الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

وزيرة الخارجية الليبية تعلن عن مبادرة في مؤتمر "برلين2" لتمكين الليبيين من زمام أمرهم

طرابلس-ليبيا(بانا)- أعلنت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، بمناسبة مرور 100 يوم على رأس الوزارة، والتي تتزامن مع انعقاد مؤتمر "برلين 2" على مستوى وزراء الخارجية، أنها ستقدم أمام هذا المؤتمر مبادرة وطنية تسمى "مبادرة استقرار ليبيا" وتهدف إلى تمكين الشعب الليبي من تملك مصيره بنفسه.

وقالت المنقوش، في خطاب عبر التلفزيون قبل توجهها إلى مؤتمر برلين 2، إنها عملت بعد توليها رئاسة الدبلوماسية الليبية، وبوصفها سلطة تنفيذية موحدة على إعداد "مبادرة وطنية ليبية تهدف -ولأول مرة منذ سنوات- إلى أن يأخذ الشعب الليبي زمام أمره ويقود بنفسه هذه العملية بالتعاون مع الدول المشاركة والداعمة لاستقرار بلادنا".

وأوضحت أن هذه المبادرة ستقترح إنشاء مجموعة عمل دولية تترأسها ليبيا، مضيفة أن "هذه المجموعة ستجتمع بصورة دورية على مستوى وزراء الخارجية، وتهدف إلى دعم وتعزيز الرؤية الليبية لحل الأزمة بما يتضمنه ذلك من تكريس السيادة الوطنية وتحرير القرار الليبي ودعم ومساندة السلطات الليبية في تنفيذ خططها السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية بما يخدم مصالح شعبنا".

وأشارت وزيرة الخارجية الليبية إلى أن مائة يوم على رأس الوزارة تتزامن مع انعقاد مؤتمر برلين 2 الذي سيُخصص لمراجعة ما تم انجازه من مخرجات مؤتمر برلين الأول المنعقد في 19 يناير 2020، الذي أسهم بشكل كبير في وقف إطلاق النار ودفع العملية السياسية نحو الأمام، ممّا أتاح الفرصة لعقد ملتقى الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة والذي بدوره أقرّ خارطة الطريق للمرحلة التمهيدية للحل الشامل.

وقد تبنت العملية السياسية في ليبيا المنبثقة عن آلية مؤتمر برلين خارطة طريق أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي وتتضمن تنظيم انتخابات عامة في 24 ديسمبر القادم بإشراف سلطة تنفيذية موحدة موقتة، مؤلفة من المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، يُعهد إليها بتوحيد مؤسسات الدولة وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتحقيق المصالحة الوطنية.

وفي هذا الاطار، ذكّرت وزيرة الخارجية الليبية بأنها قامت بعدة زيارات دولية شملت الأطراف الفاعلة والمؤثرة دولياً، وشاركت في عدة مؤتمرات ومنتديات ولم يكن همها، في ذلك، إلا أجندة ليبيا، مع الحرص تمامَ الحرص على إبلاغ الجميع ودون استثناء برغبة الليبيين وإرادتهم الحازمة "في التخلص من كافة مظاهر التدخل الأجنبي السلبي".

وفي هذا الصدد، أكدت أنها عملت مع الشركاء الإقليميين والدوليين على استصدار قرار مجلس الأمن الأخير، والذي كرّس وأضفى شرعية دولية على مخرجات ملتقى الحوار الليبي بكل ما يوجِبه ذلك من إلزامية للجميع ودون استثناء.

وأضافت "نحن اليوم على أعتاب قمة دولية أخرى تتدارس الشأن الليبي في ملتقى برلين الثاني والتي سنقصدها وفي جعبتنا رؤية ليبية خالصة تهدف لتعزيز الآليات لتنفيذ قرارات الليبيين ومجلس الأمن ومخرجات برلين المرتقبة".

