الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

مؤتمر دعم استقرار ليبيا يؤكد على ضرورة تنظيم الانتخابات في ديسمبر المقبل

طرابلس-ليبيا(بانا)- هيمنت أعمال المؤتمر الدولي الوزاري حول مبادرة دعم استقرار ليبيا، على تغطية الصحف الليبية الصادرة هذا الأسبوع، حيث أبرزت أهمية هذا اللقاء الأول من نوعه على الأراضي الليبية والذي استعادت معه ليبيا إرادتها في تملك قرارها حيث كان فرصة للتفكير في مصير البلد والبحث عن حلول لأزمته.

كما تناولت الصحافة الليبية التوصيات الواردة في البيان الختامي لهذا الاجتماع الذي يأتي في ظرف حاسم للتأكيد على ضرورة تنظيم انتخابات عامة في 24 ديسمبر طبقا لخارطة الطريق، وكذلك خروج المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية من البلاد.

وعاد ملف الهجرة غير الشرعية في ليبيا أيضا إلى الواجهة بمناسبة مؤتمر دعم استقرار ليبيا، وأحداث العنف التي شهدتها مؤخرا مراكز احتجاز المهاجرين، سعيا لتوسيع محاربة الظاهرة ونقل المعركة ضدها من البحر إلى البر في جنوب ليبيا الذي تتدفق منه موجات المهاجرين.

صحيفة "الوسط" كتبت "من بلد ضيف أو مغيب عن مؤتمرات دولية تتعلق بشأنه، تتحول ليبيا اليوم وللمرة الأولى من بداية أزمتها، إلى مستضيف لمؤتمر دولي، فتستقبل العاصمة طرابلس عشرات الوفود الأجنبية، وسط إجراءات أمنية غير عادية، جراء الظروف التي تمر بها البلاد".

وتحت عنوان "للمرة الأولى ليبيا من ضيف إلى مستضيف.. وفود أكثر من 30 دولة يجتمعون في طرابلس"، قالت صحيفة الوسط "اللافت في المؤتمر الذي عُدّ عقده في حد ذاته حالة "استثنائية" أن يشهد حضورا دبلوماسياً منخفض المستوى، من قبل البلدان المتورطة في الصراع الليبي-الليبي، وبمشاركة 31 دولة ومنظمات دولية وإقليمية"

وبحسب الصحيفة، أوفدت أنقرة نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال وينطبق الأمر أيضاً على نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، إلى جانب نائب وزير خارجية ألمانيا نيلز أنين وأيضاً سفير الاتحاد الأوروبي بليبيا خوسيه أنطونيو ساباديل ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري دي كارلو.

ولم ينج المؤتمر من تساؤلات حول المغزى من انعقاده قبيل شهرين فقط من إجراء الانتخابات واستمرار الصعوبات في الخروج بقاعدة دستورية موحدة يجري على أساسها الاستحقاق، وذهب بعض متابعي المشهد حد التشكيك في العنوان الذي اختاره منظمو المؤتمر، وتساءلوا عما إذا كان العنوان الخفي هو حشد التأييد الدولي لتأجيل الانتخابات.

وأشار المقال إلى أن تركيز المؤتمر على المسارين الأمني والعسكري ثم الاقتصادي دون السياسي، يشير إلى أن الحكومة تحاول لفت أنظار الحضور إلى الصعوبة الأمنية في إجراء الانتخابات في الموعد المقرر، لذلك طالبت بتكليف لجنة دولية بتقييم الوضع الأمني بهدف تحديد مدى استعداداتها. خصوصاً وأن تسريبات دبلوماسية كشفت عن مناقشة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقد انتخابات برلمانية في 24 ديسمبر المقبل وتأجيل الرئاسية منها إلى العام المقبل بدعوى تعثر تسوية عدة ملفات أمنية على رأسها مغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة.

ووفق "الوسط"، ففي الوقت الذي يبدو فيه المجتمع الدولي متمسكاً بإجرائها في موعدها، يتساءل الخبير المتخصص بشؤون ليبيا في مركز أبحاث المبادرة العالمية جلال حرشاوي، بنبرة استنكارية عما وصفه بتباطؤ المسؤولين الليبيين في الإعداد للانتخابات، قائلاً "حتى أولئك الذين يعلنون أنهم مؤيدون للانتخابات لا يشاركون بإخلاص في العملية ولماذا يتسرع من لديه منصب ويتمتع بامتيازات في المخاطرة بفقدانها؟".

