الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

إسوفو : الوضع الأمني يجبر النيجر على تعبئة إمكانات عسكرية هائلة لتأمين حدودها

نيامي-النيجر(بانا)- صرح الرئيس النيجري محمدو إسوفو أن الوضع الأمني السائد في بلاده أدى إلى نزوح السكان على امتداد الحدود وتدفق اللاجئين عبرها، وانتشار أنشطة التهريب، ما يجبر البلاد على تعبئة إمكانات عسكرية هائلة لمواجهة الجماعات المسلحة العابرة للحدود وتأمين البلاد.

وصرح الرئيس إسوفو، خلال اجتماع افتراضي رفيع المستوى للمصرف الدولي وصندوق النقد الدولي حول التحديات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي، أن "هذا الالتزام العسكري يمارس منذ عدة سنوات ضغوطا كبيرة على ميزانية الدولة، على حساب الأولويات الاجتماعية والتنموية، خاصة عبر زيادة النفقات الأمنية وتسجيل فاقد كبير من الموارد الداخلية".

وأوضح الرئيس النيجري أن اعتمادات قطاع الأمن في ميزانية بلاده مثلت، في المتوسط، 16 في المائة من إجمالي مخصصات الميزانية بين سنتي 2011 و2020 .

وكشف أيضا أن معدل النفقات الأمنية خلال الست سنوات الأخيرة (2014-2020) بلغ 3ر4 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي سنويا.

وانتقل حجم العجز الإجمالي للميزانية، بما يشمل الهبات، من 1ر2 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي سنة 2011 إلى 8ر5 في المائة سنة 2020 ، مقابل معيار إقليمي قدره 3 في المائة.

وأشار الرئيس النيجري إلى أن "ضخامة الموارد الموجهة للأمن دفعت الحكومة النيجرية لإجراء تدقيق في المبالغ المنفقة على هذا القطاع، من أجل تعزيز مراقبتها القبلية والبعدية".

وأكد أن هذه الإصلاحات تشمل كذلك قطاعات أخرى، بدعم من عدة شركاء فنيين وماليين، مذكرا بالنداء الذي وجهه قادة الدول إلى المؤسسات المالية الدولية، خلال مؤتمر تمويل مجموعة دول الساحل الخمس المنعقد يوم 23 فبراير 2018 في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وقال "نأمل، في إطار هذا النداء، استبعاد النفقات الأمنية من حساب عجز الميزانية، ما سيتيح للدول الأعضاء في مجموعة دول الساحل الخمس فضاء ماليا كافيا".

واعتبر الرئيس النيجري أن الاهتمام المحوري لدول الساحل في الوقت الراهن يكمن في إيجاد السبل والوسائل الكفيلة بتسريع عملية تعبئة الموارد الضرورية لتمويل برنامج الاستثمارات ذات الأولوية 2019-2021 ، الذي تقدر قيمته بـ9ر1 مليار يورو، لتمويل 40 مشروعا ذا أولوية.

ودعا إسوفو، في هذا الصدد، إلى تعزيز تعبئة موارد هيئة التمويل الدولية (فرع المصرف الدولي)، من أجل التوفر على الموارد اللازمة لتمويل التنمية المستدامة.

وقال "ما يجعل ذلك ضروريا جدا أن الوضع الصحي المرتبط بجائحة فيروس كورونا المستجد/كوفيد 19 يضاف إلى الأزمة الأمنية وصدمات أخرى".

وأوضح أن هذه الصدمة أجبرت النيجر على خفض توقعات نموها لسنة 2020 من 7ر6 في المائة إلى 7ر1 في المائة.

ولفت الرئيس محمدو إسوفو إلى أن "صدمة الجائحة أرغمت عدة تكتلات اقتصادية مثل الاتحاد الأوروبي، وإكواس (المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا)، وأوموا (الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا) على تعليق ميثاق تطابقها"، مضيفا أن "هذه الأزمة الخطيرة أجبرت صندوق النقد الدولي والمصرف الدولي على التفكير في توافق جديد حول نمط جديد".

-0- بانا/س أ/ع ه/ 10 أكتوبر 2020