الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

أزمة كورونا تعصف بالصناعات التقليدية في تونس

تونس العاصمة-تونس(بانا)- يعيش قطاع الصناعات التقليدية في تونس وضعا حرجا للغاية، بسبب تداعيات أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) التي أثرت بدورها مباشرة على قطاع السياحة الذي يترنح هو الآخر والذي كان المحرك الأساسي لإنعاش الصناعات التقليدية بحكم علاقتها بالسياحة تكوينا وتسويقا.

وحذر رئيس الجامعة التونسية للصناعات التقليدية صالح عمامو من تداعيات هذه الأزمة على القطاع الذي توقفت جلّ مؤسساته عن النشاط وأغلقت حوالي 40 بالمائة منها أبوابها.

وتعتبر تونس من البلدان الأشد محافظة على صناعاتها التقليدية بفضل ضمانها لمعاش آلاف العائلات. ويلاحظ الزائر لأسواق المدينة العتيقة بالعاصمة أو في أسواق كبرى المدن كسادا واضحا يخيم على هذا القطاع الذي يستقطب أكثر من 350 ألف حرفي، أي ما يساوي 11 % من اليد العاملة الإجمالية في البلاد، ويضم 1890 مؤسسة في مختلف مناطق البلاد. 

وتزخر تونس بنحو مائة حرفة في الخزف والفخار والنسيج والحياكة والتطريز والنحاس والحرير والخشب، تعكس عمق مخزونها الحضاري والتراثي، حسب تنوع المناطق وما يتوفر فيها من مواد، حتى صارت أسماء عائلية متداولة تعرف بما برعت فيه من صناعات. 

وتشتهر كلّ مدينة أو قرية بأنواع محددة من هذه الصناعات. فمدينة القيروان على سبيل المثال تشتهر بنسج الزّرابي وطرق النّحاس، وصناعة "المقروض" وهي حلويات شعبية، في حين تشتهر منطقة "الجريد" بالجنوب الغربي بنسج البرنوس، ومنطقة سجنان بصناعة الخزف، كما تشتهر دار شعبات بالنقش على الحجر، وفي الخزف جربة ونابل وسجنان، وفي المرجان مدينة طبرقة. وضمن المنتوج الواحد تتميّز كلّ منطقة بأنواع معيّنة وبخصوصيّات أصيلة، فلباس المرأة التقليدي دالّ على موطنها وأصلها. 

ويرتبط نشاط قطاع الصناعات التقليدية بالسوقين الداخلية والخارجية. وبالنسبة للسوق المحلية تدهورت القدرة الشرائية للمواطن مما جعل المنتوجات التقليدية من الكماليات، وبخصوص السوق الخارجية، أصبح النشاط السياحي شبه متوقف، فأصاب الكساد ترويج المنتوجات.  

وكان قطاع الصناعات التقليدية شهد انتكاسة سابقة بانهيار السياحة على أثر الهجمات الإرهابية التي عرفتها البلاد بعد أحداث 2011، ليظل وضع هذا القطاع ضبابيا.

-0- بانا/ي ي/ع د/16 أكتوبر 2020