وكالة أنباء عموم أفريقيا

التنسيق الفرنسي-الألماني لعقد مؤتمر حول ليبيا والتمديد للبعثة الأممية أبرز عناوين الصحف الليبية

طرابلس-ليبيا(بانا)- واصلت الصحف الليبية هذا الأسبوع تغطيتها للجهود الرامية إلى استئناف العملية السياسية المتوقفة منذ 4 أبريل الماضي، حيث تناولت التنسيق بين فرنسا وألمانيا لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا من المتوقع أن تستضيفه برلين الخريف القادم.

وكان تمديد مجلس الأمن الدولي لولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ورئيسها غسان سلامة، الموضوع الثاني في الصحف الليبية التي تناولت كذلك الوضع الاقتصادي في البلاد وانعكاساته على الظروف المعيشية للمواطنين.

وفي مقال بعنوان "ألمانيا وفرنسا تجريان مشاورات لعقد مؤتمر دولي" حول ليبيا كتبت صحيفة الوسط: "وسط جمود الموقف العسكري على محاور القتال بتخوم العاصمة طرابلس لليوم الـ157، تستمر التحركات الدولية الرامية لعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة الليبية، وكان أبرز هذه التحركات من جانب برلين، التي تجري مشاورات واسعة مع الشركاء الدوليين، لإنفاذ الفكرة التي تمخضت عنها قمة الدول السبع الكبار نهاية شهر أغسطس الماضي".

لكن الصحيفة ذكّرت بوجود أصوات أخرى في المقابل تتحدث عن ضرورة عقد مؤتمر بين الأطراف الليبية ليكون نواة للحل، وهو ما يصطدم بمخاوف من تكرار حوارات داخلية سابقة باءت بالفشل وسط استمرار الفجوات السياسية والعسكرية والأمنية.

وأشارت الصحيفة الليبية التي تصدر من القاهرة في مصر، إلى أن برلين أعلنت، على نحو مفاجئ -على لسان سفيرها لدى ليبيا أوليفر أوفكتزا- عن "عملية تشاور مع الشركاء الدوليين الرئيسيين" لعقد المؤتمر الدولي، مضيفا أن "العمل التحضيري الكافي مع هذه الجهود، سيؤدي إلى حدث دولي ذي مغزى في فصل الخريف الحالي".

ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات السفير الألماني جاءت عقب موقف آخر صدر عن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الأربعاء، في كلمتها أمام البرلمان في برلين، إذ قالت: "هناك وضع يتطور في ليبيا وقد يتخذ أبعادا مثل التي شاهدناها في سوريا"، مشددة على ضرورة "بذل كل ما بوسعنا لضمان عدم تصعيد الوضع إلى حرب بالوكالة وستقوم ألمانيا بدورها. وإذا لم تستقر الأوضاع في ليبيا فإن استقرار المنطقة الإفريقية بأسرها سيتزعزع".

وبيّنت الصحيفة ذاتها أن ألمانيا لم تكن هي الداعم الوحيد لعقد المؤتمر الدولي الذي اقترحته مجموعة السبع الكبار، إذ أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان "الحاجة الملحة إلى عقد مؤتمر دولي حول ليبيا" لإيجاد حل سياسي للأزمة.

ومن جانبه، يواصل المبعوث الأممي غسان سلامة، مشاوراته الدبلوماسية لحشد الدعم لهذا المؤتمر عبر عقد لقاءات مع سفراء دول كبرى هذا الأسبوع، حيث التقى القائم بأعمال السفارة البريطانية في ليبيا نيكولاس هوبتون، وسفيرة كندا إلى ليبيا هيلاري تشايلدز، وفقا لنفس الصحيفة.

وكان سلامة اقترح، في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي، خطة من ثلاث مراحل لمعالجة الوضع الراهن في ليبيا تبدأ بهدنة يتطلب تطويرها لخفض التصعيد والتوصل لاتفاق يقضي بوقف لإطلاق النار الدائم، ثم تنظيم مؤتمر دولي تشارك فيه الدول المعنية بليبيا يليه مباشرة ملتقى ليبي يضم الأطراف المحلية الفاعلة في الأزمة.

