الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

عدد من خبراء أمن الكومبيوتر يشككون في اتهامات التجسس ضد المغرب

الرباط-المغرب (بانا) - شكك العديد من خبراء أمن الكمبيوتر في الاتهامات التي وجهها اتحاد إعلامي ضد المغرب بالتجسس على الصحفيين والسياسيين باستخدام برنامج "بيغاسوس" التابع لشركة (إن إس أو)  NSO الإسرائيلية.

وكشف تجمع إعلامي مؤخرا أن أرقام هواتف عدد من السياسيين من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوار فيليب و14 عضوا في الحكومة الفرنسية، كانت ضمن قائمة أرقام اختارها جهاز أمن في المغرب لمراقبتها بواسطة نظام التجسس بيغاسوس.

ورفض المغرب كل هذه الاتهامات، وأعلن مكتب المدعي العام المغربي، الأربعاء الماضي، فتح بحث قضائي حول "مزاعم وادعاءات باطلة، تضمنتها مواد إخبارية صادرة عن صحف أجنبية، تنسب للسلطات المغربية العمومية اتهامات، وتقحم المؤسسات الدستورية الوطنية في قضايا تمس بالمصالح العليا للمملكة المغربية". 

واعتبر عدد من الخبراء أن كل تلك الاتهاكمات الموجهة للمغرب غير ذات أساس. 

وأشارت خبيرة أمن الكمبيوتر النرويجية رونا ساندفيك ، التي برزت في مجلة "فوربس" قبل أن تصبح رئيسة قسم أمن الكمبيوتر في صحيفة نيويورك تايمز، إلى وجود تناقض في الاتهامات التي أوردتها وسائل الإعلام المذكورة.

وقامت من خلال 10 تغريدات بنشر مقتطفات من مقالات نشرتها وسائل إعلام مختلفة توضح من خلالها التناقضات ذات الصلة بمصادر المعلومات المذكورة.

ومن جانبه ذكر The Grugq ، وهو خبير مرموق في الأمن السيبراني، وفقا لمجلة Forbes ، والذي تم الاستشهاد به مرارا وتكرارا في مقالات متخصصة في الميدان في The New York Times و Washington Post و Forbes و Wired و TechCrunch و BoingBoing و VICE و BBC News، ذكر هذا الخبير أن القائمة المعنية بأرقام الهواتف الخاصة تلك قد لا تكون لشركة  NSO التي هي صاحبة نظام بيغاسوس ولكن بنظام "Circles" ، وهو برنامج تجسس إسرائيلي آخر.

وخلص الخبير إلى أنه يمكن أن تكون قوائم نظام ”Circles" محيلا بذلك الى تغيير كامل في وجهة التحقيقات ومساراته . ويذهب الخبير إلى أبعد من ذلك وينتقد الأرقام المبالغ فيها التي قدمتها منظمة العفو الدولية ومنظمة "القصص المحظورة" Forbidden Stories الشريكة في تلك التسريبات، وكل الهرج الذي رافق ذلك مشككا في كل هذه الاتهامات.

خبير ثالث مشهور عالميا شكك في كل تلك الرواية وهو نديم قبيسي ، الباحث اللبناني الشهير في علوم الحاسوب والتشفير التطبيقي.

وقال قبيسي، في سلسلة تغريدات، إنه من السهولة اختلاق أدلة قرصنة لنظام بيغاسوس للتجسس وذلك "في 30 ثانية" على حد قوله، خلال استراحة الغداء.

وأضاف إن أدلة منظمة العفو و  Forbidden Stories في رأيه ، ضعيفة للغاية، لأنها تستند بشكل أساسي إلى ما يعرف في نظام المعلوميات بشهادات SSL / TLS وهي لوغرثمات بسيطة توقع  ذاتيا ويمكن لأي شخص إنتاجها وإدراجها في مجموعة بيانات رقمية.

وبعد تحليل دقيق للمنشورات المتعلقة بالتجسس المزعوم، يصف قبيسي خبرة "منظمة العفو وسيتيزن لاب" بأنها ذر للرماد في العيون، مشيرا الى أن منظمة العفو الدولية اتهمت في الماضي بالتلاعب واختلاق الأدلة ضد شركة NSO.

ومن جانبهم، أظهر خبراء كمبيوتر مشهورون عالميا بطلان مختلف تلك الاتهامات، هكذا عبرت الصحافية الاستقصائية الأمريكية كيم زيتر، المعروفه بالتحقيق في قضايا غامضة تتعلق بالأمن السيبراني والأمن القومي منذ عام 1999 ومؤلفة العديد من الكتب حول الموضوع، عبرت عن اندهاشها لكل هذه الهالة والتضخيم في البيانات المقدمة من قبل منظمة "القصص المحظورة".

وقالت "إن قصة NSO هذه تزداد سوءا بعض الشيء"، مضيفة ، "سيكون من الرائع أن توفر وسائل الإعلام التي تقف وراء هذه القصة مزيدا من المعلومات حول كيفية تحققهم بالفعل من تلك القائمة وما إذا كانت أهدافا بالفعل للتجسس أو أهدافا محتملة لشركة  NSO ، وليس قائمة لشيء آخر ".

وتشير الخبيرة أيضا إلى أنه إذا تم الحصول على القائمة عن طريق القرصنة، فسيكون من الجيد الحصول على مزيد من المعلومات حول أصل القائمة وفقا للشخص الذي كشف عنها.

وتساءلت قائلة: "هل حصلت وسائل الإعلام على تلك القائمة من سمسار بيانات، أو من شخص حصل عليها من وسيط بيانات؟ هل مدهم بها أحد القراصنة المعلوماتيين؟"

ووفقا للصحفية كيم زيتر، فإن منظمة العفو الدولية تقول إنها لم تزعم أبدا أن القائمة من شركة NSO: "لم تقدم منظمة العفو الدولية هذه القائمة على أنها" قائمة برامج التجسس NSO Pegasus "، على الرغم من أن بعض وسائل الإعلام العالمية قد فعلت ذلك.

وتقول "لقد قدمت منظمة العفو والصحفيون الاستقصائيون ووسائل الإعلام التي يعملون معها منذ البداية بلغة واضحة جدا هذه القائمة على أساس أنها أرقام تهم عملاء شركة NSO (إن  إس أو ) وهذا يعني أنها تتضمن نوعية من الأشخاص الذين يحب زبناء الشركة التجسس عليهم".

كما استنكرت الصحافية كيم زيتر أيضا طريقة تناول الموضوع من قبل العديد من وسائل الإعلام خصوصا عبر إثارتها لقضية إيمانويل ماكرون.

-0- بانا/أ د/ع ط/ 25 يوليو 2021