الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع

تونس العاصمة-تونس(بانا)- استأثر الوضع العام المتأزم في البلاد باهتمام الجرائد التونسية الصادرة هذا الأسبوع.

وتحدثت صحيفة (المغرب) عن حالة الإحباط لدى"جيل ما بعد الثورة" الذي قالت إنه لا يفقه دلالات "الاستعمار" ومخلفاته وتجربة بورقيبة في بناء الدولة الحديثة، وتساءلت: لماذا فشلت التنشئة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاعلامية في أداء مهامها؟.. ولماذا "كفر" هذا الجيل بالسياسة والسياسيين وفقد الثقة في الجميع؟.. وما هي الأسباب التي جعلت النخب الفكرية قاصرة عن تقديم معرفة متلائمة مع السياقات الحاضرة وتوظف للمنفعة العامة؟

وفي هذا المقام تحديدا، أوضحت جريدة (الشروق)  أن حالة الاحباط هذه فرضها الوضع العام المتأزم نتيجة الفقر وانتشار البطالة وارتفاع الأسعار واستحالة العيش الكريم، بحيث دفع فقدان الأمل التونسي إلى البحث عن وسائل مختلفة للهروب من الواقع المرير والارتماء في نهايات تراجيدية، مثل ركوب البحر والانتحار والادمان الالكتروني والمخدرات.

 وفي رصدها المشهد السياسي في البلاد مع حلول الذكرى الثانية عشرة لأحداث 14 يناير 2011، لاحظت جريدة (الصباح) أن المعارضة التي خرجت إلى الشارع  كانت مشتتة، وفي المقابل خرج أنصار الرئيس (قيس سعيد) وكلهم ثقة بأن تلك المعارضة لن تفعل شيئا ولن تقدر على التجميع.

وأوضحت أنه بين أنصار الرئيس ومعارضيه -ونسبتهم مجمعة لا تتجاوز ال10 بالمائة- وقف الشعب بين هذا وذاك متأملا في وضعه، حائرا في قوت يومه، غير مبال باحتجاجات المعارضة والسياسيين ولا بتكبر الرئيس وتفرده بالرأي والقرار.

من جهتها، تطرقت جريدة(لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية، إلى تحرك القضاء لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الحملات غير القانونية من قبل سياسيين بارزين، مشيرة إلى محاولات إشعال نيران الكراهية والخلاف وتشويه سمعة قيس سعيّد لوقف الأجهزة الأمنية والقضائية عن ملاحقتهم، إلى جانب دفع الشباب العاطل عن العمل إلى إثارة الاضطرابات التي من شأنها أن تبشر بالانتفاضات في أحياء الطبقة الفقيرة لخلق واقع يجنبهم المحاكمة.

وأمام انسداد الأفق السياسي وتراكم الأزمات، أكدت جريدة (المغرب) أن مبادرة الانقاذ التي يقدمها الاتحاد العام التونسي للشغل مع نقابة المحامين ورابطة حقوق الانسان هي من صميم الدور الوطني للمنظمات الثلاث أمام الوضع الخطير، وهي الفرصة الأخيرة تقريبا المتوفرة الآن أمام عجز الأطراف المتسببة في الأزمة عن الاهتداء إلى آليات حلها.  

 وفي  السياق ذاته، قالت جريدة (الصحافة) إن مبادرة الانقاذ التي أعدها اتحاد الشغل مع عدد من المنظمات الوطنية هي في الواقع من أجل إنقاذ الرئيس قيس سعيد وبالتالي إنقاذ البلد من انفجار مجتمعي نكاد نسمع دويه.. وفي مثل هذه الأحوال فإن المنطق والعقل يستدعيان سعي الرئيس قيس سعيد بنفسه إلى إيجاد مبادرة إنقاذ تشاركية لوضع خارطة طريق مستعجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وللخروج من الأزمة أو التخفيف من تداعياتها.

 وعلقت جريدة (الصباح) على "إملاءات"صندوق النقد الدولي  و"مماطلاته"بشأن قرض تنتظره تونس منذ أكثر من سنتين ونصف، وقالت: في كل مرة تتقدم الحكومة خطوات في تنفيذ شروط الصندوق الصعبة؛ إلا أن تلك الخطوات على خطورتها اجتماعيا يبدو أنها لم تُرض جماعة واشنطن.

وأكدت الجريدة أن هذا الوضع الخانق الذي سببه لنا صندوق النقد الدولي كان بالإمكان لتونس وحكومتها أن تضع قرضهم جانبا وتتخلى عن المطالبة به لو خططت وتقدمت بشجاعة نحو مشاريع الاقتصاد الأخضر لما فيها من مردودية حينية ومربحة على الاقتصاد وكذلك لسهولة تمويلها من قبل الهيئات والدول المانحة.

وتحت عنوان: "من يحكم تونس..الدولة أم النقابة؟"استهجنت  (جريدة الشروق) تواتر أشكال الاحتجاج الهجينة مثل التوقف عن العمل بدافع المشاركة في وقفة احتجاجية للنقابة أو حجب أعداد التلاميذ أو الاعتصام المفتوح في مقرات العمل لمدة قد تصل الى أشهر عديدة مثلما حصل في قطاع الفسفاط.

وقالت إن أي إرباك في الخدمات مثل الصحة والتعليم والأمن يضعف صورة الدولة ويقوض التسلسل العمودي لسلطة الادارة بما يفتح الباب على مصراعيه للتقاعس والفساد في دواليب الدولة.

وعلقت جريدة (الصحافة) على خبر وصول المساعدات الغذائية التي تلقتها تونس من شقيقتها ليبيا وما أثارته من ردود فعل متراوحة بين القبول المبني على روابط الجوار وبين الاستياء الشعبي الموجه إلى الطبقة السياسية في تونس بناءً على ما وصلت إليه الأوضاع المعيشية الداخلية التي لم تشهدها البلاد منذ عقود من الزمن.

وأكدت الجريدة أنه في خضم هذه الأوضاع لا يمكننا إلا أن نشكر الشقيقة ليبيا على هذه اللفتة الكريمة بامتياز والنابعة من واجب الأخوة والتضامن، مشيرة إلى أن  الرأي العام الشعبي تقبل هذه المساعدات بعين ممتنة للأشقاء وبعين أخرى تبكي على ما آلت إليه الأوضاع في تونس بسبب سياسات فاشلة.

-0-بانا/ي ي/ع د/22 يناير 2023