالمي للعمال في ظرف استثنائي، واهتزاز مصداقية النخبة السياسية في البلاد، مثلت أهم المواضيع التي تصدرت اهتمامات الصحف التونسية ومتابعاتها خلال هذا الأسبوع.        

وأجمع أغلب كتاب الإفتتاحيات والمقالات في أكثر من صحيفة، على أن الأول من مايو يأتي بين مطرقة وباء كورونا الذي عبث بكل البيوت وسندان الغلاء الفاحش والبطالة، وهشاشة الحكومة التائهة بين الإستجابة لاحتياجات مواطنيها التي لا تقبل التأجيل وبين تلبية "الرغبات المجحفة لشركائها في الحكم الذين يقودهم الجشع للفوز بأكبر عدد من المكاسب في إطار لعبة المغانم المقيتة".

وهنا أكدت صحيفة (الصباح) أن كورونا "عرّت النخبة السياسيّة وحكامنا الذين تآكلت مصداقيتهم، واهتزت شرعيتهم  في ظل مشهد اقتصادي واجتماعي خطير ومشهد سياسي عقيم يغنّي فيه حكامنا وسياسيونا على ليلاهم ويغني فيه الشعب على ويلاه".

وفي هذا السياق، كتب لطفي العربي السنوسي بصحيفة (الصحافة): لم نعد نفهم ما الذي يحدث في تونس، متسائلا: هل لحكّامها عتبات مرجعية في الأخلاق وفي المعرفة وفي أدب السياسية وأدبياتها على أساسها وبها يديرون شؤون الحكم والدولة؟ وقال إن  الإصرار على الخطإ وتحويله الى ممارسة سلوكية أو إلى سياسة لإدارة شؤون الحكم أمر مريب.

وحملت كل الصحف مقالات مسنودة بآراء مختصين وخبراء، توقعت أن فترة صعبة تنتظر الطبقات الكادحة والشعبية في تونس، حيث تشير الأرقام والمؤشرات غير الرسمية وحتى الرسمية إلى أن البلاد ستغرق بعد الخروج من أزمة كورونا في أزمة اقتصادية و اجتماعية حادة بفقدان أكثر من 180 ألف تونسي وظائفهم، وتراجع نسبة  النمو.

وهنا تحديدا، اعتبرت صحيفة (الصباح) أن من الحلول المقترحة للتقليص من التداعيات الإقتصادية والمالية، الإستفادة من تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية، مشيرة إلى أنه بإمكان تونس تصدير منتجاتها في عدة قطاعات، كالصناعات الغذائية وصناعة الأدوية ومواد البناء والصناعات الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية.

وفي قراءتها لتداعيات فيروس كورونا على الصعيد الدولي، قالت صحيفة (صوت الشعب): ما كان منذ شهرين قناعة لدى مناوئي الرأسمالية، أصبح اليوم قناعة لدى قطاع واسع من الناس، فالوباء أعطى أدلّة جديدة على حقيقة الرأسمالية الجشعة، وعلى حقيقة اقتصادها وسياستها وثقافتها، وبرغم ذلك ترى الصحيفة أن الرأسمالية "ستصرّ أكثر من أيّ وقت مضى على ترميم أزمتها على حساب الكادحين".

صحيفة (الرأي الجديد)، من جانبها، تحدثت عن حالة الرعب التي تعيش تحت وطأتها دول العالم بفعل وباء فيروس كورونا، إلا أنها قالت إن تونس تختلف عن بقية البلدان فهي تحارب وبائين وباء كورونا ووباء الفساد، وأضافت:عندما يصبح الفساد هو من يشرّع ويسن القوانين ويشارك في القرارات، وقتها فقط نعرف لماذا لم تستطع الدولة القضاء عليه!

وفي الشأن الثقافي تطرقت جريدة (المغرب) الى صورة المرأة في الدراما التونسية متسائلة: هل خدمت الدراما قضايا المرأة التونسية؟

واعتبرت، في هذا الصدد، "أن صورة المرأة في الأعمال الدرامية هذا العام تتراوح بين وضعها في المكانة التي تستحق وبين سجنها في صورة نمطية أو ظهور مهين".

-0- بانا/ي ي/ع د/03 مايو 2020