الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

أوضاع المهاجرين من جنوب الصحراء محور اهتمام الصحف التونسية هذا الأسبوع

تونس العاصمة-تونس(بانا)-تطرقت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، إلى عدة مواضيع متصلة بالشأن الوطني من بينها: الخطاب السياسي لرئيس الدولة من خلال الدعوة إلى العمل وخلق الثروة بدل التعويل على القروض والهبات، وأزمة المهاجرين الأفارقة بمدينة صفاقس.

في رصدها المشهد السياسي، لاحظت جريدة (الصحافة) تغير نبرة اللغة السياسية المعتمدة من قبل رئيس الدولة والتي هي أقرب إلى دعوات شد الأحزمة التي تصدر عادة عن الحكومات التي تمر بفترات صعبة، حيث دعا التونسيين إلى العمل وخلق الثروة بدل التعويل على الغير، مؤكدا أن الذي ينتظر هبات وقروضا لا يمكن أن يكون شعبا منتجا وحرا.

من جهتها، قالت جريدة (الشروق): ربما لا أحد يمكنه أن يتصور حجم الضغوط الدولية التي وقعت ممارستها على تونس منذ 25 يوليو 2021 عندما تم تعليق عمل البرلمان وتطبيق الفصل الثمانين من الدستور، ولكن مع ذلك "استطاع الرئيس قيس سعيد أن يقول كلمته وأن يرفض الاملاءات التي أرادوا من خلالها إغراق تونس في الفشل".  

وأضافت: بصوت عال وبنبرة شديدة الوضوح لا تحتاج إلى مفسرين، رفض الرئيس سعيد كل الاملاءات الخارجية، وربما لأول مرة منذ الاستقلال يرتفع صوت تونس عاليا رافضا تركيع الدولة برغم أنها تعاني من أزمة اقتصادية خانقة.

أما الموضوع الرئيسي الذي استأثر باهتمامات كل الصحف، فقد تمثل في الأحداث التي شهدتها مدينة صفاقس (جنوب شرق البلاد) حيث جدّت صدامات ومناوشات بين بعض أهالي المدينة ومهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، في مظهر آخر من العنصرية المقيتة بغض النظر عن بعض الممارسات من قبل هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل ويواجهون ظروفا حياتية صعبة.

وكتبت جريدة (الصباح): مرة أخرى تجد ولاية صفاقس نفسها في قلب الأحداث حيث برزت أزمة مهاجري جنوب الصحراء، مشيرة إلى أن مسألة المهاجرين لا تعالج أمنيا أو بالتنصل والتجاهل، بل تعالج بالاعتراف في البداية بأنهم جزء من الواقع اليومي وأن أزمة تشديد مراقبة منافذ الهجرة البحرية في اتجاه السواحل الايطالية جعل من تونس منطقة استقرار (إقامة) وليس فقط عبور.

من ناحيتها، قالت جريدة (المغرب): تواجه تونس اليوم ملفا يستدعي في بداية الأمر أن يفهم سياقه بشكل موضوعي، لا الاقتصار على التعامل الانفعالي ومسايرة مزاج الشارع الذي وجد في ملف الهجرة والمهاجرين "مساحة" لتفريغ الغضب وإسقاطه على "عدو مصطنع" يمكن تحميله مسؤولية كل شيء .. تصور طفولي انفعالي يتنامى في ظل غياب كلي لسياسات عمومية واضحة في هذا الملف، سياسات تتضمن شرحا للتونسيين بأن المهاجرين غير النظاميين من دول جنوب الصحراء ينظرون إلى تونس على أنها أرض عبور في اتجاه أوروبا وأنهم لا يريدون الاستقرار فيها أو التوطين كما يسوق البعض الذي وقع في شباك نظريات اليمين الشعبوية.

ودعت الجريدة إلى وضع حد لحالة انتهاك القانون، مذكّرة بما يقوم به المهاجرون من نشاط في قطاعات اقتصادية تونسية هامة على غرار الخدمات الفندقية والسياحية وأعمال البناء والنشاط الفلاحي وغيره من الأنشطة الاقتصادية بصيغ تحول بينهم وبين تمتيعهم بحقوقهم وتقصيهم عن كل مرافق الخدمات العمومية من صحة وتعليم وقضاء الخ ...

وعلقت جريدة (الصحافة)، في هذا السياق، قائلة: الأكيد أن هناك من ضغط على زر العنف والتوترات الاجتماعية.. والواضح أن ثمة قوى إقليمية ليس من مصلحتها أن تستقر تونس وهناك أطراف دولية تريد أن توجه دفة القرار في تونس لصالحها، وثمة تيارات سياسية في الداخل تريد أن تحكم مهما كانت التكاليف.. وبالتالي هناك التقاء موضوعي لهذه المصالح التي تصب الفوضى والفتن في مصلحتها مجتمعة.

وخلصت إلى القول: على السلطات التونسية أن تفك شيفرة هذه المعادلة بالغة الصعوبة والتعقيد وتواجهها بقبضة حديدية.

-0- بانا/ي ي/ع د/09 يوليو 2023