الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

استمرار التصعيد العسكري والاستعداد لمؤتمر برلين محور اهتمام الصحف الليبية

طرابلس-ليبيا(بانا)- ركزت الصحف الليبية الصادرة هذا الأسبوع على التصعيد العسكري المسجل في جبهات القتال بضواحي طرابلس، في الأيام الأخيرة، والذي صاحبته تصريحات من طرفي النزاع في ليبيا، من شأنها تأجيج التوتر، بينما تجري تحضيرات مكثفة لعقد مؤتمر برلين الدولي الهادف لإيجاد حل سياسي للأزمة، برعاية الأمم المتحدة.

وخصصت الصحافة الليبية كذلك حيزا هاما من تغطياتها للوضع الاقتصادي والإصلاحات الكفيلة بإحياء الاقتصاد الذي أنهكه انعدام الأمن في البلاد، ولظاهرة الاختفاء القسري والاختطاف التي تشهد تناميا يعكس استمرار الانفلات الأمني في بعض مدن البلاد.

وكتبت صحيفة "الوسط" تقول إن "التحضيرات التي تسبق مؤتمر برلين لتحقيق توافق بين الأطراف الخارجية حول الأزمة الليبية قبل انعقاد المؤتمر رافقها خطاب انقسام أطراف الداخل، تمثل في تصعيد كلامي وعسكري أيضا، بينما تجاوزت حرب العاصمة شهرها السابع دون تحقيق حسم عسكري من قبل أي من طرفيها".

وفي مقال بعنوان "تصعيد كلامي وميداني في الداخل يواكب تحضيرات برلين"، ذكرت "الوسط" أنه "بينما جدد القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر تمسكه بالمضي قدما في هذه الحرب حتى تحرير العاصمة، أكد رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، من جهته، تمسكه بالمضي قدما في المواجهة، ودحر العدوان على العاصمة. وبدا الخطابان كخطين متوازيين لن يلتقيا".

ونقلت صحيفة "الوسط" الأسبوعية التي تصدر في العاصمة المصرية القاهرة عن المشير حفتر قوله في مقابلة صحفية مطولة "سندخل العاصمة... عاجلا وليس آجلا".

ولاحظت الصحيفة أنه على الجانب الآخر، جاء موقف كل من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري اللذين أكدا على ضرورة استمرار القتال ضد ما اعتبراه "عدوانا على العاصمة طرابلس"، وجددا رغبتهما في "دحر العدوان، والعمل على تسخير جميع الإمكانات للوصول إلى هذا الهدف".

واعتبرت "الوسط" أن "هذا الخطاب المتناقض كان وراء التصعيد العسكري جوا وبرا، ولم يخفف من حدة الاتصالات الجارية لعقد مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، ومنها تلك التي جرت في مدينة زوارة الليبية (120 كيلومتر غرب العاصمة طرابلس) القريبة من الحدود التونسية، وعدد من عواصم دول الجوار".

وأوضحت الصحيفة أن "هذه اللقاءات قدمت رؤية شبه واضحة لأجندة المؤتمر، وهي أجندة تضع كرة النتائج المتوقعة في ملعب الدول الخمس الكبرى التي بات التركيز الأساسي على مشاركتها مثار استياء الليبيين أنفسهم".

وأوردت الصحيفة -نقلا عن مصدر دبلوماسي- أنه من المقرر أن تعود الأزمة الليبية إلى جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المزمع عقده يوم الإثنين المقبل في بروكسل، موضحا أن "الوزراء الأوروبيين سيناقشون المبادرة الألمانية الهادفة أساسا للتقريب بين مواقف المجتمع الدولي وضمان تماسك أكبر بين الأوروبيين".

ولدى تطرقها للوضع الاقتصادي في ليبيا، استندت بوابة إفريقيا الاخبارية الليبية، من جهتها، إلى رأي الخبير الاقتصادي الليبي محسن الدريجة الذي اعتبر أن"توحيد سعر صرف الدولار وتخفيضه هو الخطوة الصحيحة لإصلاح الاقتصاد الليبي وتحسين دخل المواطن".

