الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

التشكيك في فرصة انعقاد مؤتمر المصالحة الذي يقترحه الإتحاد الإفريقي في ليبيا

طرابلس – ليبيا(بانا) - يشكك الكثير من الليبيين في فرص انعقاد مؤتمر المصالحة الوطنية الذي اقترحه الإتحاد الإفريقي على رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج أمس الإثنين في طرابلس.

وقال الصحفي الليبي محمد الرحيبي في اتصال مع بانابريس "إن مبادرة الإتحاد الإفريقي التي لم يكشف النقاب عنها قد تكون تأخرت جدا وإن كانت تصب في إطار حلحلة الجمود في الأزمة الليبية".

وأضاف الرحيبي "أن الاتحاد الإفريقي أهمل الأزمة الليبية منذ البداية وحاول في عديد المناسبات تدارك الوقت الضائع غير أن التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن الداخلي الليبي قضت على كل المبادرات التي اتخذتها المنظمة القارية".

وبحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي، عرض رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى محمد فقيه، الذي قام أمس الإثنين بزيارة إلى طرابلس على رأس وفد من المفوضية، على رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، مقترح الاتحاد بشأن عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية في ليبيا، وأكد بنفس المناسبة على "أن القرار في الشأن الليبي يجب أن يكون ليبيًا"، في إشارة واضحة إلى التدخلات الخارجية في الشأن الليبي.

وضم وفد الإتحاد الإفريقي، كلًا من رئيس المفوضية موسى محمد فقيه، ومفوض السلم والأمن إسماعيل الشرقي، ومفوض الشؤون الاجتماعية أميرة الفاضل، والممثلة الخاصة لرئيس المفوضية لدى ليبيا وحيدة العياري.

وبسؤاله هل يرى  أن الإتحاد الإفريقي تأخر في دعوته لمؤتمر المصالحة الوطنية في ليبيا، خاصة وأن البلاد تتجه بعد أقل من أسبوعين إلى المؤتمر الوطني الجامع برعاية الأمم المتحدة والمقرر في مدينة غدامس من 14 إلى 16 أبريل الجاري، قال عميد السلك السياسي في ليبيا، سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية، جيل مبيلو ، لا يتعين علينا اتهام الإتحاد الإفريقي لأن إخوتنا الليبيين في المجلس الوطني الإنتقالي السابق قد تجاهلوا عمقهم الإستراتيجي والأمني في القارة الأفريقية وانزلقوا في الفخ الذي نصبته الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية لإشاعة الفوضى في ليبيا واستنزاف ثروة الشعب الليبي.

وأضاف "صحيح أن القطار لمحاولة حل الأزمة الليبية انطلق بدون الأفارقة ولكن الاتحاد الإفريقي لم يستسلم على الإطلاق وأكد في جميع المناسبات رفضه للتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي".

وقال السفير مبيلو "قد يتساءل البعض اليوم ماذا يمكن أن يقدمه الإتحاد الإفريقي أو ماذا يمكن أن يضيفه لجهود الأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا"، مؤكدا في هذا الخصوص أن ليبيا ستكون دون شك في موقف أقوى وهي متحصنة في فضائها الإفريقي.

ويرى الكاتب والناشط السياسي الليبي، رضا الهادي أن الرئيس فائز السراج، رغم أنه أكد خلال استقباله وفد الإتحاد الإفريقي على "دعمه لكل لقاء يجمع الليبيين، ومساندته من حيث المبدأ لمؤتمر المصالحة المقترح من الإتحاد الإفريقي"، إلا أنه شدد على "أن يتم ذلك تحت مظلة الأمم المتحدة، وأن يستفاد من تجربتها في عقد الملتقى الوطني الجامع"، ما يؤشر على أن مبادرة الإتحاد الإفريقي قد تكون تأخرت وتجاوزتها الأحداث.

ولاحظ الناشط الحقوقي علي جبران أن الأزمة الليبية جرى تدويلها منذ البداية وبالتالي يصعب على الإتحاد الإفريقي المبادرة اليوم بحل سحري خاصة وأن مجلس الأمن الدولي جدد تأييده للمبادرة التي تقودها الأمم المتحدة من خلال المؤتمر الوطني الجامع الذي ينظمه المبعوث الأممي د. غسان سلامة في مدينة غدامس منتصف أبريل الجاري.

وكان سلامة كشف في تصريحاته الأخيرة عن تدخل عشر دول في الشأن السياسي لليبيا واتهمها بعرقلة حل الأزمة دون أن يسمي أية دولة منها.

والتقط رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الرسائل التي وجهها المبعوث الأممي من خلال هذه التصريحات التي طالت الطبقة السياسية الليبية-التي جدد اتهامه لها بنهب المال العام والتورط في الفساد الذي "يندى له الجبين" - بحسب  وصفه – ليؤكد خلال مشاركته بالقمة العربية المنعقدة يوم 31 مارس الماضي في تونس، "أن التدخلات السلبية الخارجية، الإقليمية والدولية فاقمت الوضع في ليبيا وشجعت بعض الأطراف على عدم الالتزام بالمسار الديمقراطي والابتعاد عن الحل السياسي السلمي".

ويرى جبران أن الليبيين في معظمهم متصالحون ولا  توجد أية مشاكل بينهم وأن المشاكل  محصورة في متصدري المشهد الذين يتناحرون على المال والسلطة في هذه الدولة الغنية الواقعة في شمال أفريقيا، وهو ما فهمه جيدا المبعوث الدولي ووجه تلك الاتهامات مسنودا بمجلس الأمن ليكف هؤلاء عن العبث بثروات الليبيين ونهبها وتمكين ليبيا من الوقوف على أقدامها.

ومن هنا يرى معظم الذين استطلعت (بانابريس) آراءهم حول مبادرة الإتحاد الإفريقي لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية، أن هذه المبادرة لن تقدم أو تؤخر في واقع الأزمة الليبية شيئا، ويعتقدون أنه يتعين على الإتحاد الإفريقي قيادة حملة دبلوماسية واسعة النطاق لوقف التدخل الخارجي في الأزمة الليبية بسكب الزيت على النار وتوريد السلاح لإطالة أمد هذه الأزمة وملاحقة الدول التي توفر ملاذا آمنا للمال العام الليبي المنهوب.

-0- بانا ع د/ 02 أبريل 2019