الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تطرقت الصحف التونسية، هذا الأسبوع، إلى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن المحلي، من بينها خطورة الوضع الراهن في البلاد والتعجيل بالبحث عن الحلول الممكنة، وتسليط الضوء على ظاهرة الجفاف التي تهدد تونس، فضلا عن الحديث عن ارتفاع العيادات بمستشفى"الرازي" للأمراض النفسية خلال العشرية الأخيرة.

وفي رصدها المشهد السياسي، لاحظت افتتاحيات ومقالات عديدة أن مكونات المعارضة تخوض معارك"الكل ضد الكل"إضافة إلى خوضها معركة مصيرية مع السلطة. وأكدت أن هذه المعارك الشرسة أدخلت أغلب الأحزاب والجبهات والتكتلات في حالة من الاستنزاف أضعفت المعارضة وشقت مسارات تقريب وجهات النظر بين عناصرها.

وبخصوص الوضع الاقتصادي الخانق الذي تمر به البلاد، وصفت جريدة (الشروق) أغلب المؤشرات الاقتصادية والمالية بأنها"مخيفة" بالنظر إلى انعكاساتها المنتظرة مستقبلا على حياة الناس، مشيرة إلى أنه أمام تواصل مختلف مظاهر الفساد والعبث بالمال العام، وأمام فوضى السوق وخاصة "تغول"الاقتصاد الموازي والمضاربة والاحتكار والترفيع في الأسعار وفي الجباية، كان من الطبيعي أن تدخل البلاد في حلقة مفرغة قد يصعب الخروج منها.

وفي هذا المقام، قالت جريدة (الصباح):لا ننفي وجود من يسعى إلى الاستثمار في فقر التونسيين وفي أزماتهم، كما لا ننفي محاولات التوظيف السياسي، لكن هذا لا ينفي عن الدولة مسؤوليتها، فالدول بما لديها من إمكانيات وأجهزة مطالبة بوضع حد لكل محاولات المساس  بحقوق المواطن وأولها حقه في التغذية السليمة.

وحذرت جريدة (الصحافة)، من جهتها، من مخاطر الفقر المائي الذي تقع تحت وطأته تونس منذ حوالي ست سنوات، ودعت الجميع إلى الاستعداد والتحرك لمجابهة الشح المائي بكل الطرق والوسائل والتخفيف من آثاره على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيش أصلا أزمة مركبة.

وفي ذات السياق، شددت جريدة (الصباح) على ضرورة التعجيل بالبحث عن الحلول التي تحتاجها البلاد لتجنب أزمة العطش والجفاف التي بدأت تداعياتها تلوح للجميع  كما سيتعين البحث عن تأمين غذاء التونسيين في ظل التحذيرات الدولية من استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا وما ستفرزه من مجاعة ليست بلادنا بمنأى عنها في ظل شح الموارد المالية وغياب الاستثمارات والتمويلات. 

وتابعت الصحف التونسية ردود الأفعال المنددة والرافضة لمشروع قانون المالية لسنة 2023 المثير للجدل، لما تضمنه من ترفيع في قيمة الضرائب بالنسبة لعدة قطاعات ومهن حرة، مشيرة إلى أن عديد الأطراف من ممثلي هذه القطاعات وصفت قانون المالية بالمخيب للآمال، ما دفع عديد المنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني إلى إطلاق مبادرة وطنية لإنقاذ البلاد.

وفي مواجهة هذه الأزمات المتعددة، اعتبرت صحيفة (الشروق) أن أمام بلادنا أكثر من امكانية للخروج من الأزمات الخانقة لو عرفت كيف تستثمر إمكاناتها الذاتية وكيف تعيد تشغيل قطاعات الانتاج التي تعطلت، ولكن حتى تتمكن تونس من ذلك -تضيف الصحيفة- عليها أن تعرف كيف تواجه عقبتين تقفان أمام كل امكانيات الحل: العقبة السياسية التي تعود إلى ثبات فشل الطبقة السياسية في إدارة البلاد فشلا ذريعا، أما العقبة الثانية فهي اجتماعية وذهنية تتمثل في مختلف مظاهر التواكل والكسل والانصراف عن الاجتهاد والبحث عن طرق سهلة لحل المشكلات المعيشية.

وبخصوص الوضع الصحي، لاحظت مقالات عديدة استقرارا في ما يخص الاصابات بكورونا، ولكنها تطرقت إلى ظاهرة صحية أخرى أصبحت مبعث قلق، وتتمثل في بعض الأمراض النفسية، وهنا بيّنت صحيفة (الشروق) أن الكشوفات بمستشفى"الرازي"للأمراض النفسية بالعاصمة، ارتفعت من 100 ألف حالة سنويا إلى 200 ألف خلال العشرية الأخيرة في مختلف الأقسام، وهو ما يكشف عن أمراض واضطرابات نفسية وسلوكية طالت شريحة واسعة من التونسيين، إذ تراجعت تونس من المرتبة 86 عالميا في سنة 2021 إلى المرتبة 120 خلال سنة 2022، ما يؤكد أن نسبة كبيرة من التونسيين يعيشون في تعاسة وإحباط.

-0-بانا/ي ي/ع د/08 يناير 2023