وخلصت "الوسط" إلى أن ما يعيق فكرة هذا الحوار، وحسب مراقبين، هو استمرار البيئة غير الملائمة لانعقاده، إذ تستمر الحرب على تخوم العاصمة طرابلس بين قوات القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج الموجودة في طرابلس والمعترف بها دوليا، وسط تحشيد عسكري بين طرفي القتال.

وفي موضوع آخر، تحدثت صحيفة "الوسط" عن تبني مجلس الأمن الدولي، الخميس، للقرار 2486 الذي مدّد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى 15 سبتمبر 2020، بقيادة الممثل الخاص للأمين العام، غسان سلامة.

وبحسب الصحيفة، فإن القرار الذي تقدمت بمشروعه المملكة المتحدة البريطانية وايرلندا الشمالية، ينص على أن البعثة ستتولى بوصفها بعثة سياسية متكاملة وبما يتفق تماما مع مبادئ السيادة الوطنية، ممارسة الوساطة وبذل المساعي الحميدة لدعم خمسة قضايا منها إجراء عملية سياسية شاملة وحوار أمني واقتصادي، والاستمرار في تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي.

ومن هذه القضايا كذلك توطيد الترتيبات التي اتخذتها حكومة الوفاق الوطني فيما يتعلق بالحكامة والأمن والشؤون الاقتصادية، بما في ذلك دعم الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية وإمكانية وقف ومراقبة إطلاق النار وقيادة المراحل اللاحقة من العملية الانتقالية الليبية، خاصة العملية الدستورية وتنظيم الانتخابات.

من جانبها، نقلت صحيفة "بوابة إفريقيا" رد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الذي رحب فيه بقرار مجلس الأمن التمديد لولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وأشارت الصحيفة الإلكترونية التي تصدر باللغة العربية، إلى أن المجلس الرئاسي شدد، في بيانه، على ضرورة وقف المواجهات في العاصمة، مؤكدا أن حكومة الوفاق الوطني ستتعاون "بجدية" مع الخبراء الدوليين على توحيد جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية وتطبيق الترتيبات الأمنية الواردة في الاتفاق السياسي الليبي وإكمال مشروع بناء وتفعيل قوات عسكرية وأمنية محترفة.

صحيفة "الوسط" تناولت تقريرا لوكالة فرنسية يصنف الاقتصاد الليبي ضمن "الاقتصادات الاستهلاكية" في إفريقيا نتيجة ضعف استثماره في التنمية البشرية، مقارنة مع الثروة ونسبة الفرد من الدخل الخام في ليبيا، وهو ما يضر برفاهية المواطن.

وفي تقرير صادر، الثلاثاء الماضي، صنفت وكالة "إكوفين" الفرنسية ليبيا في المركز الـ188 حسب نسبة الفرد من الناتج المحلي الخام ومؤشر التنمية البشرية، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن الاقتصادات الأكثر استهلاكا في العالم توجد في دول إفريقيا، وعلى رأسها ليبيا وغينيا الاستوائية وأنغولا والسودان.

وتأتي ليبيا في المركز الـ76 من حيث دخل الفرد لكنها في المركز الـ108 عالميا على مؤشر التنمية البشرية، حسب صحيفة التقرير الذي صنف روسيا في المركز الـ63 من حيث نسبة الفرد من الناتج المحلي الخام لكنها في المركز الـ49 على قائمة مؤشر التنمية البشرية.

وأشارت صحيفة "الوسط" إلى أن التقرير ذكر أن ليبيا التي تعتمد بالكامل على الإيرادات النفطية، تعيش صراعا سياسيا ومسلحا منذ قرابة تسع سنوات، ألحق أضرارا بالغة بمختلف الأنشطة الاقتصادية وأضعف مستوى الخدمات وخفض القدرة الشرائية لأغلبية السكان.

-0- بانا/ي ب/س ج/15 سبتمبر 2019