وكالة أنباء عموم أفريقيا

هل أصبح النزول إلى الشارع سلاح التخاطب لدى الفرقاء السياسيين بتونس؟

تونس العاصمة-تونس(بانا)- في مظهر جديد من تأزم الوضع السياسي في تونس، المتسم بالتنافر بين المكونات السياسية في تونس وخاصة بين رئيس الدولة من جهة ورئيس حركة "النهضة" ورئيس الحكومة من جهة أخرى، شهدت العاصمة التونسية، اليوم السبت، مسيرتين، الأولى أعدت لها حركة "النهضة" منذ أسبوع، والثانية مضادة للحركة نظمها "حزب العمال".

ومن الواضح أن قرار النزول إلى الشارع واختيار هذا التوقيت لم يكن صدفة، إذ جاء  كردة فعل على خصومة داحل الحركة وفي بقية المشهد السياسي بالبلاد، خاصة بعد قيام عديد الأحزاب والنواب بالتوقيع على عريضة لسحب الثقة من رئيس البرلمان الذي يرأس في الوقت ذاته حركة "النهضة"، إلى جانب محاولة ترميم التصدع الذي أصاب الحركة بالإستقالات المتتالية لعدد من قيادييها وفي مقدمتهم عبد الفتاح مورو، الذي دعا رئيس النهضة رشاد الغنوشي، نهاية الأسبوع الماضي، إلى "اعتزال السياسة"، واصفا دعوة حركة النهضة إلى التظاهر في الشارع بـ"الخطأ".

كما يأتي قرار تنظيم هذه المسيرة التي خاطب فيها الغنوشي أنصاره بمثابة رسالة إلى  الخارج على أنه لا يزال يمسك بخيوط اللعبة خاصة في ظرف تتحرك فيه بلدان أوروبية عديدة وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا والنمسا ضد جماعة "الإخوان" وتغلق عديد مؤسساتها.

وتزامنا مع المسيرتين، شهدت العاصمة تعزيزات أمنية مكثفة، وقد تم غلق جلّ الطرقات الرئيسية والأنهج المؤدية إلى الشوارع الرئيسية ومنع جولان العربات. 

وعلق الرئيس التونسي قيس سعيّد، على مسيرة حركة "النهضة" بالقول "تشاهدون اليوم للأسف كيف تظهر الأموال وتُهدر في العاصمة، ويتحدثون كلّ مساء عن الإفلاس"، في إشارة إلى تخصيص حركة النهضة 150 حافلة و100 سيارة أجرة لجلب أنصارها من مناطق مختلفة..

من جهته، قال الأمين العام للمركزية النقابية نور الدين الطبّوبي، في تعليقه على المسيرة، "أصبح لدينا منطق استعراض العضلات. وكنا نتمنى أن يكون استعراض العضلات من أجل إيجاد حلول ومخرجات لانتظارات الشعب التونسي".

وأضاف "عدنا إلى الإستقطابات الثنائية، وكان الأولى التخلي عن المناكفات السياسية وإيجاد حلول بعيدا عن صراعات الشارع".

بدوره، حذر عضو مجلس رئاسة حزب "أمل" أحمد نجيب الشابي، اليوم السبت، من خطورة الأوضاع التي آل إليها المشهد السياسي المتأزم في البلاد "وما أصبح يهدد استقرارها وأمنها القومي"، محملا حركة النهضة مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع في ظل ما وصفه بـ"استعراض قوة عضلاتها" عبر دعوة أنصارها إلى الخروج إلى الشارع للتظاهر.

وقال الشابي، في اجتماع عقده حزبه، "إن حركة النهضة سبق لها أن تصرفت بهذا المنهج واستعملت الشارع للصراع مع الدولة، الأمر الذي كانت له عواقب وخيمة وكارثية على الحياة السياسية وعلى أمن الدولة واستقرارها".

يذكر أن تونس تعيش على وقع أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية حادة، تجلت بالخصوص في أزمة التحوير الوزاري الأخير، بعد رفض رئيس الجمهورية قيس سعيد قبول الوزراء الجدد لأداء اليمين، وكذلك في تدهور المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، ما أدى إلى تصاعد الإحتجاجات في مناطق مختلفة من البلاد وإيقاف أكثر من ألفي شخص.

-0- بانا/ي ي/ع د/27 فبراير 2021