وأشارت إلى أنه خلال فترة انعقاد مؤتمر برلين الأول، كانت ليبيا تعاني من انقسام على مستوى السلطة التنفيذية، مما منع الليبيين حينها من توحيد جهودهم والدفع بمطالب واضحة وموحدّة تحقق تطلعاتهم، فلم يكن الصوت الليبي وهو المعني الأول حاضرا بشكل أساسي ومنظم.

أما اليوم -تضيف الوزيرة- فقد توحدت السلطة التنفيذية وصار لليبيا مجلس رئاسي وحكومة واحدة نالت ثقة مجلس النواب، مما يمكّن من طرح مبادرة وطنية ليبية لكل الليبيين، لها أهداف واضحة دون انحياز لأي طرف.

وبحسب المنقوش، ترتكز المبادرة على بنود خارطة الطريق التي قررها ملتقى الحوار السياسي الليبي وأعطى للسلطة التنفيذية مهمة تنفيذها، والتي نصّت في أول مادة فيها على بسط السيادة الوطنية على كامل الأراضي الليبية وإنهاء الوجود الأجنبي، وتحرير القرار السياسي الوطني من أي إكراه داخلي أو خارجي، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة، والأهم من ذلك أن يكون هدفها الأسمى هو تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر 2021.

وأضافت: "لقد لاحظنا منذ مؤتمر برلين الأول إلى اليوم أن هناك خللا واضحاً وتلكّؤا في تنفيذ نصوصه الموضوعة، رغم توحد السلطة التنفيذية وتوقيع وقف إطلاق النار وبوادر فتح الطريق الساحلي".

وأكدت وزيرة الخارجية الليبية أنّ "هناك تباطؤا في تنفيذ بقية البنود، ولذلك استدعى الأمر أن نفكر بصيغة عملية نطرحها في هذا المؤتمر تهدف إلى وضع برنامجٍ زمني محدد لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بالخصوص وخلاصات برلين، فلا يُمكن أن نقبل بأن تظل النصوص حبرا على ورق".

وبيّنت أن "النصّ يستمد قوته حين يطبق على أرض الواقع، وهذا التطبيق يستلزم في حالتنا آلية عملية تمزج بين العامل الداخلي والخارجي لما تشهده أزمتنا من تداخل بين هاذين العاملين. وإنّي متأكدة اليوم من أن الشعب الليبي مجمع على مطالب موحدة يستطيع من خلالها أن يسترد سيادته على أرضه ويحرر قراره وينهي كافة أشكال التدخل الأجنبي. هذه المطالب هي تطلعاتنا كلنا ونحن كسلطة تنفيذية لن نكون إلا انعكاسا صادقاً لرغبات شعبنا".

ولذلك، تؤكد المنقوش أن مبادرة استقرار ليبيا -مبادرة الشعب الليبي- ستركز على خلق آليات تنفيذية لحل المشكل الأمني والاقتصادي، تهدف إلى توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، وتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ شروطه بما في ذلك وضع برنامج زمني واضح لانسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة.

وأكدت الوزيرة الليبية أن رسالتها في مؤتمر برلين الثاني "ستكون واحدة بأن الشعب الليبي هو من سيقرر وعبر صناديق الانتخاب من يترأس بلاده ومن يشرّع قوانينه"، مضيفة "سيكون هدفنا أيضاً واحدا وهو المصالحة بين كل مكونات شعبنا الحر الأبي، وسيكون مطلبنا واحدا وهو إخراج كل وأي مسلح أجنبي دون تفضيل أو تمييز، وسنُسمع العالم صوتنا في حقنا في ثرواتنا وفي إنهاء فساد الجشعين والمفسدين في أرضنا وأرزاقنا، وبأن خيراتنا لنا جميعاً وبعدالة بيننا، ووفق ما يتطلبه العيش المشترك الكريم لكل مكونات شعبنا".

-0- بانا/ي ب/س ج/22 يونيو 2021