الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

انتخاب ليبيا عضوا في المجلس التنفيذي للجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات باليونسكو

طرابلس-ليبيا (بانا) - انتُخبت ليبيا، اليوم الثلاثاء، عضواً في المجلس التنفيذي للجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات باليونسكو، خلال أعمال الدورة 31 للجمعية العامة للجنة المنعقدة في الفترة من 14 إلى 25 يونيو 2021.

وتُعدّ هذه اللجنة الهيئة الوحيدة داخل منظومة الأمم المتحدة المختصة بعلوم البحار، وتعمل على تعزيز التعاون الدولي وتنسيق البرامج في مجال البحوث والخدمات وبناء القدرات، من أجل معرفة المزيد عن طبيعة وموارد المحيطات والمناطق الساحلية، وتطبيق تلك المعرفة لتحسين الإدارة، والتنمية المستدامة، وحماية البيئة البحرية، وعمليات صنع القرار للدول الأعضاء فيها.

وتدرك ليبيا، بحسب الخبراء، أهمية البحار والمحيطات والموارد البحرية، وهي دولة تتوفر على أطول شاطئ مطل على جنوب البحر المتوسط، حيث تسعى إلى توظيف أهميته في خطط التنمية المستدامة، والمساهمة في تعزيز اقتصادها من الثروات المختلفة المتوفرة في مياهها الاقليمية، وخلق سواحل نظيفة جالبة للسياح ما يزيد في نموها الاقتصادي. 

وتهدف ليبيا من خلال هذه العضوية إلي زيادة المساهمة في الدور الفريد لهذه اللجنة من أجل نشر الوعي بقيمة وأهمية البحار والمحيطات والمحافظة عليها من التلوث والعبث بمقدراتها، وكذلك التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معه، والحفاظ على صحة النظم البيئية في البحار والمحيطات.

وتُراكم اللجنة الدولية الحكومية للمحيطات تاريخاً طويلاً في اليونسكو، حيث كان الطريق إلى إنشائها شاقا.

وبالفعل دعت بعض الدول، بعد الحرب العالمية الثانية،  إلى تبادل المعلومات والمعارف التي لها علاقة بالمحيطات على الصعيد العالمي. فمنذ الدورة الأولى للمؤتمر العام لليونسكو، في نوفمبر 1946، اقترحت الهند إنشاء معهد لعلوم المحيطات وصيد الأسماك يُكلّف بدراسة المحيط الهندي. لكن المبادرة السياسية الأولى من أجل إدراج علوم البحار في برنامج اليونسكو تعود إلى اليابان التي قدمت، سنة 1952، مشروع قرار يدعو المنظمة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال علوم المحيطات.

ويهدف المشروع إلى بلوغ الاستغلال الأمثل للموارد البحرية (صيد الأسماك والموارد المعدنية والطاقة) و"توفير أرضية للعيش السلمي للإنسانية جمعاء".

 وقد حظي المشروع بقبول حسن، لكنه لم يُشفع برصد موارد كافية من قبل اليونسكو. وفي سنة 1954 لقى المشروع اهتماما أكبر بمناسبة انعقاد المؤتمر العام لليونسكو، عندما اقترحت اليابان من جديد إطلاق برنامج في مجال علوم البحار. وقد كُللت تلك المُحاولات بإنشاء أول هيئة مُكّلفة بتعزيز التعاون في مجال علوم البحار (الأوقيانوغرافيا) في ديسمبر 1960، وهي لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات.

وتضم اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات في عضويتها 150 دولة حتى الآن، ويتألف مجلسها التنفيذي من عضوية 40 دولة يتم انتخابها كل سنتين خلال اجتماعات الجمعية للجنة.

وعملت اللجنة، خلال 60 عاماً من وجودها، على إعادة توجيه أنشطتها تدريجياً نحو أنظمة المراقبة المنهجية المستمرّة مثل النظام العالمي لرصد المحيطات الذي أنُشئ سنة 1991، والمفهوم العام للتنمية المستدامة. وقد ركزت نشاطها في البحث وتبادل المعارف حول جميع المواضيع المتعلقة بالبحار والمحيطات.

 ومنذ سنة 2009 أنشأت اللجنة الدولية الحكومية للمحيطات نظام الإنذار المبكر ضد التسونامي والتخفيف من نتائجه في المحيط الهادئ الذي أُنشئ سنة 1965 لإنقاذ الأرواح، وصار نموذجاً يحتذى به لفائدة المناطق الأخرى المُعرضة للأخطار مثل المحيط الهندي، ومنطقة البحر الكاريبي، وشمال شرق المحيط الأطلسي، والبحر المتوسط.

وأخذت اللجنة الدولية الحكومية للمحيطات زمام المبادرة خلال العشرية الدولية لاستكشاف المحيطات (1971ـ1980) للتحسيس بأهمية علوم المحيطات. لذلك، من الطبيعي أن تصبح، بعد خمسين سنة، الوكالة الرائدة بمناسبة إعلان الأمم المتحدة فترة 2021ـ2030 عشرية علوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة.

-0- بانا /ع ب/ع د/22 يونيو 2021