الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

عودة الإرهاب والهلع من"كورونا"، أبرز اهتمامات الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- استأثرت العملية الإرهابية التي جدّت يوم الجمعة الماضي بمحيط السفارة الأمريكية بتونس، باهتمام افتتاحيات أغلب الصحف التونسية الصادرة يومي السبت والأحد التي أجمعت على أن مقاومة الإرهاب واستئصاله وتحصين المجتمع من شروره تحتاج أكثر من التنديد ومن التهديد والوعيد والكلام المنمق الذي يجيده الساسة لنعت الإرهابيين وإدانة فعلهم الدنئ.

وأكدت أنه "باستثناء إقدام وشجاعة واستبسال أبناء المؤسستين الأمنية والعسكرية، لا نرى سوى سياسيين يبرزون إفلاسهم وقصورهم عن وضع السياسات والخطوات الجذرية لتجفيف المنابع التي يتغذى منها الإرهاب وفي طليعتها مقاومة الفقر والبؤس والحرمان والتهميش".

واعتبرت جريدة (الصحافة) أن المناخ السياسي الذي سبق العملية الإرهابية اتسم بالعنف اللفظي والتكفيري والإقصاء ومنطق التآمر وعودة اللغة المشجعة على الإرهاب لتجد منفذا لها حتى في وسائل الإعلام التي لم تعد تستحي من استضافة أناس معروفين بميولاتهم الإرهابية.

وتساءلت الجريدة: هل ستكون هذه العملية حافزا معنويا لتغير الطبقة السياسية والإعلامية سلوكها المنفلت؟

وفي سياق متصل، رصدت جريدة (الصباح) مواقف وانطباعات خبراء ومحللين حول العملية الإرهابية، لافتة إلى أنه منذ اللحظات الأولى للإعلان عنها تعددت الإستنتاجات والتعليقات بربط الحادثة بما يجري من تشنج وتصاعد لوتيرة العنف اللفظي والتكفير وخطاب الكراهية تحت قبة البرلمان.

وفي صحيفة (الصريح)، كتب مرتجى محجوب عندما توجد على الساحة السياسية أحزاب دينية تكفر بالديمقراطية وتعتبرها "صناعة غربية خبيثة" وتتبنى صراحة وبصفة علنية مشروع دولة شمولية تيوقراطية، فإن ذلك يساهم ويمثل مرجعية فكرية لتيارات إرهابية واجرامية.

وخلص إلى التأكيد على أنه حان الوقت لمنع توظيف الدين أو العرق أو الطائفة في العمل السياسي صلب قانون الأحزاب الجديد ليشكل بداية لاستراتيجية وطنية لمقاومة الإرهاب.

ودعت جريدة (الشروق)، من جانبها، إلى وضع استراتيجية متكاملة لتجفيف منابع ثقافة التشدد واستبدالها بثقافة التسامح والتعدد من جهة، والتعجيل بوضع سياسات تشغيل الشباب العاطل وتحسين ظروف معيشته لتحويله من صيد محتمل لشبكات الإرهاب إلى جدار صدٍّ لها في الميدان.

وفي الشأن السياسي، تطرقت صحيفة (الصباح) إلى العلاقات المتوترة والمتشنجة في المشهد السياسي، معبرة عن استغرابها مما يجري تحت قبة البرلمان من تصرفات عدد من البرلمانيين واستهتارهم بمصلحة البلاد، مشيرة، في هذا المقام، إلى أن "أحسن مثال على ذلك ما حصل حين أسقط البرلمان أحد أهم القوانين التي تدعم مصلحة تونس الإقتصادية ألا وهو مشروع القانون المتعلق باتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية" التي دخلت حيز التنفيذ منذ 30 مايو 2019 ووقعت عليها الحكومة التونسية في 21 مارس 2018 بمدينة كيغالي بروندا.

وبخصوص حالة الهلع التي تنتاب التونسيين من خطر فيروس كورونا، قالت صحيفة (الشروق) برغم أن تونس لم تسجل إلى حد الآن سوى حالة وحيدة، إلا أن ما يتردد من أخبار حول وضع كثيرين تحت الحجر الصحي الإحتياطي زاد من مخاوف الناس وأربك الحياة اليومية، إلا أنها تساءلت في الوقت ذاته : هل أن تسجيل حالة إصابة واحدة يستحق كل هذا الخوف والفزع؟

وتطرقت جريدة (الصحافة) إلى الحديث عن أثر هذا الفيروس على الإقتصاد بتونس، مشيرة إلى أن التداعيات سيكون لها تأثير مباشر خاصة على مستوى القطاع السياحي، حيث تم إلغاء أغلب الحجوزات منذ شهر، كما أن المجموعات الكبرى للشركات العالمية قد ألغت كل سفراتها إلى تونس وكذلك إلى بقية دول العالم.

-0- بانا/ي ي/ع د/08 مارس 2020