الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

السراج يجدد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رفض ليبيا لكل أشكال الإرهاب

طرابلس-ليبيا(بانا)- قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، يوم الخميس أمام الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، "تؤكد بلادي مجددا رفضها وإدانتها للإرهاب بجميع أشكاله وصوره، وأيا كان مصدره، ومهما كانت دوافعه"، مؤكدا أن الأمر يتعلق بـ"ظاهرة عالمية لا ينبغي ربطها بأي دين أو عقيدة".

وأضاف السراج "لقد دفعت بلادي تضحيات جسام للقضاء على التنظيمات الإرهابية التي ضمت عددا من المقاتلين الأجانب، ومن ذلك تنظيم داعش الوافد إلينا من الخارج، والذي لا يُهدد أمن واستقرار وسلامة ليبيا فقط بل يسعى لاستغلال مواردنا الطبيعية، وتوظيفها للانطلاق نحو الخارج لتنفيذ مخططاته الدموية التي لا تمت للإسلام بصلة".

يذكر أن تنظيم الدولة (داعش) ما يزال يحتفظ بخلايا نشطة تنفذ هجمات من حين إلى آخر، على الرغم من اندحار هذا التنظيم خلال ديسمبر 2016 في معقله بمدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، حيث كان قد أقام إمارة إسلامية.

وأشار رئيس المجلس الرئاسي إلى أن "ليبيا صادقت على كافة الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، واعتبرت استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وركائزها الأربع من أهم الأطر القانونية الدولية الموجهة للقوانين والتشريعات الوطنية في مجال محاربة هذه الظاهرة".

وأوضح أن "تعزيز التعاون الإقليمي والدولي يظل السبيل الأمثل لتتبع شبكات الإرهاب والقضاء عليها أينما وجدت. وتبرز، في هذا الإطار، أهمية دعم خطط وبرامج التعاون الإقليمي وشبه الإقليمي، ومن ذلك ما توصلت إليه ليبيا مع بعض دول الجوار من تدابير وإجراءات مهمة لضبط ومراقبة الحدود المشتركة، والقبض على الإرهابيين ومحاكمتهم".

وفي حديثه عن مسألة الهجرة غير الشرعية، كشف السراج أن بلاده "تولي اهتماما متواصلا لظاهرة الهجرة غير الشرعية، وعلاج مشكلة استمرار تدفق هؤلاء المهاجرين الذين يعرضون أنفسهم لاستغلال شبكات تهريب البشر، ومخاطر عبور البحر".

واعتبر أن "هذه الهجرة باتت عنوانا لمأساة إنسانية ظل المجتمع الدولي عاجزا عن معالجتها حتى الأن".

وقال إن "بلادي باعتبارها دولة عبور، تواجه نتيجة هذه الظاهرة تداعيات اقتصادية واجتماعية وأمنية خطيرة فاقمت ما تمر به من حالة عدم الاستقرار، الأمر الذي ترك صعوبات ومشاكل انعكست سلبا على المجتمع الليبي".

وأكد المسؤول الليبي كذلك أنه "بات من الصعب معالجتها (الهجرة غير الشرعية) دون تعاون ومساعدة خارجية ترقى لمستوى هذه التحديات وتداعياتها الخطيرة".

وتابع السراج قائلا "إننا نتطلع إلى تنسيق وتشاور أكبر مع المنظمات الدولية التي نرتبط معها ببرامج عمل، وبما يفضي لبيانات واقعية وموضوعية عن المهاجرين في البلاد، وعما يواجهونه من مشاكل وصعوبات".

وأضاف "لا نعتقد أن التقارير الأحادية التي تحمل بيانات وأعدادا غير دقيقة ومبالغا فيها تساعد على الوصول لحلول مناسبة لهذه الظاهرة بقدر ما تفضي إليه من خيبة أمل، لتركيزها على مزاعم عن حدوث إنتهاكات يقوم بها أفراد يتبعون السلطات الوطنية المختصة، دون الإشارة للجهود المتواصلة التي تقوم بها هذه السلطات لصالح المهاجرين، وتجاهلها لإحتضان ليبيا الإنساني لآكثر من نصف مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في وئام وسلام بين الليبيين، ويعملون في مختلف القطاعات ليوفروا أموالا يرسلونها لعائلاتهم في بلدان المصدر".

ولاحظ السراج أنه "أصبح هناك توافق دولي واسع على أن معالجة تحديات الهجرة تفوق قدرة البلدان منفردة، وليبيا ضحية هذه الهجرة وليست سببا فيها، وعليه نؤكد مجددا أن الحل الأمثل هو معالجة الأسباب الحقيقة التي تدفع الناس لطلب هذه الهجرة غير النظامية".

وأكد فائز السراج أنه "لا مناص من قيام المجتمع الدولي بمساعدة البلدان المصدرة للهجرة، وتشجيعها على وضع وتنفيذ برامج ومشاريع تنموية حقيقية، وتحسين أداء قطاعاتها الانتاجية والخدمية، والقيام بكل ما من شأنه أن يُسهم في القضاء على الفقر والبطالة وصعوبات المعيشة، ويصرف الناس عن التفكير في طلب هذه الهجرة المحفوفة بالمخاطر".

يشار إلى أن ليبيا التي تعد، في نفس الوقت، بلد مقصد وعبور للهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا، تواجه، في السنوات الأخيرة، سيلا جارفا من المهاجرين غير النظاميين الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون شخص يتحينون الفرصة للصعود على متن قوارب غير آمنة لعبور المتوسط نحو أوروبا.

-0- بانا/ي ب/ع ه/ 25 سبتمبر 2020