وكالة أنباء عموم أفريقيا

مجموعة الحكماء تدين الفظائع المرتكبة في السودان والكونغو الديمقراطية

داكار-السنغال(بانا)- أدانت مجموعة الحكماء، وهي منظمة مستقلة تتألف من قادة عالميين يسعون لتحقيق السلام والعدالة وحقوق الإنسان والارتقاء بكوكب مستدام أسسها الرئيس الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا سنة 2007 ، المعاناة الإنسانية المستمرة في السودان والكونغو الديمقراطية.

وحثت المجموعة، في بيان صدر عنها يوم الثلاثاء، قادة البلدين على "التحرك الآن" لضمان حماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، وتسريع مفاوضات السلام، مسترشدين بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان.

وأكد البيان أن الأدلة الدامغة على الفظائع المرتكبة في السودان خلال الأسابيع الأخيرة في سياق الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر يجب أن تجبر جميع أطراف النزاع ورعاتهم على تغيير المسار.

وأشارت مجموعة الحكماء إلى إعلان حالة المجاعة في السودان، حيث يواجه 21 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وجاء في البيان "يجب على الأطراف الخارجية التي تسببت في تفاقم النزاع أن تنهي على الفور أي انتهاكات لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة وأن تمتثل بشكل كامل لالتزاماتها الدولية".

وأوضحت المجموعة أن الأطراف المتحاربة الرئيسية "يجب دفعها للموافقة على الهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر" التي اقترحتها المجموعة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية.

وحثت منظمة الحكماء أيضا الأطراف على الدخول في محادثات فنية مع الأمم المتحدة بشأن خفض التصعيد وحماية المدنيين.

ولاحظ البيان أن “المستويات الحالية للمعاناة وانتهاكات الحقوق في السودان مروعة”، مضيفا أن "مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كشف عن حالات اغتصاب جماعي لنساء في الفاشر من قبل قوات الدعم السريع. يجب دعم المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الفظائع التي ارتكبتها جميع الأطراف ومحاسبة الجناة".

ولفت البيان إلى أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1820، المصادق عليه قبل 17 عاما، سعى لترسيخ نهج عدم التسامح على الإطلاق مع العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، "إلا أن هذه الجرائم المروعة ما تزال مع ذلك منتشرة دون عقاب في السودان والكونغو الديمقراطية وصراعات في أماكن أخرى".

وفيما يتعلق بالكونغو الديمقراطية، أعربت منظمة الحكماء عن "استيائها الشديد" من الكلفة البشرية المتفاقمة للنزاع في شرق البلاد.

وذكر البيان أن "ربع عدد السكان يواجهون انعدام الأمن الغذائي، ونزح قرابة 6 ملايين شخص عن ديارهم بسبب النزاع وانعدام الأمن. لقد انفجر العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، إذ تتعرض امرأة واحدة للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي كل 4 دقائق وطفل واحد كل نصف ساعة".

وطلبت منظمة الحكماء من رواندا الامتثال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2773 المتعلق بهذا النزاع، سيما بنوده التي تطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وانسحاب قوات الدفاع الرواندية من أراضي الكونغو الديمقراطية دون شروط مسبقة، وتفكيك الإدارات الموازية غير الشرعية التي أنشأتها “حركة 23 مارس” (إم 23).

وتابع البيان أن حكومة الكونغو الديمقراطية في كينشاسا يجب أن تحترم، هي الأخرى، التزاماتها بضمان حماية المدنيين، مضيفا أن الوقت قد حان لمحاسبة الجناة لإنهاء دوامة العنف والإفلات من العقاب المفرغة.

ورحبت منظمة الحكماء بجهود السلام التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر والاتحاد الإفريقي، مؤكدة أن مفاوضات السلام يجب أن تحترم السيادة الوطنية وحقوق الإنسان والعدالة في جوهرها، بدلاً من المصالح التجارية.

وأعربت منظمة الحكماء عن أسفها لأن "العالم تجاهل العواقب الإنسانية بعيدة المدى لهذين الصراعين لفترة طويلة جدا. إن كيفية استجابة المجتمع الدولي الآن تعد اختبارا لإنسانيتنا المشتركة".

وتتمثل رؤية المجموعة في "عالم يعيش فيه الناس بسلام، واعين بإنسانيتهم المشتركة ومسؤولياتهم المشتركة تجاه بعضهم البعض وتجاه الكوكب والأجيال القادمة، ويسود فيه احترام عالمي لحقوق الإنسان، ويتم اجتثاث الفقر، ويتحرر الناس من الخوف والقمع، ويكونون قادرين على تحقيق إمكاناتهم الحقيقية".

-0- بانا/م أ/ع ه/20 نوفمبر 2025