ووسط هذه الأجواء يأتي انعقاد مؤتمر "دعم استقرار ليبيا"، ويؤكد عديد المتابعين للمشهد الليبي أن ما سيصدر عن المؤتمر لن يتجاوز العموميات، ومضامين قرارات مجلس الأمن، ومخرجات المؤتمرات الدولية.

ويلفتون في الوقت نفسه إلى مدلولين مهمين لهذا المؤتمر؛ الأول، أنها المرة الأولى التي تجتمع فيها فعالية دولية بهذا المستوى تنعقد لأول مرة على أرض ليبية، وبمبادرة ليبية، والثاني، هو الاختبار الأمني، الذي قد يعطي في حالة نجاح الليبيين فيه، مؤشراً إيجابياً على إجراء الانتخابات المرتقبة، حسب نفس الصحيفة.

وتطرقت صحيفة "بوابة إفريقيا" الالكترونية، من جهتها، للبيان الختامي لمؤتمر دعم استقرار ليبيا، حيث أشارت إلى ترحيب الحكومة بعودة سفارات الدول للعمل من داخل العاصمة الليبية طرابلس، ودعوة باقي الدول لعودة عمل سفارتها من داخل العاصمة طرابلس.

وقالت الصحيفة إن البيان أكد على "الالتزام الدائم والثابت والقوي لحكومة الوحدة الوطنية بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية، ورفضها القاطع للتدخلات الاجنبية في الشؤون الليبية، وادانتها لمحاولات خرق حظر السلاح وإثارة الفوضى في ليبيا. 

ونقلت الصحيفة الإلكترونية عن البيان "التزام الحكومة التام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا بدءً من القرار 1970 والقرارات الـلاحـقــة، لا سيـمـا قــراري مجلـس الأمـن 2570 و2571، ومخرجات مؤتمري برلين (1) و(2)، وخارطة الطريق الصادرة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، ودعوة الجميع لتنفيذ هذه القرارات.

وشدد البيان أيضا على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة والاستحقاقات لبناء الثقة، وخلق بيئة مناسبة من أجل عقد الانتخابات الوطنية بشكل نزيه وشفاف وجامع في 24 ديسمبر 2021. وأكد عزم الحكومة الليبية الأخذ بزمام المبادرة في إطار قيادة الجهود الدولية لإنهاء الأزمة في ليبيا.

وبحسب نفس البيان، أعلنت الحكومة عن دعمها إطلاق لـ"مبادرة دعم استقرار ليبيا" يأتي كخطوة في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمري برلين حول ليبيا. 

وأضافت الصحيفة الإلكترونية الصادرة بالعربية، أن الحكومة الليبية تكؤد دعمها للجهود المبذولة من قبل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وخطة العمل التي تم إقرارها في الجولة الثالثة عشر لاعمال اللجنة التي عٌقدت بجنيف خلال الفترة من 6 إلى 8 أكتوبر 2021. 

وفي تناولها لملف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، قالت صحيفة "الوسط" إن الملف ازداد سخونة بعد توالي أحداث العنف والهرب التي شهدتها بعض مراكز إيواء المهاجرين في ليبيا، حيث أصدرت محكمة أيطالية أول حكم بالسجن لمدة عام على قبطان سفينة أجبر حوالي 100 مهاجر على العودة إلى ليبيا.

وطالب مسؤولون ليبيون بنقل معركة مكافحة الهجرة من البحر المتوسط إلى الجنوب الليبي، حسب الصحيفة.

ودعا عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، إلى ضرورة قيام البلدان الأوروبية بنقل معركة مكافحة الهجرة غير الشرعية "من البحر.. إلى جنوب ليبيا"، مؤكداً أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال العمل الأمني المشترك مع دول جوار ليبيا ومساعدتها على تأمين الحدود.

وخلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، غرق نحو 380 مهاجر كانوا يحاولون التسلل عبر البحر الأبيض المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا، وهو الرقم نفسه المسجل في العام الماضي بأكمله، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

وبحسب نفس الصحيفة، استشهدت المنظمة الدولية للهجرة بهذه الأرقام في بيان لها، بالإشارة إلى الفترة بين 1 إلى 7 أغسطس الماضي؛ حيث جرى "إنقاذ أو اعتراض" نحو 864 مهاجر في البحر وإعادتهم إلى ليبيا.

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 20 ألف مهاجر أعيدوا إلى ليبيا خلال 2021، بمن في ذلك 711 قاصر و1336 امرأة، مقارنة بـ11891 شخص في العام السابق بأكمله. وتابع المصدر أن هناك 629 مفقود و380 حالة وفاة خلال الفترة الزمنية نفسها.

-0- بانا/ي ب/س ج/24 أكتوبر 2021