وصرح الدريجة في وثيقة تحليلية بعنوان "إصلاحات مع وقف التنفيذ" أن "عملية فرض الرسوم على مبيعات العملة الصعبة حققت بعض النجاحات المحدودة، أبرزها تحسن وضع السيولة (وإن كانت الطباعة أيضا لها دور)، وانخفاض سعر الصرف، مما خفض أسعار سلع كثيرة".

وأشار الدريجة، وفقا للصحيفة، إلى أن "أحد أهم أهداف فرض الرسوم، وهو بديل لتغيير سعر الصرف، يتمثل في تخفيض عرض النقود من خلال تخفيض كمية الدينار المتوفرة في الأسواق حتى يتعافى سعر الصرف وتنخفض الأسعار وتكون القوة الشرائية للدينار أكبر".

وتابع الخبير الاقتصادي، بحسب ما نقلته عنه "بوابة إفريقيا الإخبارية" الناطقة بالعربية أن "شرط نجاح هذه السياسة هو تخصيص جزء كبير من رسوم بيع العملة الصعبة لسداد الدين العام الذي تراكم على الحكومات المتتالية"، موضحا أن "هذا يحقق هدفا آخر وهو تخفيض كمية الدينار التي طبعت خلال السنوات الماضية والأرصدة التي تكونت بسبب توسع إنفاق الحكومة".

وفي معرض حديثها عن انعدام الأمن، ذكرت صحيفة "الوسط" أنه مع استمرار الفوضى الأمنية الناجمة عن غياب الدولة ومؤسساتها، سيما الأجهزة الأمنية، وتعطل السلطة القضائية التي تساهم في الحد من الإفلات من العقاب في ليبيا، ما تزال عمليات الاختطاف والاخفاء القسري تطال رجالا ونساء بدون استثناء من طرابلس إلى بنغازي (شرق البلاد)، مرورا على سبها (جنوبا)، وباقي مناطق ليبيا، حيث يواصل منفذوها -المجهولون حتى الآن- ارتكاب عملياتهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن أشهر حالة اخفاء قسري مرتكبة ذهبت ضحيتها النائبة في مجلس النواب (البرلمان) ببنغازي سهام سرقيوة.

وأوضحت "الوسط" أنه "منذ انقطاع الاتصال بسهام سرقيوة، يوم 17 يوليو الماضي، بعد اعتراضها من قبل مسلحين، باتت قضية خطف النساء في ليبيا تكبر شيئا فشيئا، مثل كرة الثلج، سواء كان الخطف لدوافع سياسية أو لتأويلات دينية متشددة، كما يذهب بعض المحللين المتابعين لحالات الخطف الأخيرة".

وتابعت الصحيفة أن آخر حلقة في مسلسل الخطف حدثت يوم الثلاثاء الماضي، بعد إعلان لاعب نادي "النصر الرياضي" أحمد الحاسي أن السيدة الليبية التي تم خطفها من منزلها بقوة السلاح، منتصف أكتوبر الماضي، في منطقة بوصنيب غرب مدينة بنغازي هي والدته، مقبولة الحاسي.

وكتب الحاسي ،في منشور عبر حسابه على الفيسبوك أوردته الصحيفة، قائلا "يوم الأربعاء 16 أكتوبر شهد اختطاف والدتي من المنزل في مدينة بنغازي منطقة بوصنيب على تمام الساعة 3:45، من قبل عصابة مسلحة".

وأضاف الحاسي "بعد تتبعنا الكاميرات، تحصلنا على نوع السيارات وصورة أحد الخاطفين"، بحسب ما أفادت به الصحيفة التي لاحظت أن الحاسي أرفق صورة للشخص الذي أشار إلى أن كاميرا المراقبة صورته.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصدرا أمنيا أكد قيام مجموعة مسلحة بخطف ليبية من منزلها بقوة السلاح في منطقة بوصنيب، غربي مدينة بنغازي، يوم 14 أكتوبر الماضي.

-0- بانا/ي ب/ع ه/ 09 نوفمبر 2019