وكالة أنباء عموم أفريقيا

غوتيريش: إفريقيا وأوروبا قادرتان على بلورة نظام عالمي أكثر عدلا

لواندا-أنغولا(بانا)- صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن العالم يتحول بسرعة نحو نظام متعدد الأقطاب حيث تتوزع السلطة على عدة مناطق بدلا من تركّزها في منطقة أو اثنتين.

وحذر أنطونيو غوتيريش، مع ذلك، خلال قمة الاتحاد الإفريقي-الإتحاد الأوروبي التي استضافتها العاصمة الأنغولية لواندا يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، من أن هذا التحول لن يضمن الاستقرار.

ولفت إلى أن “التعددية القطبية وحدها ليست ضمانة للسلام”، موضحا أنها قد تؤجج التنافس بدلا من التوازن في غياب تعاون قوي.

واعتبر غوتيريش، في كلمته خلال القمة، أن الاتحاد الإفريقي، الذي يمثل الكيان الاقتصادي والسياسي للقارة، والاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة عضو، يمكنهما أن يشكلا "محورا مركزيا" لنظام عالمي أكثر عدلا.

وأكد أن ذلك من شأنه تصحيح "المظالم التاريخية" ومنح البلدان المستبعدة منذ فترة طويلة من صنع القرار العالمي صوتا حقيقيا.

وأوضح غوتيريش أن القواعد المالية الحالية “جائرة وغير فعالة”، حيث تظل عدة بلدان إفريقية عالقة في سداد الديون الذي لا يترك أي مجال يذكر للاستثمار.

ودعا إلى إلغاء الديون التي لا يمكن تحملها، وزيادة القوة الإقراضية لبنوك التنمية متعددة الأطراف بثلاثة أضعاف، وضمان استفادة أكبر للدول السائرة على طريق النمو من التمويل العالمي.

وقال للقادة “معا، يمكنكم وضع حد لظلم الفقر”، مؤكدا أن القارتين يمكنهما كذلك بالعمل معا معالجة الضغوط الكامنة وراء الهجرة غير النظامية والنزوح.

ولاحظ الأمين العام الأممي أن إفريقيا تتمتع بإمكانات هائلة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والعديد من المعادن اللازمة لتقنيات الطاقة النظيفة، متوقعا أن يتضاعف الطلب على هذه المعادن بثلاث مرات في آفاق 2030 ، ما يتيح فرصة لتجاوز تصدير المواد الخام وإقامة الصناعات التحويلية داخل القارة.

وتابع أن “إفريقيا لديها الموارد وقوة عاملة شابة. وأوروبا لديها رأس المال والمعرفة الفنية”، مؤكدا أن شراكة حقيقية في مجال الطاقة النظيفة يمكنها أن تحقق نموا مشتركا طويل الأمد.

من جهة أخرى، أشار غوتيريش إلى “ميثاق المستقبل” الذي جرى الاتفاق عليه السنة الماضية، باعتباره دليلا لإصلاح نظام السلام والأمن.

ودعا الأمين العام إلى مقاعد دائمة لإفريقيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، معتبرا ذلك خطوة كفيلة بتصحيح "ظلم تاريخي عميق" وتحسين قدرة المجلس على الاستجابة للأزمات.

وحذر غوتيريش من أن القوة العالمية في حالة تغيّر مستمر، موضحا أن العالم بحاجة إلى تعددية قطبية مترابطة في مواجهة خطر الانقسام.

وأضاف أن إصلاح التمويل العالمي، وتسريع العمل المناخي، وإعادة تشكيل هياكل السلام والأمن، بما يشمل معالجة استبعاد إفريقيا من مجلس الأمن، كلها عناصر أساسية لبناء ما اعتبره "نظاما أكثر عدلا ومساواة".

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن إفريقيا وأوروبا قادرتان معا على دفع هذه التغييرات والإسهام في تحويل اضطرابات اليوم إلى "عصر جديد من الأمل"، على حد تعبيره.

-0- بانا/م أ/ع ه/ 26 نوفمبر 2025