الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع

تونس العاصمة-تونس(بانا)- قطاعات تلوح بالاضراب العام، وتصاعد منسوب التوتر الاجتماعي، والانتخابات التشريعية خلال هذا الشهر، وارتفاع الاسعار والركود التضخمي، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الأولى للجرائد التونسية الصادرة هذا الأسبوع.

وأجمعت أغلب افتتاحيات الصحف على أنه "لا أحد اليوم، مهما بلغت قدرته عل قراءة الواقع المعاش، بإمكانه توقع ما يمكن أن تؤول إليه الأحداث في ظل تفاقم المشهد الراهن".

وقالت صحيفة (المغرب): يبدو أن الشتاء الساخن سياسيا واجتماعيا قد حل وذلك بسبب ارتفاع منسوب الاحتقان الاجتماعي الذي انطلق بالتعبير عن نفسه بإضرابات عامة.

من جهتها، تحدثت صحيفة (الصباح) عن التوجس والقلق والخوف من المجهول الذي بات مسيطرا على مشاعر الناس وهمومهم اليومية بسبب  التدهور المستمر للقدرة الشرائية للمواطن وارتفاع الأسعار المستمر لجميع الخدمات والمواد الاستهلاكية والمحروقات وتواصل تدني خدمات المرافق العامة.

وخلصت إلى القول: ما أحوج التونسيين، اليوم، إلى خطاب واضح موحد وصريح يقطع مع الضبابية والارتجال ويعيد الأمل في غد أفضل ممكن لبلاد أنهكتها سياسات فاشلة على مر سنين طويلة تميزت بإدارة سيئة للشأن العام وفساد عارم ضرب مفاصل الاقتصاد، غالبا ما يدفع ثمنها الشعب التونسي الذي بات نصفه يعاني من ويلات الفقر والخصاصة.

ولاحظت صحيفة (الشروق)، من جانبها، أن لا أحد يمكنه أن ينكر أن تونس بإمكانياتها الاقتصادية والمالية غير قادرة على استيعاب أزمتين متتاليتين في حجم وباء عالمي وحرب شبه عالمية، إلا أنها أشارت، في ذات الوقت، إلى أن مواصلة نهج الترفيع في الأسعار ستؤدي إلى أوضاع اجتماعية ساخنة.

وتساءلت صحيفة (لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية: من أين نبدأ في إثارة الشعور بالضيق والاضطراب الذي أثر على الاقتصاد التونسي لأكثر من عشر سنوات حتى الآن ؟

وقالت: علينا أن ندرك أن جراح الماضي لا تزال مفتوحة، كما أننا لا نتردد في الاعتراف بأننا نسينا لأكثر من عقد من الزمن الحاجة إلى الاعتماد على المهارات القادرة على إيجاد الكيمياء الصحيحة في مواجهة متطلبات اللحظة، لذلك يمكن للمرء أن يتخيل الفوضى التي سببها مثل هذا الفشل.

وتطرقت معظم الصحف إلى الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في السابع عشر من الشهر الجاري. وفي هذا الخصوص، لاحظت صحيفة (المغرب) أن الحملة الانتخابية لم تبُح بعدُ بكل ما في جرابها، حيث لم يطرح أي مترشح سواء أكان يمثل نفسه أو يمثل ائتلافا انتخابيا أي نقطة تتعلق بدوره التشريعي المنتظر ولا قدم مشروع مبادرة تشريعية سيدافع عنها في البرلمان.

وفي هذا السياق، قالت جريدة (الصحافة) إن الحملات الدعائية للانتخابات لا تختلف في خطاباتها عن تلك اللغة الخشبية المألوفة التي يعتمدها المترشحون في دعايتهم بتحسين الظروف المعيشية وملامسة مكامن الوجع لديهم مستجدين عواطفهم مقدمين برامج فضفاضة غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

وأكدت أن هذه اللغة الانتخابية باتت مستهلكة، وهو ما قد يساهم في ارتفاع نسبة العزوف عن هذه الانتخابات التشريعية.

بدورها، تساءلت صحيفة (الشروق): هل ستشكل هذه الانتخابات قطيعة مع انعدام الكفاءة الذي كان سببا رئيسيا للفشل أم أنها ستنتج وجها آخرا من وجوهه؟

وأكدت أن تفسير ضعف الاهتمام بالحملة الانتخابية يكمن في نفور التونسيين من الشأن العام نتيجة الخيبة الكبرى التي عاشوها بعد 2011 وزيف الوعود والأحلام التي ذهبت هباء منثورا.

وفي تعليق لها على القمة الفرنكوفونية التي انعقدت مؤخرا بجزيرة جربة التونسية، تساءلت صحيفة( الصباح): ما جدوى أن يوجد اليوم منتظم لغوي تنضوي تحته مجموعة من الدول ناطقة باللغة الفرنسية البعض منها كان يوما ما تحت الاستعمار الفرنسي؟ وما معنى أن تتواصل التبعية الثقافية والاقتصادية لفرنسا بعد خروجها من مستعمراتها القديمة؟

ومن الأسئلة القلقة الأخرى التي رافقت انعقاد هذه القمة سؤال، طرحت نفس الصحيفة، هذا التساؤل: هل أن الدولة التونسية اليوم متحمسة ولها من الإرادة السياسية الصادقة لمطالبة فرنسا الاستعمارية بإعادة كتابة الفترة الاستعمارية والاعتراف بجرائمها وتقديم الاعتذار عما ارتكبته بحق الشعب التونسي على غرار ما تفعل الجزائر؟

وخلصت إلى القول: إن فرنسا تعمل من خلال هذا المنتظم الفرانكفوني على إلهاء الشعوب التي استعمرتها عما ارتكبته من جرائم بحقها وهي تسوق من خلال هذا المنتظم أنها تريد تأسيس وشائج اقتصادية لتقدمها لتغلق صفحات تاريخها السيء.

-0-بانا/ي ي/ع د/04 ديسمبر 2022