الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

السراج يعلن مشاركته في مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا

طرابلس-ليبيا(بانا)- أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، مساء الأربعاء، عن مشاركته في مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا المقرر عقده يوم الأحد المقبل، بعد تلقيه دعوة رسمية لحضور هذا اللقاء الهادف إلى تسوية الأزمة في هذه البلاد الواقعة في شمال إفريقيا.

وتلقى السراج دعوة من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي أجرى معه محادثة هاتفية يوم الأربعاء.

وتطرق رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، خلال اجتماعه مساء الأربعاء مع مسؤولين سياسيين وعسكريين، في إطار مشاورات لمناقشة التطورات السريعة للأزمة الليبية، إلى مؤتمر برلين الذي يتواصل الإعداد له منذ مدة، مؤكدا أنه "حرص على دعوة البلدان التي لها علاقة بالشؤون الليبية" لحضور المؤتمر، ملاحظا أن "الجزائر دعيت بالفعل".

ونقل بيان أصدره المجلس الرئاسي عن السراج قوله، "سنشارك في (مؤتمر) برلين، وسنمرر رسالتنا"، مشيرا إلى "المحاور الثلاثة لمؤتمر برلين : العسكري-الأمني، والسياسي، والاقتصادي".

ورحب السراج "بالدور التركي-الروسي الإيجابي الذي أزعج الأوروبيين"، مؤكدا أن "الأوروبيين هم الذين قدموا لهم هذا الدور لأن البلدان الأوروبية لم تتبن أي موقف عملي إيجابي حيال ما يحدث في ليبيا طيلة تسعة أشهر".

واستعرض رئيس المجلس الرئاسي، خلال كلمته، المبادرة الروسية التركية حول وقف إطلاق النار، موضحا تفاصيل ما حدث، أي "موافقة حكومة الوفاق الوطني الوطني على المبادرة من موقع قوتها بهدف إنقاذ الأرواح، وحقن دماء الليبيين، وعودة الحياة إلى طبيعتها في مناطق القتال بطرابلس والمدن الأخرى".

وقال السراج "لقد وقعنا وحدنا على وقف إطلاق النار الذي اقترحه الطرف التركي والروسي، وقد لمسنا في هذه المبادرة خطوة أولى نحو تسوية الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار، واتصلنا يجميع القوى السياسية والعسكرية، وكان هناك دعم جماعي لهذه المرحلة".

وكانت محادثات جرت في موسكو حول اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا قد توجت، يوم الإثنين الماضي، بتوقيع وفد حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج على هذه الوثيقة، فيما غادر قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر العاصمة الروسية دون التوقيع عليها، مطالبا بمنحه مهلة يومين.

ودخلت هدنة حيز التطبيق منذ ليل السبت - الأحد 12 يناير في ليبيا، استجابة لدعوة من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان.

وأكد السراج، يوم الأربعاء، أن "المعتدي فضل عدم التوقيع، وطالب بمهلة للمماطلة. ويشكل ذلك جزء من محاولات نسف مؤتمر برلين قبل انعقاده. وقد تم اللجوء إلى هذه الطريقة قبل مؤتمر غدامس".

يذكر أن المشير خليفة حفتر شن يوم 04 أبريل الماضي، قبل عشرة أيام من موعد مؤتمر غدامس الجامع برعاية الأمم المتحدة، هجوما عسكريا للسيطرة على طرابلس وإسقاط حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، ما أوصل العملية السياسية في ليبيا إلى طريق مسدود.

كما تحدث السراج عن عوارض الأزمة الراهنة وكيف أدت مختلف العراقيل المقصودة إلى استنزاف "الطاقات الإيجابية، مشيرا كذلك إلى الالتزام الجاد مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الذي كلل بالاتفاق حول عقد ذلك المؤتمر الجامع، قبل أن "ينسفه العدوان على العاصمة" المنفذ بالتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى طرابلس.

وتطرق رئيس المجلس الرئاسي أيضا إلى الانعكاسات السلبية للحرب، بما يشمل حالات التهجير، قائلا "نسعى بكل الجهود للتخفيف من معاناة المهجرين. وفي نفس الوقت، نوفر كل الإمكانيات للمجهود الحربي من أجل الانتصار على العدوان وإنهاء مشكلة النزوح".

ويستفاد من إحصائيات وكالات الأمم المتحدة أن حرب طرابلس المتواصلة منذ عشرة أشهر أودت بحياة أكثر من 300 مدني و2000 مقاتل، وأدت إلى نزوح ما يزيد عن 142000 شخص عن مناطق القتال.

وأثنى رئيس المجلس الرئاسي على الجيش الليبي الموالي لحكومة الوفاق الوطني والقوة المساندة لها، واللذين تصديا ببسالة على مدى تسعة أشهر للعدوان، بالرغم من القدرات المحدودة، أمام ميليشيات تدعمها عدة بلدان.

وتابع قائلا "لقد سعينا لتوفير متطلبات القتال، واتصلنا في نفس الوقت بكافة الأطراف الدولية لتوضيح موقفنا العادل وحقنا المشروع في الدفاع عن النفس".

وجمع لقاء الأربعاء أعضاء في المجلس الرئاسي، وعدد من الوزراء، ورئيس وأعضاء المجلس الأعلى للدولة، ورئيس وأعضاء مجلس النواب (برلمان طرابلس)، ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية، والقادة العسكريين والأمنيين، ومنظمات وشخصيات فكرية.

وأعقب كلمة رئيس المجلس الرئاسي نقاش بين المشاركين رد فيه السراج عن كل الأسئلة والاستفسارات، قبل أن يخلص إلى التأكيد على أهمية توحيد الصفوف والاتفاق حول كل مرحلة، من أجل تسوية الأزمة ووضع حد لحالة الحرب.

-0- بانا/ي ب/ع ه/ 16 يناير 2020